مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ... الويل كلمة تقال للتنديد بأحد وقيل ان معناها (قبحا له). واما ما يقال انه مكان في جهنم فليس تفسيرا للكلمة في اللغة ولا دليل عليه في اصطلاح الشرع. والظاهر أن معناها تختلف حسب اختلاف الموارد ولعلها هنا تفيد التهديد بالعذاب. والأفّاك مبالغة من الافك وهو الكذب. والاثيم مبالغة تدل على ثبات الوصف فهو بمعنى من يكثر منه الاثم فكأنه صفة ملاصقة به. وذكر هذه الجملة بعد استغراب عدم ايمانهم بالله وآياته للتنبيه على ان من لم يؤمن بالله مع وضوح آياته فانما هو أفاك أثيم بمعنى انه يكذب في دعواه انه غير مقتنع بالآيات وانها لا تدل على الصانع الحكيم وهو أثيم بمعنى أنّ شدة لصوقه بالآثام تمنعه من التفكير في وجود الصانع لانّ النتيجة المتوقّعة من هذا التفكير تقضّ مضجعه وتقلق باله فهو يبحث في هذه الحياة عن الحرية المطلقة ويتهرب من كل ما يقيده ويمنعه من التوسع في لذائذه وشهواته.

ولعلّ التعبير عنه بالأفّاك اي بصيغة المبالغة من جهة أنّه يكذب حتى على نفسه ويحاول التهرّب من الحقائق التي لا تعجبه فهو يظهر للناس أنّه غير مقتنع بالآيات وهو يكذب في ما يدعيه بل هو يرى الحقيقة ويحاول أن لا يراها ويتغاضى عنها عمدا.

يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ... وهكذا يتجلى العناد بابشع صوره وذلك في مقابلة الحق الواضح وهو اوضح الحق واعظمه واهمه وهو تلاوة آيات الله تعالى اي القرآن الكريم فاذا سمع الآيات عاند واصر على كفره حال كونه مستكبرا اي الذي يدعوه الى معاندة الحق هو الاستكبار فهو يرى نفسه اكبر من ان يصغي الى هذه الكلمات.

ويلاحظ هذا الاستكبار بين الناس بصور ودرجات مختلفة فنجد مثلا في طغاة المسلمين نفس هذه الصفة في مقابل آيات الله تعالى وهم يدّعون الاسلام بل قيادة المسلمين بل هناك من عامة الناس من يستعلي على الله ويستنكف من ان يخاطب بآية من القرآن وهناك من اذا قلت له ان الله حرم هذا يضحك من كلامك. وهناك من يكتب في الصحف ويعلن اننا غير ملتزمين بما ورد في الدين بل ملتزمون بالقانون الوضعي. كل هذا استكبار على الحق واستنكاف عن متابعة كتاب الله تعالى وآياته.

وفعل المضارع في قوله (يسمع) و(يصرّ) يدل على الاستمرار والتكرر وهو ما يجعله أفاكا مبالغا في الكذب على نفسه وعلى الناس وأثيما ملازما للاثم والاستكبار. وقوله تعالى (كأن لم يسمعها) اي كأنّه.. وقال في موضع آخر (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا..)[1] وهم يعترفون به على ما حكاه الله تعالى عنهم كما قال (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ..).[2] والتعبير بالبشارة بالنسبة للعذاب تهكم واستهزاء يستحقه المستكبر على الله تعالى.

وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ... هذه مرحلة اخرى للمستكبر المذكور لا يسعه ان يولي كانه لا يسمع حيث إنه يسمع الآية فيعلمها ويدرك معناها ولكنه يواجهها بالسخرية والاستهزاء. والهُزُو والهُزْء مصدر بمعنى السخرية وهو هنا بمعنى المفعول به فهو يتخذ آيات الله مهزوءا بها اي يستهزئ بها. ويفهم من العبارة انه يسمع من الآيات شيئا ويستهزئ بجميعها كما يظهر من الضمير المؤنث حيث يعود الى (آياتنا). والسر فيه انه لا يهمه المعنى والمضمون وانما يستهزئ بها جميعا لانها باجمعها تدعوه الى الايمان بالله وملازمة التقوى وهذا هو الذي يستفزّه ويبعثه للمعاندة. ومثل هذا يستحق عذابا مهينا يذله بين الناس جزاءا على استكباره واستهزائه.

