مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ... تأتي هذه الآيات في سياق ذكر الفريقين، حيث ذكر صفات المؤمنين الذين يحظون بالنعم الالهية في الآخرة، ثم أعقبه هنا بذكر الظالمين الذين أضلّهم اللّه تعالى نتيجة لعنادهم وكفرهم بعد إتمام الحجة الواضحة، فإنّ الضلال حينئذ يكون مسجّلا عليهم بصورة طبيعية، لأنّ معاندة الحق والمكابرة في مقابل الدليل الواضح تستلزم البعد عن الهداية والرشاد بعدا لا أمل فيه للرجوع والاستبصار. وهذا هو معنى إضلال اللّه تعالى، فإنّ كل نتيجة طبيعية للعمل مستند اليه تعالى، واذا تمّ الاضلال منه فإنّه لا يبقى للانسان وليّ يأخذ بيده، ويخرجه من الظلمات الى النور. ولا يمكن لشيء أن يقاوم إرادة اللّه تعالى، كما نجده بالعيان في الامور الطبيعية الحتمية. وقوله (من بعده) اي بعد إضلاله تعالى، او بعد اللّه بمعنى غيره، لا البعدية الزمانية فهو كقوله تعالى: (فَذَلِكُمُ اللّه رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ).[1]

وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ... تصوير مرعب لحالة الظالمين المتجبرين يوم القيامة، وبعد مواجهتهم لعذاب اللّه تعالى الذي هو نتيجة اعمالهم، وطغيانهم في الحياة الدنيا. والظلم لا يختصّ بالإعتداء على الغير، بل كل عمل في غير موضعه الصحيح ظلم. والمراد به هنا الظلم الديني اي مخالفة أوامر اللّه تعالى ونواهيه الالزامية، او خصوص ما كان مرتبطا بأصل الايمان. والخطاب في قوله (وترى الظالمين) للرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم، او لكل من يسمع او يتلو القرآن. والمردّ: مصدر بمعنى الرجوع اي يقولون بلهفة وتحسّر ويأس: هل من سبيل ووسيلة نتمكن بها من الرجوع الى الدنيا؟

وهذا التحسّر يبدأ من أوّل الموت، ويتكرر في كل موضع قال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ..)[2] وهذا مجرد اُمنيّة تدل على شدة اللّهفة، والا فهو أمر مستحيل، والشيء لا يعود بعد تطوّره وتكامله الى مرحلة سابقة، فالكهل لا يعود طفلا، والطفل لا يعود جنينا، و الجنين لا يعود نطفة، وهكذا .

وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ... الخطاب هنا ايضا كما مرّ في الآية السابقة واعيد التنبيه على الرؤية للتأكيد على تحقق هذه الحالة وانها مرئية للجميع ولتهويل ما يحدث. والضمير في (عليها) يعود الى النار او جهنم، وهي المقصودة بالعذاب في الآية السابقة، وبهذا الاعتبار كان الضمير مؤنثا. والعرض على النار ليس بمعنى نفس تذوّق العذاب كما ربما يتوهّم، لقوله تعالى (ينظرون من طرف خفي) ممّا يدلّ على أنّ ذلك قبل دخولهم النار، بل بمعنى إراءتهم إيّاها فإمّا أن يكون من باب القلب كقولهم (عرضت البعير على الماء) فإنّ الاصل فيه عرض الماء على البعير فان الماء لا يشعر بشيء. وإمّا أن يكون بلحاظ اعتبار جهنّم مدركة شاعرة كما في قوله تعالى (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)[3] فكأنّها تتوعّدهم حين يعرضون عليها. وربما يكون لها إدراك وشعور واقعا وإن خفي ذلك علينا. والخشوع هو الإطراق والانتكاس، وهو قد يكون من حياء او إجلال. ولكنّه هنا من ذلّ وخزي.

يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ... الطرف في الاصل جفن العين لأنّه طرفها اي جانبها. ويطلق بالمعنى المصدري على تحريك الجفن، ثم اُطلق على العين بنفسها بالمناسبة. وهو المقصود هنا على الظاهر، فالمعنى أنّهم لا يفتحون عيونهم للإبصار، بل ينظرون الى النار باستراق خوفا ورهبة، كالمحكوم بالإعدام ينظر الى المشنقة.

وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... هذا إعلان يندّد بالظالمين ويكبتهم فهذا القول وان لم يتضمن حكما جزائيا ولكنه تشميت وإذلال للظالمين. ولعلّ المراد بالذين آمنوا الخواصّ منهم اي الأنبياء والأولياء المخلصون كما نبّه عليه العلامة الطباطبائي رحمه اللّه، فإنّهم الذين بيدهم أزمّة الاُمور يوم القيامة بإذن اللّه تعالى. وقد ورد مثل ذلك في قوله تعالى (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّه عَلَى الظَّالِمِينَ)[4] وفي الحديث عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: (انا ذلك المؤذن).[5]

وقال بعض ممّن في قلوبهم مرض إنّ ذلك ليس امتيازا له عليه السلام حيث يكون مجرّد مؤذن ومعلن. وقد تغافل عن ما ذكره هو بنفسه في موضع آخر من أنّ النداءات يوم القيامة ليست مجرد أقوال، بل هي حقائق تظهر فيعبّر عن ظهورها بذلك. فهذا الاذان في الواقع عبارة عن جعل اللعنة عليهم، وهذا ليس شأن عامّة المؤمنين، بل هو شأن من بيده الثواب والعقاب بأمر من اللّه تعالى.

ونظيره ايضا كلام اصحاب الاعراف الذي ورد بعد الآية السابقة في سورة الاعراف حيث يخاطبون أصحاب الجنة اي المستحقين لها وهم لم يدخلوها بعد: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ).[6]  

وهنا ايضا يعلنون أنّ الخسارة واقعا هو أن يخسر الانسان نفسه وأهله يوم القيامة، اي ليست الخسارة أن يموت الانسان في الدنيا شابّا او فقيرا او يفقد اهله، فكلّ ذلك خسارة يمكن جبرها، وأما الخسارة يوم القيامة فلا جابر لها. ومن هنا جاءت العبارة بما تفيد الحصر اي إنّ الخاسر هو هذا لا غيره. والظاهر أنّ المراد بالاهل أهلهم في الدنيا، وخسارتهم بمعنى فقدانهم فإنّهم في جهنم لا يجتمعون، ولا يرغب بعضهم في بعض، بل يفرّ كل امرئ من اهله، بخلاف أصحاب الجنّة.

وقيل: إنّ المراد ما ادُّخر لهم من الحور والولدان على تقدير إيمانهم، فهم يخسرونهم بكفرهم. وهو بعيد لعدم صدق الاهل عليهم.

أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ... اي عذاب دائم من الاقامة بمعنى الادامة كما مر في اقامة الصلاة. والجملة تحتمل أن تكون من تمام الاعلان السابق، فتكون بمنزلة التعليل، وتبيين كون الخاسر منحصرا فيهم، وذلك من جهة خلود العذاب، فهي خسارة لا جبر لها، بخلاف ما يخسره الانسان في الدنيا، فإنّها خسارة مؤقتة، ويمكن أن يتعقّبها ربح جابر. ويحتمل ان تكون الجملة تعقيبا من اللّه تعالى.

وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللّه... أي يجدون أنفسهم ذلك اليوم من دون ناصر ومعين، بل يعلمون أنّه لم يكن لهم نصير من قبل، وانما كانوا يتوهمون نصرة الاصنام وغيرها ممن كانوا يدعونهم من دون اللّه تعالى. فهذا الامر يظهر لهم بوضوح، ويتبيّن أنّه ما من أحد يمكنه أن ينصر أحدا من دون اللّه في الدنيا ولا في الآخرة. ولذلك عبّر عن نفي الأولياء بنفي الكون في الماضي (وما كان لهم..).

والنصرة من دون اللّه تقابلها النصرة بإذن اللّه تعالى فإنّها حاصلة لأوليائه وعباده المخلصين وهي الشفاعة. ومعنى النصرة من دون اللّه تعالى أن تغنيه عن نصرة اللّه تعالى. و(من) في قوله (من أولياء) زائدة تفيد التأكيد.

وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ... اي لا سبيل له الى الهداية. و(من) زائدة ايضا. وهذا تأكيد لما في أوّل هذه المجموعة من الآيات.

اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللّه... بعد التحذير والانذار مما يصيب الظالمين يوم القيامة وجّه الدعوة الى كل البشر: استجيبوا لربكم.. والاستجابة اجابة الداعي اي اقبلوا دعوته الى الصلاة والصلاح فهو ربّكم، ولا يريد لكم أمرا الا ما هو دخيل في حسن تربيتكم، وإكمال نفوسكم لتصلحوا لما أراد لكم ربكم من نعم خالدة، ولا تؤجّلوا الرجوع الى اللّه، والى امتثال أوامره، ولا يغرّنّكم الإمهال، واجتنبوا التسويف، فسيأتي يوم تسدّ فيه أبواب القبول، وهو يوم لا مردّ له من اللّه.

و(مردّ) مصدر بمعنى الرّدّ. و(من) متعلقة بمردّ اي لا ردّ له من اللّه تعالى. والردّ ــ على ما قالوا ــ بمعنى المنع فالمراد أنه تعالى لا يمنع من تحققه. ويمكن أن يكون الردّ بمعنى الرجوع فالمراد أنه تعالى لا يرجع عن هذا القرار فهو قضاء حتم. وهذا الامر مما تكرر التأكيد عليه في القرآن الكريم، وهو أنّه أمر حتمي قد قضى اللّه فيه قضاءا حتما فلا تمنّوا أنفسكم باحتمال أن يتغير فيه القضاء. والاحتمال الثاني أقرب.

مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ... جملة مستأنفة تبيّن حال الظالمين يوم القيامة، ففي هذا اليوم لا ملجأ لهم من عذاب اللّه. والملجأ اسم مكان من اللجوء فالمعنى أنّهم لا يجدون مكانا يأوون اليه فرارا من العذاب. ويمكن أن يكنّى به عن الناصر اي ليس لكم ناصر يوم القيامة. والنكير مصدر بمعنى الانكار. أي لا يمكنكم إنكار ما فعلتموه، فإنّ الافعال والاقوال كلها حاضرة أمام اللّه تعالى وبمرأى ومسمع من الجميع.

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ... اي فإن أعرضوا عن الاستجابة لدعوة ربهم.. وهذا التفات من مخاطبة الناس الى مخاطبة الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم لرفع الحرج عنه لكي لا يشعر بالتقصير في أداء الواجب حيث واجه عنادهم وكفرهم وهذا الشعور أمر طبيعي لمن يهتم بهداية الناس ويشعر بالمسؤولية فانه اذا واجه صدود الناس وإعراضهم يحذر من أن يكون السبب تقصيره في الأداء. وجزاء الشرط محذوف فيمكن ان يقدر (فلا حرج عليك في ذلك) وما ورد في الجزاء سبب له اي ليس دورك الا التبليغ وقد أدّيته بأحسن وجه.

وقد تكرر التنبيه على هذا الامر في القرآن الكريم، وبالنسبة لجميع الرسل، فدور الرسول منحصر في التبليغ، ولم يبعثه اللّه حفيظا على العباد ليكون مسؤولا عن عدم استجابتهم للدعوة الالهية. وقد مرّ في تفسير الآية 6 أنّ الحفيظ اذا تعدّى بـ (على) كان معناه تسجيل أعمالهم عليهم للمحاسبة والجزاء. وفي ذلك تهديد مبطن وإعلام بأن هناك حفظاء يسجلون عليهم الاعمال فليأخذوا حذرهم.

وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ... اختلف في موقع هذه الجملة وتناسبها مع ما تقدّمها، ففي الميزان أنّ المراد بالآية حيث كان تسلية الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم بيّن بهذه الجملة حالة الانسان واشتغاله بنفسه في الرخاء والشدّة فهو فرح بطر في الرخاء، وكفور في البلاء، ولا تنفعه موعظة.

