يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّه وَاللّه هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّه بِعَزِيزٍ (17) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللّه الْمَصِيرُ (18)
يا ايها الناس أنتم الفقراء الى اللّه واللّه هو الغنيّ الحميد... الظاهر ان الآيات في مقام رد ما يتوهمه الانسان حينما يجد ان اللّه تعالى يدعوه الى الايمان به وعبادته، ويهتم بذلك فيبعث الرسل وينزل الكتب ويرسل المعاجز والآيات، فيظنّ الانسان ان اللّه تعالى بحاجة الى عبادته وان ذلك ينفعه، وربما يمنّ بايمانه واسلامه على اللّه تعالى ورسوله، كما قال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللّه يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات: 17.
وهذا امر مشهود من الناس حتى انك لتجد بعض الناس اذا لم يستجب اللّه دعاءه ولم يقض حاجته يستغرب ذلك، وكأنّ له حقا عليه تعالى لم يؤدّه اليه. واذا عمل عملا او عبد عبادة فانه يتوقع ان يبرز اللّه تعالى له حبّه ويشكره على ذلك. وهكذا..
بل هناك من الناس من يتوهم ان اللّه تعالى حيث يطلب من الانسان ان ينفق من ماله على الفقراء او في سبيل اللّه فاللّه فقير وهو غني!! قال تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا...) آل عمران: 181. فالآية تقول انك مخطئ ايها الانسان، فاللّه تعالى لا يحتاج الى عبادتك ولا ينتفع بها، ولست على اللّه بعزيز اذا اراد ان يبيدك ويهلكك ومن في الارض جميعا، فان ذلك لا يهمه، قال تعالى: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللّه شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا...) المائدة: 17، ولا يتوقف ذلك الا على ارادة منه تعالى.
ويفهم الحصر من قوله (أنتم الفقراء) حيث كان المبتدأ والخبر معرفة فيفيد أن الفقر منحصر في الناس. وقد وقع الكلام بين المفسرين في وجه هذا الحصر، مع ان الكون كله فقير الى اللّه تعالى.
والذي غفل عنه في هذا المقام هو ان المراد بالفقر والغنى في الآية الكريمة ليس الفقر والحاجة في الوجود حتى يقال بانه لا يختص بالانسان، بل المراد الفقر في مقابل الغنى بالمال، وهو بالطبع خاص بالانسان اذ لا يعتبر غيره من الحيوان او غيره فقيرا بهذا المعنى ولا غنيا.
وانما اشتبه الامر على المفسرين حيث تدخل الفلاسفة في تفسير الآيات فافرغوها عن المعنى المتفاهم العرفي، ومن الواضح ان المراد بالفقر هنا هو ما يقابل الغنى الذي يتوهمه الانسان لنفسه في مقابل اللّه تعالى، بل يعتبر اللّه تعالى فقيرا كما في آية آل عمران الآنفة الذكر، والجملة المذكورة فيها من كلام اليهود وهم مؤمنون باللّه.
اذن فالمراد غنى اللّه تعالى عن عبادتهم وحمدهم وثنائهم وانفاقهم ونصرتهم وامثال ذلك مما يتوهم الانسان ان اللّه تعالى يطلبها منه لفقره اليها، سبحان اللّه عما يصفون!!
والحصر مضافا الى ذلك حصر اضافي لا يدل على نفي الفقر من غير الانسان، والمعنى ان الفقير انتم الذين تدّعون الغنى، لا اللّه سبحانه فانه غنيّ بالذات. فبناءا على ذلك حتى لو فرض ارادة الفقر والغنى في الوجود يصحّ الحصر.
واما توصيفه تعالى بعد حصر الغنى فيه بانه هو الحميد بمعنى المحمود فليس بمعنى ان الناس يحمدونه كما في بعض التفاسير، بل بمعنى انه هو الحميد في ذاته لا حميد سواه، يعني ان الحمد لا يليق الا به وبصفاته الحسنى وافعاله الكريمة، فكل حمد يعود اليه حتى لو تعلق ظاهرا بغيره، اذ كل ما يُستحقُّ عليه الحمد والثناء فهو فعله، وان تسبّب غيره في تحققه فانما يتحقق ذلك بامره وارادته تعالى.
والغرض دفع توهم الانسان أنّ اللّه تعالى بحاجة الى حمده فالآية تقول ان اللّه غني عن حمدك وثنائك، وهو الحميد بالذات الذي لا حمد الا له، ولا يؤثر حمدك وثناؤك شيئا في هذا المجال، كما لا يضره ان يكفر به وبنعمائه الانس والجن.
