مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

السورة مدنية كما هو واضح ونزلت في قصة حاطب بن ابي بلتعة ومجمل القول فيه ــ على ما في الروايات ــ أنه كان من اهل اليمن فأسلم وهاجر ولكن بقي بعض اولاده في مكة ولما أراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ان يغزوهم كتب حاطب كتابا الى المشركين يخبرهم به ليكون له يد عندهم يقصد بذلك حسن معاشرتهم لاولاده ودفعه الى امراة لتوصله اليهم فنزل الوحي بذلك وأرسل الرسول صلى الله عليه واله وسلم بعض اصحابه وعلى راسهم امير المؤمنين عليه السلام في طلبها فاخذوه منها واعتذر حاطب بأنه لم يرتدّ عن دينه ولكنه أراد الحفاظ على اهله واولاده هناك فعفا عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ونزلت الآيات والله العالم.

ولكن السورة لم تتعرض للقصة ولا خاطبت الشخص بل خاطبت المؤمنين بأجمعهم ولم يرد الخطاب بصورة النهي فحسب بل بصورة العتاب على وجود هذه الحالة فيهم اي التواصل مع المشركين ولم يرد فيها انه لعذر سواء كان مقبولا او غير مقبول فالسورة تحكي عن وجود نوع من التوادّ بين بعض المؤمنين والمشركين ويبدو أن ذلك لم يكن أمرا نادرا فيخاطب بعضهم او يخاطب الجميع بلزوم تطهير المجتمع من ذلك بل عاتبهم جميعا بذلك. والواقع أن وجود هذه العلاقة أمر طبيعي ومتوقع ولكن الدين لا بد له من ان يعالج هذه الظاهرة ويمنعها لما يترتب عليها من أخطار ولأن موالاة أعداء الله تنافي الايمان به فلا بد من تطهير القلوب من بقايا أواصر الشرك او موالاة المشركين وكانت قصة حاطب حجة لاثارة الموضوع والتنبيه عليه. هذا ومن الروايات ما لم يذكر فيها نزول السورة بهذا الشأن.

وفي روايات القصة اختلاف يسير لم نتعرض له لعدم الاهمية الا أن في روايات القوم ذيل خطير جدا ففي الدر المنثور رواية عن مجموعة من كتب الحديث منها البخاري ومسلم أن عمر قال بعد اعتذار حاطب وتصديق الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم (دعني يا رسول الله فاضرب عنقه فقال انه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطّلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).

ونسمع ونرى من علمائهم في مواضع شتى التمسك بهذا الذيل لتبرير مواقف اهل بدر طيلة حياتهم. ولكن هل من المعقول أن الله تعالى يرفع التكليف عن مجموعة من المكلفين في مقابل عمل جليل منهم مهما كانت صفتهم ومهما كان عملهم والله تعالى يخاطب رسوله الحبيب (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[1] والتحذير موجه للرسل اجمعين. ولا شك أن الشرك الممكن في حق الرسل ليس هو الشرك بالمعنى المتبادر بل اي شرك في مقام العمل. فاذا كان الشرك في العبادة يحبط عمل الرسل فكيف بغيرهم وهل كان اصحاب بدر اعظم من رسل الله تعالى.

ويتنافى هذا الحديث مع كل ما ورد من تحذير في القرآن بعد غزوة بدر بخطاب عام يشمل البدريين بل لا يلائم كل امر ونهي متوجه اليهم لانهم رفع عنهم التكليف. وقد ورد في رواياتهم حول قصة الافك ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم حدّ مسطح بن اثاثة حدّ القذف مع أنه بدري كما قالوا. بل يناقضه صريح هذه الآيات لقوله تعالى (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) واول من يشمله هذا العنوان هو حاطب نفسه الا ان يتوب فلو كان مغفورا له فكيف يكون قد ضل السبيل وكذا غيره من البدريين الذين يشملهم الخطاب.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ... العدوّ صفة مشبهة من العداء والعداوة وهو ضد الولاء والولاية والاصل فيه العدو ــ بسكون الدال ــ اي التجاوز ولعله باعتبار غاية المنافرة وان لم يحصل تجاوز من احدهما على الآخر. ويستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع والمراد هنا الجمع وهم مشركو مكة ولذلك أتى بالمفعول الثاني جمعا. واعتبرهم الله تعالى أعداءا له لأنهم عادوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وقد مر مرارا أن الله تعالى يعتبر معاداة الرسول معاداته وموالاته موالاته وايذاءه ايذاءه وبيعته بيعته وهكذا. مضافا الى ان معاداتهم للمؤمنين حيث لم تكن لاحقاد شخصية او قبلية بل لانهم آمنوا بالله ورسوله فكان عداؤهم لهم ايضا معاداة لله تعالى. ومضافا الى أن شركهم كاف في المعاداة. وكان يكفي كونهم أعداءا له تعالى في منع الموالاة ولكن الله تعالى أضاف اليه معاداتهم ليكون حافزا اجتماعيا وذاتيا.

