مباحث رجالية - في تفسير قول الشيخ (اسند عنه)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
هذه بعض المباحث في الرجال ومعرفة الكتب مما تلقيناها من دروس سيدنا الاستاد الفقيه البارع المرجع الاعلى السيد علي السيستاني دام ظله خلال الابحاث الفقهية، وكان أولها بتاريخ 14 ربيع الاول سنة 1398
المبحث الرابع، في تفسير قول الشيخ (اسند عنه).
وقد كرر الشيخ هذه العبارة في عدة موارد من ترجمة الرواة وذكر احوالهم واشكل على الاصحاب فهم مراده وقد ذكروا وجوها لضبطها ومعناها والسيد الخوئي ايده اللّه بعد ان ردّ جميع المعاني. قال: انا لا نعلم لها معنىً محصّلاً والشيخ اعلم بما قال.
والصحيح ان هذه العبارة في قبال عبارة (روى عنه) وان الرواة غالباً كانوا يروون الأحاديث موقوفاً على الامام وبعضهم كان يسند عنه الى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وهم جماعة قليلة وقليلاً ما كان الامام يذكر السند الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم وانما ذكروا كما في بعض الروايات ان ما نقوله عن آبائنا عن رسول اللّه عن جبرئيل عن اللّه تعالى، وذلك لمشكلة اجتماعية كانت في ذلك العصر حول الأحاديث المسندة الى الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم وهذا بخلاف ما ظاهره الافتاء. ولكن جماعة من الرواة رووا عدة روايات عنهم مسنداً الى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم فكان علماء العامة يقبلون روايات هذه الجماعة إذا اعتمدوا على وثاقتهم كمحمد بن مسلم وجابر بن يزيد وابراهيم بن يحيى. ومما يشهد لما ذكرنا ان الشيخ (قدس سره) قال في ترجمة جابر: اسند عنه وروى عنهما. والمراد بالأول الامام الصادق عليه السلام.
واما ما قالوا في معنى العبارة: ان المراد ان الاجلاء رووا عنه فيقرأ بالمجهول. او روى عنه بلا واسطة. أو روى عنه ابن عقدة، كل ذلك لا محصل له. واغرب من الكل ما في قاموس الرجال من ان المراد: تفرّد به. ومنشأ توهمه ان بعض العامة قال في ذيل حديث ان فلاناً تفرد به. وهو ممن قال فيه الشيخ هذه العبارة. وفساد هذه الوجوه غير خفي.