مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

وظيفة المؤمن في نهاية شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

نواجه كل عام بمناسبة عيد الفطر السعيد سلسلة من الدعايات والاعلام المضلل من اطراف مشكوك في نياتها تحاول القاء الشبهة في افكار الناس حول اصل الموضوع وحول المرجعية مما يسبب ارتباك عامة الناس ووقوع كثير منهم في الخطأ بل ربما تجب الكفارة على كثير منهم ونجد بعض المرجفين يختلقون اكاذيب مختلفة ليلة الشك ويومه للوصول الى اهدافهم الدنيئة دون تقوى من الله تعالى كأنهم لا يرجون حسابا نرجو من الله لهم الهداية.

ولذلك كان من اللازم التنبيه على ما يلي:

1- نسمع بعض المؤمنين يسألون هل يمكنهم الاعتماد على ثبوت الهلال عند بعض الفقهاء اذا كانوا يثقون بهم ويحصل لهم الاطمئنان من قولهم؟
    والجواب أن الاختلاف ليس دائما في ثبوت الرؤية بل الغالب الاختلاف في مناط ثبوت الهلال فهناك من يرى كفاية الرؤية بالمناظير وهناك من لا يرى ذلك بل يشترط الرؤية بالعين المجردة وهناك الاختلاف ايضا في كفاية الرؤية في بلد لسائر البلدان ويختلفون ايضا في حدود الكفاية هذه والغالب لا يرون كفاية ذلك. وعلى ذلك فلا يكفي الاطمئنان بقول الفقيه اذ لعله يحكم بثبوت الهلال لرؤيته بالمنظار وهو غير كاف عند من نراه اعلم الفقهاء وتجب متابعته. 

 2- لا يجوز الافطار والحكم بثبوت العيد لمجرد وصول الاخبار عن الطرق غير المسؤولة والمعينة من قبل المرجعية لاعلام راي المرجع وحكمه فقد شاهدنا في هذا العام وقبله ايضا محاولة المرجفين التمويه على عامة الناس بأن سماحة السيد السيستاني دام ظله قد أعلن العيد وقد أبدعوا في اختراع طرق جديدة للتمويه على الناس فيجب على المؤمن ان لا يسمع كل ما يقال الا ما ينشر عن مكتب المرجعية مباشرة او عن الوكلاء المعروفين الموثوق بهم ونخص بالذكر من يؤكد سماحة المرجع على وكالتهم والاعتماد عليهم.

3- ينبغي ان يعلم أن أمر الاستهلال وثبوت الهلال ليس بهذه الاهمية وانما يختلق هؤلاء هذه الاكاذيب لاغراض اخرى معلومة ولا يجب على الانسان أن يتحرى ثبوت الهلال بل لا يجب عليه الاحتياط بالسفر كما يحاوله بعض الناس فالواجب هو الصوم ما لم يتبين الهلال بوجه شرعي وان كان السفر للافطار جائزا في حد ذاته في اي يوم من الشهر الفضيل.
    واذا ثبت الهلال عند بعض الفقهاء او علماء البلاد ولم يثبت عند بعض آخر فلا يوجب ذلك اي مساس بكرامة بعضهم ولا مانع من ان يكون بعض العائلة في بيت واحد صائمين وبعضهم مفطرين فكل يعمل حسب وظيفته وكل مأجور على ما يعمل ان عمل حسب وظيفته الظاهرية.

ندعو الله تعالى ان يحفظ علماءنا الكرام ويوفق جميع المؤمنين لتقوى الله واجتناب ما يوجب الاختلاف انه سميع مجيب.

                                                                                      مرتضى المهري
                                                                                 الخميس 4شوال 1433
                                                                                  الموافق 23/8/2012