ان يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد... اي اذا أراد اللّه اذهابكم ــ اي هلاككم ــ يهلككم ويأت بخلق جديد، اي بمخلوقات جديدة. والخلق مصدر بمعنى المفعول. وهذا تأكيد على ما مر من الغنى. والمراد انه لو فرضت حاجة الى خلائق من البشر يعبدون اللّه تعالى، فانه لا حاجة الى إبقائكم، بل بكل بساطة يمكن ان يهلككم ولا يبقي لكم اثرا ويأتي بخلق جديد، مع انه تعالى غنيّ عن كل شيء لا يحتاج الى عبادة احد.
ومن هنا يتبين ان مضمون هذه الآية يختلف عن قوله تعالى (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) الانعام: 133. وكذلك قوله تعالى (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّه فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللّه الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) محمد: 38.
والفرق ان الخطاب في هاتين الآيتين الى البشر الموجودين في عهد النزول، فالاولى خطاب لكفار مكة، والثانية للمسلمين في المدينة، بينما الآية التي نبحث حولها خطاب للبشرية لقوله تعالى: (يا ايها الناس...).
والمراد بآية الانعام التهديد بانزال عذاب الاستئصال بحيث يبيد كل المشركين ويأتي بجيل جديد، لا بخلق جديد كما هنا، وشبّه ذلك بانشائهم من ذرية قوم آخرين.
والمراد بالثانية الامتنان على جيل الصحابة بتوفيقهم لوجود الحاجة الى بذل المال والنفس لاعلاء كلمة اللّه، وانهم ان لم ينتهزوا هذه الفرصة فسيأتي قوم آخرون وان كانوا من غير العرب وفي عصر آخر، ويكلفهم اللّه بهذه التكاليف، وسوف لا يكونون امثالكم متقاعسين عن امتثال اوامره، نظير قوله تعالى: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا) التوبة: 39، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّه بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ...) المائدة: 54. والحاصل ان بين المفهومين فرق واضح فلا وجه لتشبيه بعض التفاسير هذه الآية بتلك الآيتين.
وما ذلك على اللّه بعزيز... اي ليس صعب المنال. والغرض تنبيه القوم على أن ذلك أمر متوقع، فلا يغفلوا عنه.
ولا تزر وازرة وزر اخرى... ذكر جمع من المفسرين ان هذه الجملة ترتبط بالاية السابقة، حيث وقع التهديد فيها بالاذهاب والاهلاك، فيكون مثارا للسؤال عن ذنب المؤمنين والصالحين، فاجيب ان لا وزر الا على صاحبه.
وهذا خطأ واضح فان مورد هذه الآية يوم القيامة، ولا ترتبط بالعذاب الدنيوي المذكور في الآية السابقة والذي يأخذ المذنب وغيره بل حتى الاطفال والمجانين، كما قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً...) الانفال: 25.
والوزر: الثقل والحمل، ومنه الوزير حيث يشارك الزعيم في حمل ثقل المسؤولية، ومنه ايضا المؤازرة بمعنى المساعدة. والمراد به هنا الاثم. وقد أكّد القرآن في مواضع كثيرة أن الانسان لا يتحمل وزر غيره فالمسؤولية هناك فردية ولا يؤخذ الانسان بذنب من يرتبط به ولا بما يقترفه ابناء المجتمع. نعم ربما يتحمل مسؤولية السكوت عن الحق فضلا عن مسؤولية اغواء الآخرين، وهذا وزره واثمه الشخصي. وبذلك يتبين معنى قوله تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ...) العنكبوت: 13. والحاصل ان المراد بهذه الجملة ان اللّه تعالى لا يحمّل انسانا ذنوب غيره.
وان تدع مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى... المثقلة صفة لموصوف مقدر اي نفس مثقلة. ومعناها النفس التي أثقلتها الذنوب والآثام. والحمل ــ بكسر الحاء ــ المحمول. ومعنى دعوة النفس المثقلة الى حملها طلبها المساعدة في حمل أثقالها.
والمقصود بهذه الجملة بيان شدة الهول يوم القيامة بحيث لا يساعد الانسان احدا في حمل اثقاله حتى لو كان ذا قربى. وقد وصف اللّه سبحانه هذا الامر في مواضع شتى من كتابه العزيز كقوله تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) عبس: 34 ــ 37 وقوله تعالى: (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) المعارج: 10 ــ 14.
وهذا امر غريب، فنحن لا نجد في هذه الدنيا شيئا احلى من الحياة، ومع ذلك فان الانسان غالبا يفتدي بنيه بحياته، فكيف ينقلب الامر هناك ويفتدي نفسه بكل ما هو عزيز عليه، بل بكل من في الارض، بل لا يسأل حميم حميما، بل يفرّ من كل اعزائه، وكلٌ مشغول بنفسه؟! ماذا يحدث في تلك المرحلة من الحياة وكيف تنقلب المعايير؟!