والاتخاذ فيه معنى الاعتبار اي لا تعتبروهم اولياء وهو جمع وليّ. والاصل في الولاية تتابع شيئين ويطلق الولي على التابع والمتبوع والناصر والمنصور وغير ذلك من أنحاء الموالاة. والمراد بالولاية هنا كل نوع من انواعه فلا تتخذوا منهم أنصارا ولا أصدقاء فالمطلوب نفي كل علاقة بهم مما يستوجب العداء التام والمنافرة الكاملة.

تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ... الباء زائدة والالقاء: الطرح وهو تعبير كنائي يفيد أن ذلك أمر غير مدروس فكأنه القاء شيء في الظلام. وتدل الجملة على وجود موادّة بينهم ولم يكن الامر كما ادّعى حاطب مجرّد محاولة لارضائهم حتى يتمكن اولاده من العيش بينهم بأمان. والجملة حالية اي لا تتخذوهم اولياء حال كونكم تلقون اليهم بالمودة. وربما تدلّ على أن المودة كانت من جانب واحد.

وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ... حالية ايضا اي لا تفعلوا ذلك والحال أنهم قد كفروا بما جاءكم. وفي ذلك مع القيد الآتي تحديد للمناط في عدم جواز الموادّة. والمراد بما جاءكم من الحق الدين او القرآن وانما عبّر بذلك ليثير فيهم أن العداء لهم ولما يخصّهم ولو قال لما أنزل الله تعالى او ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم لم يفد هذا المعنى كما أنه يفيد ايضا الاهتمام بشأنهم وأن الكتاب والدين نزل اليهم مع أنه لا يخصّهم الا أنهم حيث كانوا أول من آمن به فكأنهم هم المعنيون به فحسب. والتعبير يشمل كل ما جاء به الرسول من المعارف و الاحكام سواء كان من القرآن ام لم يكن. وتوصيفه بالحق تشنيع عليهم حيث يكفرون بما لا ينبغي لاحد ان ينكره.

يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ... حال من كفرهم اي انهم لم يقتصروا على الكفر بل أخرجوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ومن حوله من المؤمنين. والفعل المضارع لبيان استمرار الحالة فان الاخراج وان كان في زمان سابق الا ان الوضع مستمر بحيث لو كانوا باقين لاخرجوهم. ولم يكتف بذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مع كفايته ليثير فيهم ايضا اختصاص العداء. و(أن تؤمنوا) تعليل للاخراج بتقدير كراهة اي يخرجونكم لكراهتهم ايمانكم بالله ربكم. والمضارع يدل على استمرار الايمان. وذكر الله تعالى والتوصيف بالرب لمزيد التشنيع عليهم واضافة الرب الى المؤمنين مما يثير ايضا الاختصاص كما يفيد الاهتمام بهم.

إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي... جملة شرطية تفيد تعليل النهي السابق ومعناه أن خروجكم من مكة ان كان لهذا السبب وبهذا الداعي فلا ينبغي لكم أن توالوهم. وليس معناه كما قيل انه شرط مفروض التحقق عند المتكلم فيكون معناه أن الله تعالى يخبر أنهم جميعا خرجوا لذلك فلا يفيد الشرطية الواقعية. وذلك لامكان أن يكون خروج بعضهم لاسباب اخرى. نعم يظهر من التعبير أنه خلاف المتوقع منهم فان المفروض أن يكون خروجهم بهذا القصد. كما أن الشرطية ليست بمعنى تقييد الحكم فالموالاة محرمة مطلقا ولكن الغرض بيان التنافي بين هذا الخروج والموالاة.

