مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

إِنَّ الَّذينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ... المحادّة مفاعلة من الحد وهو ــ كما مر ــ اما بمعنى المنع فمعناها الممانعة اي المخالفة والامتناع عن امتثال اوامر الله تعالى واما بمعنى طرف الشيء ومنتهاه فالمراد أنه يجعل لنفسه حدّا غير الحدّ الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وشريعة الله وهذا تعبير عن المعاداة والمخاصمة ومثلها ايضا المشاقة اي كل من الخصمين في شق غير شق الآخر. والمحادّة بالمعنى الثاني كانت بالمباشرة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ولكن الله تعالى ــ كما مرّ سابقا ــ يعتبر هذه الامور متعلقة به حتى ان ايذاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يعتبره ايذاءا لنفسه.

والكبت قيل انه بمعنى الاذلال وقيل اصله الكبّ وهو الصرع وهذا ايضا يعود الى المعنى الاول بوجه اذ لا يراد بصرعهم على وجوههم معناه الحقيقي بل الكنائي وهو الاذلال والقهر. والمراد به اذلالهم في الحياة الدنيا كما يظهر ذلك من التشبيه بما حصل للسابقين. والاتيان بصيغة الماضي اما لانه دعاء عليهم اي اكبتهم الله كما اكبت الذين من قبلهم والدعاء من الله حكم اي انه سيكبتهم قطعا واما انه اخبار عن الوقوع في المستقبل ولكنه حيث كان قطعيا فكأنه وقع.

والمراد بالذين كبتوا من قبلهم اما الامم السالفة حيث كانوا يحادون الله ورسله وصرعوا واذلوا واخزاهم الله بعذاب الدنيا قبل الآخرة او المراد من سبقهم الى ذلك من المشركين كما قيل. انما الكلام في من اريد بهذه الآية والمعروف بين المفسرين أن المراد بهم الكفار وأن التعرض لهم جاء بمناسبة ذكر حدود الله تعالى في الآية السابقة وقال بعضهم ان المراد بها المنافقون.

ولكن الظاهر ــ كما قال العلامة الطباطبائي رحمه الله ــ أنها أتت في سياق الآية السابقة وأن المراد بمن يحادد الله ورسوله هو الذي يتعدى على حدود الله تعالى ولكن يمكن أن لا يكون المراد مجرد من يخالف حكم الله مخالفة عملية بل من لا يؤمن بهذا الحكم وان آمن بالله تعالى وباصل الرسالة فهناك كثير من المؤمنين يستخفون بهذا الامر فان جاءهم حكم من الله لا يروق لهم او لا يتماشى مع مصالحهم او لا يهتدون الى وجه الحكمة فيه حاولوا بطريقة او باخرى التشكيك فيه فان توسط الفقيه في ابلاغ الحكم شككوا في فقهه وان توسطت الرواية شككوا في صحتها.

ومن الغريب من يشكك في ذلك في عهد الرسالة المجيدة مع ان الايمان بصحة كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هو من صلب العقيدة والتشكيك فيه يوجب الكفر ولذلك جاء في ذيل هذه الآية كالآية السابقة تحذير الكافرين من العذاب ايذانا بأن هذا كفر. ومع انه مستغرب فقد كان في ضمن الجماعة المسلمة من لم يؤمن ببعض الاحكام كمتعة الحج وهو يصرح بذلك ويواجه به الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وفي بعض الاحاديث أنه صلى الله عليه وآله وسلّم أخبره أنه لن يؤمن بذلك أبدا وكان كما قال عليه وآله السلام فأصر الرجل على ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ايضا ولكن الصحابة عامة لم يقبلوا منه ذلك وان تبعه بعض الناس.

ومن أوضح الموارد التي رفض فيها بعض من كان في ذلك العهد حكم الله تعالى ولاية امير المؤمنين عليه السلام ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم لا يصرح بها في حشد عام حتى نزل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)[1] ولا شك أن المراد بما انزل أمر خاص والا لم يكن معنى للشرطية حيث يكون مفادها ان لم تبلغ فانك لم تبلغ. ويفهم من قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) السر في تخوّفه صلى الله عليه وآله وسلّم من الاعلان عنها. ويجب ان تلاحظ الجملة الاخيرة التي تدل على كفر من يرفض ذلك.

والحاصل أن المراد بالمحادّة ــ على ما يبدو ــ الترديد في قبول الاحكام النازلة من السماء لمخالفتها النزعات الجاهلية او المصالح الشخصية او غيرها. وهذه صفة كثير من الناس حتى من كانوا في ذلك العهد.

وربما يتصور أن تشبيههم بمن كان قبلهم ينافي ذلك لان المراد بهم الكفار من الامم السابقة. ولكنه غير صحيح اذ يمكن أن يكون المراد بهم أمثالهم من المؤمنين بحسب الظاهر في الامم السالفة حيث كانوا يشككون حتى في اصول العقائد فنجد قوم موسى عليه السلام طلبوا منه بعد كل ما رأوه من الآيات أن يجعل لهم الها كما لهم ــ اي للمشركين ــ آلهة ولما غاب عنهم اربعين يوما عبدوا العجل.