وقيل: إنّ التسلية تتمّ بهذه الجملة من جهة التنبيه على أنّ هذا حال الانسان مع ربّه فكيف بالرسول؟!

والذي يبدو لي أنّ هذه الجملة يقصد بها التنبيه على أنّ اللّه تعالى لم يكتف بدعوة هذا الانسان الظلوم، ولا بإرسال الرسل وإنزال الكتب وإقامة الحجج ونصب الأئمة، بل ذكّر الانسان بربه عن طريق الرخاء والشدة، والنعمة والنقمة، لعلّه ينتبه الى شكر المنعم والتخوّف من المنتقم، ولكنه أصرّ على الكفران. ولذلك صدّر الجملة بضمير المتكلم (وإنّا) ولم يقل وإنّ الانسان اذا اذقناه... تنبيها على أنّ مصبّ الكلام هو تكميل الدعوة بهذا التذكير وهو فعله تعالى.

والتعبير بالاذاقة بدلا عن الانعام ونحوه ينبّه على أنّ الانسان قد ذاق النعمة وتلذّذ بها فلم تكن مجرد نعمة ولو مجهولة. ولكنه مع ذلك لم يتجاوز عن التلذّذ بالنعمة الى شكر المنعم والايمان بلطفه وعنايته بل فرح بالنعمة ذاتها ومكث فيها لا يتجاوزها.

ويلاحظ في تعبير الآية الكريمة أنّه تعالى نسب الرحمة الى نفسه وأكّد على ذلك بتقديم الضمير مع التأكيد بـ (إنّ) وكرّر الضمير بقوله (أذقنا) وأضاف اليه أنّ الرحمة منه تعالى ايضا، فكرر ضمير المتكلم ثلاث مرات وكان من الممكن ان يقول (واذا اذقنا الانسان رحمة..) ولكنّه في جانب السيّئة نسب الفعل اليها وذكر السبب وأنّه من فعل الانسان نفسه وممّا قدّمت يداه، مع أنّ إصابة السيئة ايضا من فعل اللّه تعالى. وذلك لأنّ الغرض التنديد بالانسان وتعامله مع ما يذكّره باللّه تعالى فكان الأنسب أن ينبّه على السبب في إصابة السيئة، وهو ما يرتكبه الانسان من الآثام، كما مرّ في نفس السورة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..) اذ لو اكتفي بذكر الاصابة أوهم أنّه ربّما يكون على حق في كفرانه بالنعم بعد أن أصابه البلاء، فلزم التنويه على أنّ ما أصابه من السيئة إنّما هو نتيجة لما قدمت يداه من الذنوب ولم يكن مبادرة من نظام الكون ومع ذلك فإنّه لا يصبر على البلاء بل يكفر بربّه، وينسى كل ما أذاقه من الرحمة، بدلا من أن يكون ذلك حافزا لتنبّهه وتوبته، وإقلاعه عن الذنوب لئلا تصيبه السيئات.

والمراد بالسيّئة ما يسوء الانسان من مصائب الدنيا وبما قدمت ايديهم المعاصي التي ارتكبوها فانها تتقدمهم ويجدونها حاضرة قبل حضورهم يوم القيامة والتعبير بالايدي باعتبار أن اكثر الاعمال المشهودة في الدنيا مستندة اليهما فيقال هذا ما كسبته يداه مع أن كثيرا من الاعمال مستندة الى جوارح اخرى كالعين واللسان. والتعبير بالانسان بدلا عن الناس لعله للتنبيه على أنّ ذلك من خصائص النّوع، ولعلّه لذلك أيضا كرّر ذكر الانسان في آخر الجملة بدلا عن الضمير. ولعل في اختيار التعبير بالجمع في الاصابة بالسيئة للتحذير من عذاب عام يشمل الجميع.

 


[1] يونس: 32

[2] المؤمنون: 99-100

[3] ق: 30

[4] الاعراف: 44

[5] معاني الاخبار ص 59 راجع ايضا تفسير العياشي في ذيل الآية والكافي ج1 ص426

[6] الاعراف: 49