والتعبير بالخروج مع أنهم اخرجوا ولم يخرجوا للاشارة الى أنهم كان بامكانهم أن يختاروا البقاء ويعودوا الى دين الآباء فرفضهم للعود هو السبب في اخراجهم فيعتبر ذلك خروجا اختياريا من هذه الجهة. ثم ان اضافة السبيل والمرضاة الى ضمير المفرد المتكلم لمزيد اختصاصهم بالله تعالى حيث لم يأت بالاسم الجليل ولا بضمير الجمع وحقا ان ذلك لمما يقشعر له الجسم أن يشعر هذا البشر الضئيل في ضمن مجموعة صغيرة جدا من البشر أن الله تعالى خالق الكون بكل عظمته وجلاله يخاطبه خطابا خاصا وكأنه يتكلم معه مباشرة. والجملة تدل بوضوح أن موالاة المشركين لا تجتمع مع طلب مرضاة الله تعالى.

تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ... استيناف يحمل معنى الاستفهام التعجيبي اي كيف تسرون اليهم ذلك وتحاولون اخفاءه عني وأنا أعلم منكم ومنهم بما اخفيتم وما أعلنتم فقوله (أعلم) افعل التفضيل. والاسرار بالمودّة هو اعلامهم بها سرا مع اعلان خلافها بين الناس. وقيل: معناه أنهم يظهرون لهم ما يسرون. وهو بعيد. واضافة ما أعلنتم لبيان أنه لا يختلف لديه الاعلان والاسرار فليس علمه بالاعلان اكثر من الاسرار. فلا يقال انه لا وجه لذكر الاعلان اذ العلم به ثابت بطريق اولى.

وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ... اي من يتخذهم أولياء فقد ضلّ السبيل السواء. فهو من اضافة الصفة الى الموصوف والسواء مصدر فتوصيف السبيل به من باب المبالغة. والسبيل السوي هو الصراط المستقيم اي الذي لا اعوجاج فيه وهو كناية عن الطريق الصحيح الذي يوصل الى المطلوب.

إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ... في الصحاح (ثقفته ثقفا اي صادفته) والغرض من هذه الآية تنبيه المسلمين على ان محاولة كسب مودتهم خطأ كبير فهم لا يبادلونكم المودة بل اذا لقوكم صدفة يكونون لكم أعداءا. والبسط في مقابل القبض بمعنى التوسع وبسط اليد قد يطلق في الاخذ وفي الطلب وفي الصولة والضرب كما هنا وقوله (بالسوء) متعلق ببسط اليد واللسان. فالمراد ببسط اليد بالسوء الصولة والشدة في الضرب والقتل والسلب وببسط اللسان بالسوء التمادي في الشتم والقذف.

وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ... وهذه محاولة قديمة منهم وهي الغاية في كل محاولاتهم وهي بالنسبة للمؤمنين ايضا غاية السوء الذي يراد بهم وهذه المعاداة مذكورة في ما كان بين الامم السالفة ايضا. قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا..)[2] وهذه طبيعة الانسان فانه يحاول دائما ان يجمع حوله اكبر عدد ممكن ممن يقول بقوله ويرى رأيه خصوصا اذا كان رأيه باطلا يرفضه العقل السليم.

والمعروف في التفاسير ان هذه الجملة عطف على ما سبق من الجزاء للشرط وانما أتى بفعل الماضي عطفا على المضارع مع أنه يفيد نفس المعنى في سياق جواب الشرط للاشارة الى أن هذا أهم شيء لديهم فهم يطلبونه قبل كل شيء بل ان ممارستهم للضرب والسب ايضا انما يحاولون الوصول بهما الى تضعيف عزائم المؤمنين لاعادتهم الى ملتهم الفاسدة. ولكن يبعد كونه عطفا على الجزاء لانهم كانوا يودّون رجوع المؤمنين عن دينهم دائما ولم يتوقف ذلك على ان يلاقوهم فالذي يترتب على اللقاء هو المعاداة وبسط اليد واللسان فحسب.

لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ... يحتمل أن يكون قوله (يوم القيامة) ظرفا للجملة الاولى وقوله (يفصل بينكم) استينافا يفيد التعليل. ويحتمل أن يكون ظرفا للجملة التي بعده فالجملة الاولى تنتهي بقوله (ولا اولادكم) والمعنى حينئذ ان الارحام والاولاد لا ينفعون منفعة كاملة او مطلقة لان الله تعالى يفصل بينكم يوم القيامة. والارحام كل من يشترك معك في رحم مع كونه قريبا. والظاهر أن الآية اشارة الى ما فعله حاطب بن ابي بلتعة حيث كان هدفه مساعدة أرحامه وأولاده الباقين في مكة فأراد الله أن يمنع هذا الاعتذار الخاطئ مع أنه خطأ حتى لو كانوا ينفعون الا انه تعالى أراد أن يكون الامتناع عن تكرار ذلك ناشئا عن وازع ذاتي فبيّن لهم أن هؤلاء لا ينفعونكم يوم القيامة.

والمراد بالارحام والاولاد اهل النار منهم وأما أهل الجنة فلا يفصل بينهم بل يلحق بعضهم ببعض كما قال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ..)[3] بل ينتفع بعضهم ببعض كما تدل عليه هذه الآية فان المراد بالالحاق أنهم لا يدخلون الجنة الا بذلك ولكن يجب ان يكونوا ممن اتبعهم بايمان. وقال تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ..)[4] والآية تدل على أنه لا بد من الصلاح حتى يتبعوهم ولكن لولا ذلك لكان لهم شأن آخر وهذا باب من ابواب الشفاعة.

والفصل بين الكفار وبين المؤمنين والكفار ورد في مواضع اخرى من القرآن الكريم قال تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)[5] بل الفصل يشمل الاصدقاء جميعا كما قال تعالى (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[6] وهذه الآية تدل ايضا على أن المتقين لا يفصل بينهم حتى بين الاخلاء منهم فكيف بالاقربين.  

وقال العلامة الطباطبائي رحمه الله: (المراد تقطع الأسباب الدنيوية كما قال تعالى: (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ)[7] وذلك أن القرابة وهي انتهاء إنسانين أو أكثر إلى رحم واحدة إنما تؤثر آثارها من الرحمة والمودة والألفة والمعاونة والمعاضدة والعصبية والخدمة وغير ذلك من الآثار في ظرف الحياة الاجتماعية التي تسوق الإنسان إليه حاجته إليها بالطبع بحسب الآراء والعقائد الاعتبارية التي أوجدها فيه فهمه الاجتماعي وإذا برزت الحقائق وارتفع الحجاب وانكشف الغطاء يوم القيامة ضلت عن الإنسان هذه الآراء والمزاعم وانقطعت روابط الاستقلال بين الأسباب ومسبباتها فيومئذ تتقطع رابطة الأنساب ولا ينتفع ذو قرابة من قرابته شيئا فلا ينبغي للإنسان أن يخون الله ورسوله بموالاة أعداء الدين لأجل أرحامه وأولاده فليسوا يغنونه عن الله يومئذ). وتبين بما ذكرنا أن ما ذكره قدس سره وان صح في نفسه الا أنه لا يشمل المتقين الصالحين يوم القيامة.

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ... تحذير لهم ولنا بأن نستحضر هذه الرقابة دائما ولا نعمل ما يسخطه تعالى فهو بصير بالاعمال وبحقائقها. وفي ذلك توبيخ لحاطب وامثاله. مضافا الى أنه ربما يشير الى سبب الفصل يوم القيامة وأن ذلك يتبع الاعمال وصلاحها فالصالحون يحشرون معا وغيرهم يفصل بينهم.

 


[1] الزمر: 65

[2] ابراهيم: 13

[3] الطور: 21

[4] الرعد: 23

[5] عبس: 34- 37

[6] الزخرف: 67

[7] المؤمنون: 101