والاستهزاء أقبح ما يتعامل به بعض المعاندين للحق كما نجده في القرآن نقلا عن كثير منهم في الامم السالفة وذلك لانه بالرغم من تأثيره الوسيع والعميق في المجتمع لا تمكن مواجهته من قبل الانبياء والعلماء والمصلحين اذ لا يعتمد على منطق ليواجه بالمنطق والبرهان وهم أرفع قدرا من أن يواجهوه بمثله.

ويلاحظ أن الكفرة المعاندين في هذا العصر ايضا يتبعون نفس الاسلوب في مواجهة الاديان عامة والاسلام بالخصوص وقد ملأوا صحفهم بالصور المشينة ويصرون على تكريرها وتكثيرها.  

مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ... (جهنم) اسم للنار التي خلقها الله تعالى للعصاة المردة والظاهر انها في الاصل كلمة عبرية. وقوله تعالى من ورائهم اي عاقبة امرهم جهنم فكونها وراءهم باعتبار انها هي العاقبة. وقيل: ان قوله تعالى (من ورائهم) اي من امامهم وان الوراء يشمل الامام فانه مأخوذ من المواراة فكل شيء يواريه الجسم فهو وراءه سواء كان امامه او خلفه. وهو تأويل بعيد ويُفقد التعبير لطفه.

ويمكن ان يقال ان اعتبارها وراءهم بلحاظ انها تتعقبهم وتطلبهم فكانها حيوان مفترس تحاول الهجوم عليهم من ورائهم ونظير هذا التعبير متعارف لدى الناس يقال ان وراءنا عمل او دراسة ونحو ذلك والمقصود ان العمل والدرس يطلبان منا الاستعداد لهما. 

وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ... الاغناء: الكفاية. وأغنى عنه اي كفاه. و(شيئا) مفعول (يغني) والمراد شيئا من العذاب او شيئا من الاغناء اي لا اثر له نهائيا فوجوده كعدمه. والمراد بما كسبوا يمكن ان يكون المال فان الاثرياء يظنون ان كل مشكل يمكن حله بالمال وهذا وان لم ينطق به بعضهم فهو مستقر في نفوسهم حيث يجدون ان كل ما حلّ بهم من امر أمكنهم ان ينقذوا انفسهم ببذل المال فيظنون انه سينفعهم يوم القيامة ايضا والله تعالى يقول (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ)[3] ويقال انه كان هناك في العصور القديمة من يامر بان يدفن معه المال لينتفع به في الحياة الاخرى.

ويمكن ان يكون المراد بما كسبوا اعمالهم التي تصوروا انها تنفعهم وهي لا تنفع لكفرهم حتى لو كانت في ذاتها صالحة كالاحسان الى المحتاجين وبناء المدارس والمستشفيات ولعل كثيرا من الطغاة والمفسدين الذين يعملون بعض هذه الاعمال يظنون انه لو كانت هناك حياة اخرى فستنفعهم والله تعالى يقول (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)[4] لانهم لم يعملوا هذه الاعمال تقربا الى الله تعالى فلا يحق لهم ان يتوقعوا جزاء منه وانما عملوه لارضاء الناس فليتوقعوا منهم الاجر والثواب.

وكذلك لا تنفعهم ولايتهم لمن اتخذوهم اولياء من دون الله تعالى والولي هنا بمعنى المتبوع ولا يختص بالاصنام كما قيل بل كل ما اعتبر وليا من دون الله تعالى فانه لا ينفع شيئا يوم القيامة فان الله هو الولي ومعنى اتخاذ وليّ من دون الله تعالى ان يعتبره مؤثرا باستقلال فيجعله وليا له بدلا من ولاية الله تعالى اي يعتقد فيه الربوبية وهذا هو الكفر او الشرك سواء كان ذلك صنما او ملكا او بشرا كما يعتقد النصارى في السيد المسيح عليه السلام. وهذا لا يشمل بالطبع من يوالي اولياءه تعالى من جهة انهم أولياؤه فانه ليس من اتخاذ الولي من دونه بل ولايتهم تتبع ولاية الله تعالى شأنه.

هَذَا هُدًى... اشارة الى القرآن الكريم والهدى مصدر وحمله على القرآن من باب المبالغة كأنّه هو الهداية نفسها.