ان الانسان تنكشف له الحقائق ذلك اليوم، فتنقلب المعايير لديه حيث يجد ان هناك شيئا كان يجهله هنا، وهو اهم من الحياة الزائلة في الدنيا ونعيمها وشقائها، وهو السعادة الابدية والشقاء الأبدي.
وعلى كل حال فالآية تصور حالة الانسان الذي أثقلت الذنوب ظهره يدعو وينادي من يساعده على حمل ثقله، فلا يستجيب له احد حتى اقاربه، بل اقرب اقاربه. وهو تصوير فريد للمذنب يوم القيامة فكأنّه انسان عاجز أعياه حمل ثقيل قصم ظهره يستنجد بكل من يراه فلا يجد من يساعده. وليس هناك دعوة واقعا ورفض لان عمل كل انسان لا يفارقه سواء في الدنيا أم الآخرة، وانما المنقول هنا تمنيات الانسان، نظير قوله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) آل عمران: 30، فالآية بصدد بيان هذه الحقيقة ان المساعدة في حمل هذا الثقل غير ممكنة.
انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة... ربما تدل الآية على الحصر وأن الانذار لا ينفع غير الذين يخشون ربهم. وقد استغرب بعضهم ان الانذار كيف يختص بهؤلاء مع أنهم انما خشوا ربهم واقاموا الصلاة نتيجة الانذار؟! فأوّلوا الآية وأمثالها بأنّ المراد من يخشى مستقبلا ونحو ذلك من التاويلات.
والاستغراب بذاته غريب، وكأنّ الانذار يختص بالكافر، وان المؤمن لا يجب ان ينذر ولا يتحقق فيه الخوف من التخويف، مع ان من الواضح ان الخوف لا يحصل الا بعد الايمان!. ثم ان المراد بالانذار التخويف المؤثر والا فالرسول ينذر كل الناس.
ومن هم الذين يخشون ربهم بالغيب؟ فيه احتمالان:
1ــ الذين يخشون ربهم حين لا يراهم احد من الناس فهناك كثير يخشون اللّه او يظهرون ذلك امام الناس لان ذلك يصبّ في صالحهم فاذا اختلوا بانفسهم قلّت خشيتهم او انعدمت.
2ــ الذين يخشونه من دون ان يروا الآيات والمعجزات الظاهرة الواضحة تشبيها لمن رأى الآيات بمن رأى الرب بنفسه، فالذي لم ير الآيات غائب عن الرب ويخشاه لما يجده من الآيات الكونية، وما يجذبه اليه من الدوافع النفسية والفطرية، وهذا هو الموجب لكمال الانسان.
واما الذي لا يتاثر بكل ما يجده من آيات، ولا يؤمن الا حين يرى العذاب علانية كفرعون، فلا يقبل منه ايمانه وخشيته. قال تعالى: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) يونس: 90 ــ 91.
وصفة اخرى للذين يتاثرون بالانذار، وهي اقامة الصلاة وليست الصلاة بنفسها، فالتعبير يوحي بتشبيه الصلاة بخيمة لا تقوم الا على عمود، والاثر يترتب على هذه الاقامة، وعمود الصلاة هو روحها وحقيقتها وهو التوجه والتذلل واستشعار الخضوع.
ومن تزكّى فانما يتزكّى لنفسه والى اللّه المصير... يعود السياق الى التاكيد على ان التزكي وطهارة النفس لا ينفع اللّه شيئا وانما ينفعكم. وهو ينفع في الدنيا والآخرة. والآية تدل على أن خشية اللّه تعالى واقامة الصلاة من مقومات تزكية النفس وطهارتها. والزكاة الطهارة والبركة. واخيرا فان المصير الى اللّه تعالى. وهناك يرى الانسان نتيجة اتعابه في التزكية.
وهذا تنبيه ضروري لان الانسان ربما يشعر بالخسارة والضرر والتخلف عن الركب، حيث ضيّق على نفسه في الحياة لكي يتزكى ويبقى نظيفا طاهرا مع وجود كل المغريات حوله، وهو لا يجد في هذه الحياة ميزة يمتاز بها في هذا المجال، خصوصا بالنسبة للشباب الذين لا يهتمون بالميزات الاجتماعية، فلا بد من اشعاره بان المصير الى اللّه، وفي تلك الحياة تتبين الحقائق ويجد الانسان نتيجة عمله واضحة ممتازة.