ولذلك أخزاهم الله تعالى وأكبتهم ولم يقبل منهم التوبة الا بقتل أنفسهم قال تعالى (وَإِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى‏ بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُم)[2] وقال تعالى فيهم ايضا (إِنَّ الَّذينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).[3]

هذا مع أن التشبيه بالكفار والمشركين من الامم السابقة في المحادة مع الله والرسول لا ينافي أن يكون المراد بهم هنا جمع من المعتنقين للدين.

وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ... لعل الواو حالية اي حادّوا الله مع أنا أنزلنا آيات واضحات. والمراد بها ــ بناءا على التفسير المشهور في الجملة السابقة ــ كل آيات الكتاب او الآيات التي تدل على نزول العذاب على الامم السالفة لاثبات الكبت على من كان قبلهم او الاعم من آيات الكتاب وسائر المعاجز وأما بناءا على ما ذكرنا فالمراد بها الآيات التي تشرّع الاحكام من قبيل ما مر هنا من تحريم الظهار ولزوم التكفير فانّ الغرض التنديد بالمحادّة بعد نزول الآيات الواضحة على الحكم الشرعي.

وَلِلْكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ... حيث كانت المحادّة ناشئة من الكبر ورفض الانصياع لاحكام الله تعالى فكان عذابهم مهينا جزاءا وفاقا لكبرهم. وتكرار ثبوت العذاب على الكافرين يؤكد ما ذكرناه من أن هذه الآية في سياق الآية السابقة ويدل على أن المراد بالكفر فيهما أمر واحد وهو تعدي حدود الله تعالى ولا يبعد أن يكون المراد خصوص من لا يؤمن بها كما مرّ.

وللكفر مراتب كما أن للايمان مراتب ايضا وكذلك النفاق ومن الخطأ أن نصنف كل مجموعة بدقة في هذه الحياة. نعم يوم القيامة حيث تتبين الحقائق وتنكشف خبايا القلوب يصنف كل مجموعة بدقة ولعل هذا هو المعنى الصحيح لقوله تعالى (وإذا النفوس زُوّجت) اي قرنت بامثالها فان الازواج الامثال المتقارنة فربما نجد هناك في عداد الكفار او المنافقين من اعتبرناه هنا مؤمنا خالصا تقيا. 

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَميعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهيدٌ... ظرف لثبوت العذاب للكافرين او للاهانة في قوله (عذاب مهين) وقوله (جميعا) اما مصدر مؤكد اي لا يفلت منهم أحد كما قال تعالى (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)[4] واما بمعنى مجتمعين فيكون حالا كما قال تعالى (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ).[5]

وقوله (ينبّئهم) اي يُعْلِمُهم. والخزي والكبت والاهانة تتم بإعلامهم بما عملوا لانه يتحقق بعرض الاعمال بل عرض ما في النفوس من نوايا خبيثة ومقاصد باطلة. وسيأتي بعض الكلام حول حقيقة الاعلام بالاعمال يوم القيامة في تفسير الآية التالية ان شاء الله. وقوله (أحصاه الله ونسوه) جملة استينافية في مقام تعليل إعلامهم باعمالهم والضمير يعود الى (ما عملوا). والاحصاء معرفة العدد بدقة مأخوذ من الحصاة لانهم كانوا يعدون الاشياء بالحصى. والله تعالى لا يعزب عن علمه شيء ولا ينسى وهو شهيد اي شاهد على كل نفس وعلى كل عمل وعلى كل ما يخطر بالبال وأما الانسان فانه ينسى ما عمله خصوصا ما كان شرا.

والنسيان في حد ذاته نعمة من الله تعالى اذ لولاه لم يشعر الانسان بالسعادة على وجه الارض حتى في لحظة سواء في ذلك نسيان ما يصدر من الانسان من قبائح او ما يجري عليه من مصائب. ولكن لا بد لمن يريد اكمال نفسه او التحلّي بالفضائل او اجتناب غضب الله تعالى وعذابه أن يستذكر ما عمله ويصلح نفسه ويتوب الى ربه ويعوّض عن ما خسر بصالح الاعمال.

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ... الخطاب للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم او لكل قارئ وسامع والمراد بالرؤية العلم لان علم الله تعالى بالامور ليس مما يرى بالعين ولكنه لشدة ظهوره يعبر عنه بالرؤية. والاستفهام للتقرير اي ان الامر واضح بحيث يراه كل احد مع انه ليس مما يرى.

والجملة مرتبطة بما قبلها وهو شهادته تعالى على كل شيء وبما بعدها وهو حضوره في كل نجوى ومسارّة. ويتبين بها أن السّرّ في كل ذلك عموم علمه تعالى لكل شيء صغير او كبير فشهوده وحضوره ليس بمعنى الحضور الشخصي الموجب للتحديد بل بمعنى سعة علمه ونفوذه في كل شيء وحضور كل شيء عنده بكامل وجوده سواء كان في السماوات او في الارض.