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ... يمكن ان يراد بالآيات ما يشمل القرآن وغيره من كتب السماء والآيات الكونية. ويمكن ان يراد خصوص القرآن كما هو ظاهر السياق وانما ذكرت الآيات للاشارة الى العلة فهؤلاء يستحقون هذا العذاب لان تكذيبهم للقرآن كفر بآياته تعالى. والرجز يقال: انه إبدال من الرجس، وهو القذارة. اي عذاب أليم من القذارات. وفيه تحقير واذلال. والاليم مبالغة في ايجاب الالم وعلى هذا الاحتمال ينبغي ان يكون مرفوعا وصفا للعذاب كما هو في المصحف الموجود. وقيل: إنّ اصل الرجز الاضطراب فيمكن ان يراد اصله ايضا فان عذاب الاضطراب في الدنيا من أشدّ العذاب وهو بالفعل عذاب من يكفر بآيات الله تعالى لانه لا يمكنه الانكار على حقيقته فاذا لم يؤمن بقي حائرا مضطربا و(اليم) على هذا الاحتمال مرفوع ايضا. وقيل: إنّ الرجز هو العذاب مطلقا فلا بد من أن تكون (من) بيانية ولا يناسب رفع كلمة (أليم) بل يناسب الجر كما هو قراءة الاكثر على ما قالوا لتكون صفة للرجز ويصح كونه بيانا للعذاب المطلق ولكنه في المصحف الموجود بأيدينا مرفوع.

اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ... بعد التنديد بمن يكفر بآيات الله ينبّه الانسان على نعمه تعالى المحيطة به ليتبين له فظاعة الكفر بآياته وأنه يستحق عليه العذاب ولذلك لم يوجهه الى الآيات البعيدة بل الى النعم القريبة منه والمحيطة به. وتقديم اسم الجلالة وهو مسند اليه يفيد الحصر وأن هذه النعم ليست الا منه تعالى وللتنبيه على أنّ محل الاهتمام في الكلام المسوق لذكر النعم هو التعريف بالمنعم الذي يجب شكره.

ولعل اختيار البحر من بين النعم من جهة عظمته وضخامته وقوته وخوف الانسان من اهواله فيبين الله تعالى له انك على ضعفك امام هذه القوة الجبارة انظر كيف سخره الله تعالى لك وجعله طريقا سهلا للسفن التي تشق عبابه باحجامها المختلفة وتنقل البشر واحماله حيثما يشاء. كل ذلك بأمر منه تعالى وهو الامر التكويني الذي جعل البحر بطبيعته مستجيبا لطلب الانسان استخدامه للتحرك فيه حسب النظام الذي أعدّه الله تعالى فاذا كانت سفينة شراعية فانها تسير حسب الرياح المسخرة بامره تعالى وان كانت تسير باجهزة فتسير حسب القوة التي اودعها الله فيها وفي وقودها.  

والابتغاء: الطلب. والفضل: الزيادة. وكل ما ينعم الله تعالى به على عباده فضل منه تعالى وزيادة اذ لا يستحق أحد عليه شيئا. والمراد بالفضل هنا رزقه تعالى فقوله (ولتبتغوا من فضله) اي ولتطلبوا من رزقه بالسفر بحرا الى اماكن بعيدة للتجارة فان كل ما يحصل عليه الانسان بكدّ يمينه ليس الا رزقا من الله تعالى وهو الذي هيّـأ له الاسباب.

واللام في قوله (سخّر لكم) تحتمل التعدية بمعنى كون البحر بذاته مسخرا ومذللا لارادة الانسان يتصرف فيه كما يشاء حسبما اُوتي من قدرة ودهاء ويحتمل التعليل بمعنى كونه مسخرا لمصلحة الانسان نظير تسخير الشمس والقمر كما قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ..)[5] فان الانسان لا يمكنه التصرف فيهما ولكنهما مسخران بارادته تعالى لمصلحة الانسان.

وذكر لهذا التسخير ثلاث غايات: جريان الفلك في البحر، وطلب الرزق، والغاية القصوى لكل نعمة هو ايجاد الارضية الصالحة لشكر المنعم. وقوله تعالى (لعلكم) يفيد هذا المعنى اي خلق الارضية الصالحة للشكر، ولم يقل (ولتشكروا) اذ قد لا يشكرون وقد قال تعالى (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).[6] ويلاحظ الاهتمام على الاضافة الى الله تعالى في كل جملة فجريان الفلك بامره وطلب الرزق من فضله واخيرا تشكرونه على نعمه.  

وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ... تعميم بعد ذكر الخاص فالتسخير لا يختص بالبحر بل كل ما في السماوات وما في الارض مسخر لكم وقوله تعالى (جميعا) يؤكد انه لا يشذ عن ذلك شيء. وليس معنى التسخير هنا ان الانسان له القدرة في التصرف في كل ذلك بل بمعنى انها مسخرة لمصلحة الانسان فكل حركة الافلاك والنجوم والمجرات الهائلة تصب في مصلحة الانسان فضلا عن كل ما على وجه الارض وما في باطنها ولعله يستغرب ان تكون للمجرات البعيدة تأثير على الحياة البشرية! ولكن لا يبعد ان يكون لكل منها تأثير في حركة النجوم والكواكب والنظام الكوني وبالتالي تؤثر على نظام حركة الارض وما نجده من الليل والنهار وغير ذلك. ويمكن ان يقال ان معنى التسخير ان الله تعالى جعل له الحق والاختيار في ان يتصرف في الكون كيف ما يستطيع فالمجال مفتوح امامه وان كانت قدراته محدودة ولعل في ذلك حثا على محاولة التوسع في القدرات.

هذا بناءا على ان المراد بالسماوات هنا الاجرام العلوية والمراد بالارض الكرة الارضية ولكن لا يبعد ان يراد المعنى الذي ذكرناه مرارا فيراد بالسماوات بها العوالم العلوية التي هي مسكن ملائكة الله تعالى ويراد بالارض عالم الطبيعة باجمعها وذلك لان الملائكة امرت ان تسجد لآدم عليه السلام وهو رمز البشرية قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا..)[7] وهذا ربما يدل على ان البشر هو المسجود للملائكة واحتملنا في موضعه ان يكون المراد بالسجدة نوعا من التسخير فان كل حركة وسكون في الطبيعة لا يكون الا بامر من ورائها والملائكة هم الذين يدبرون امور الطبيعة كما قال تعالى (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)[8] وهم الذين ينزلون باوامر الله تعالى الى كل شيء في الكون فلعل الامر بالسجود بمعنى ان الله تعالى جعل لهذا الكائن الاختيار في ما يريد ان يفعل وامر ملائكته بتنفيذ اوامره ولولا ذلك لم يكن للانسان ان يختار.

واما قوله تعالى (منه) فيدل على ان كل هذا الاختيار من الله تعالى. ولعل الغرض من ذلك التنبيه على ان هذا التسخير ليس بمعنى التفويض وليس للانسان ان يتصرف في شيء الا بارادته تعالى والله لا يفوض امر الربوبية الى احد حتى فيما يخصه كما قال (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)[9] ولا يبعد ان يكون حرف الجر مع متعلقه حالا للتسخير اي سخر لكم حال كون التسخير حاصلا من ارادته تعالى المستمرة فان لم يشأ التسخير انتفى فورا فلا يبقى مجال لاختيار الانسان بل يكون كغيره حينئذ مسيّرا ضمن النظام العام. وللقوم محاولات في بيان التركيب النحوي لهذه الكلمة واحسن ما قيل انه حال مما في السماوات والارض اي سخرها حال كونها مبتدأة منه تعالى لانه هو الموجد لها. وما ذكرناه أدقّ وأنسب للعبارة.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ... في الكون آيات كثيرة لا تحصى ولكن لمن يتفكر ويتدبر النظام الكوني المتماسك واين موقع اختيار الانسان منه؟ وكيف يتناسق الاختيار البشري مع جبرية النظام؟ وكيف سخّر الله الكون لهذا الكائن؟ ولماذا؟ وكيف تؤثر ارادته في ملكوت السموات وبدونه يستحيل الاختيار؟

 

 


[1] لقمان: 7

[2] فصلت: 5

[3] الشعراء: 88

[4] الفرقان: 23

[5] ابراهيم: 33

[6] سبأ: 13

[7] الاعراف: 11

[8] النازعات: 5

[9] الكهف: 26<