ويمكن ان يكون المراد بالسماوات العوالم العلوية الخارجة عن هذا الكون المادي وبالارض عالم المادة بكل ما فيه من نجوم وكواكب فكل ذلك ارض بالنسبة لتلك العوالم كما يمكن ان يكون هذا تعبيرا عن ما سوى الله تعالى لان الانسان اذا فتح عينه ولاحظ ما حوله او دار بفكره وجال بخياله لا يتجاوز السماوات اي ما يعلوه من اجسام والارض اي ما حوله من اجزاء الكون فكان هذا هو انسب تعبير عن كل ما في الكون سواء كان ماديا او خارجا عن نطاق المادة.

ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‏ ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ... لم يأت هنا بواو العطف ليدل على أن هذا المضمون تفسير لسعة علمه تعالى،فلا يقصد بكونه رابع الثلاثة أنه مماثل لهم. والنجوى اسم مصدر بمعنى المسارّة. وقوله (يكون) تامة ليس لها خبر اي لا يوجد نجوى.. وتأنيث كلمة (نجوى) مجازي ولذلك أتى بفعل (يكون) للمذكر. و(من) زائدة للتأكيد على عموم النفي و(نجوى) مضاف الى (ثلاثة) اي ثلاثة اشخاص.

ويمكن ان يكون النجوى بمعنى المتناجين كما قال تعالى (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى..)[6] وفي كتاب العين (والقوم نجوى وانجية) ويمكن ان يكون من باب حمل المصدر مبالغة او يكون بتقدير المضاف اي ذوي نجوى وعلى التقادير الثلاثة فالثلاثة صفة للنجوى. 

والظاهر أنه لا خصوصية لهذه الاعداد الا من جهة اللفظ فلو كان يذكر الاثنين لم تتناسق الضمائر ولو كان يذكر الاربعة لتكرر ذكر العدد ولم يقصد بذكر هذا التفصيل الا التأثير النفسي بتجسيم هذا الواقع الغيبي ليشعر به الانسان في حياته المادية وكأنه أمر مادي ملموس. ولكن جمعا من المفسرين ذكروا وجوها لا اساس لها لذكر هذه الاعداد بالخصوص. وكثيرا ما يشعر الانسان بالراحة في ما يظنه خفاءا وخلوة ويغفل عن الرقيب الذي معه والذي لا يغفل عن أدنى شيء مما يختلج في ضميره فكيف بما يعمله في اختلائه بنفسه او ما يبوح به لغيره.

ثم إن التعرض لهذه الحقيقة وان كان مقدمة للآية التالية التي تتعرض لنجوى المنافقين ومؤامرتهم ضد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والمؤمنين الا انه في نفس الوقت استمرار للسياق السابق وتأكيد على ما مرّ في أول السورة من أنه تعالى سمع محاورة المرأة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى ما حذّر ضمن بيان حكم الظهار من تعدّي حدود الله تعالى في عقر البيوت بتوهّم الخلوة وغياب الرقابة القانونية.

وَلا أَدْنى‏ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا... الدنو بمعنى القرب ويكنى به عن القلة. ويشمل ذلك ما هو اقل من ثلاثة اي النجوى بين شخصين وما هو بين المجموعتين اي الاربعة لانها اقل من الخمسة. وأما الاكثر فلا تحديد له والعناية هنا بكونه تعالى مع كل مجموعة كما قال تعالى (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[7] وقلنا في تفسيره انه كناية عن الاحاطة العلمية والوجودية. ومعنى قوله (اين ما كانوا) أنه لا يخلو عنه مكان من دون أن يحيط به المكان.

ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ... إعلام البشر في ذلك اليوم بحقائق الامور مما تكرر ذكره في القرآن. وهذا الامر ربما يتم من دون قول وإخبار بل بلحاظ أن حقائق الاشياء تتبين في تلك النشأة حيث ترتفع الحجب وينكشف الغطاء وتحدّ الابصار.

والإعلام بما عملوا ربما يكون من جهتين: من جهة الاحصاء لما مر من قوله تعالى (أحصاه الله ونسوه) وقال تعالى (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)[8] ومن جهة بروز حقائق الاعمال فان الانسان لا يعلم في هذه النشأة حقيقة عمله ولا يعلم سعة تأثيره في المجتمع البشري ويوم يجد عمله حاضرا بكل سعته وعمقه وحقيقته المزعجة يستنكر ما يرى ولا يصدّق أنه عمل مثل ذلك.

وربما يقول الانسان في حادث جملة واحدة يعتبرها جملة عابرة ولا يعلم مدى تأثيرها وأنها قد تتسبب في حروب طاحنة تبتلع ضحايا كثيرة طيلة قرون. وهل كان يعلم من قال (ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله) أن كلمته هذه ستمزق المجتمع الاسلامي الى يوم القيامة وتتسبب في سقوط ملايين الضحايا؟! نعم ربما كان يعلم أنها ستمنع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من أن يكتب وصيته وهو ما أراد لانها ما كانت تنفع بعد ذلك القول وتلك المشادّة والمشاحنة المدروسة مسبقا.

 


[1] المائدة: 67

[2] البقرة: 54

[3] الاعراف: 152

[4] الكهف: 47

[5] المرسلات: 38

[6] الاسراء: 47

[7] الحديد: 4

[8] الكهف: 49<