وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّه آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)
وما علمناه الشعر وما ينبغي له... كان من وجوه الدعاية ضد الرسالة المجيدة أن ما أتى به الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم ليس كتابا من عند اللّه تعالى بل هو شعر. وكانوا يصفون الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم بأنه شاعر كما حكي عنهم في مواضع من الكتاب العزيز. وهذه الآية من المواضع التي يردّ اللّه تعالى عليهم هذه التهمة بأن مكانة الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم أعلى من أن يعلّمه الشعر، وأنه لا ينبغي له وانما ارسل عليه الذكر.
والظاهر من هذه الجملة أن المراد تنزيه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم من تعلّم الشعر أساسا حيث ان الانسان لا يعلم شيئا الا ما علّمه اللّه تعالى فنفي التعليم معناه أنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم لا يعلم الشعر.
وقال بعض المفسرين المراد أنه اذا تعلّم الشعر فليس بتعليم منّا وأنا لم نعلّمه الا القرآن وهو ليس شعرا كما يقوله الكفار بل هو قرآن مبين.
وإنما يقال ذلك لئلا يوصم مقام النبوة بالجهل في الشعر فإنه فنّ رفيع لا ينبغي ان يجهله النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم.
وهذا غير صحيح، فإن قوله تعالى (وما ينبغي له) يوضح أنّ المنفيّ في الجملة الاولى هو تعلّم النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم له بذاته، لا أنّ ما علّمه اللّه تعالى ليس شعرا، فنفي التعليم هنا كإثبات تعليم القراءة والكتابة وغيرهما لنوع الإنسان كما قال تعالى: (علّم الانسان ما لم يعلم) العلق: 5.
ولو كان المراد نفي كون ما علّمه اللّه شعرا لكان الأولى أن يقال: وما أنزلنا عليه شعرا بل هو ذكر وقرآن...
وبذلك يظهر أن ما كان يلاحظ من النبي صلى اللّه عليه واله وسلم أنه لا ينشد الشعر إنشادا صحيحا ــ على ما وردت به الروايات ــ لم يكن تعمّدا منه، بل كان لا يجيد ذلك، ولا ينبغي له ان يعلم، فليس كل علم كمالا ــ كما اشتهر ــ فإن الشعر ليس الا تخييلا وإيهاما وتأثيرا في نفوس الناس بتلبيس الباطل لباس الحق، وهذا كسائر ما يدعى فنـّا لا يخدم البشرية غالبا بل يخدم في الغالب سرّاق البشرية وطواغيتهم والانتهازيين واصحاب الجشع والمفسدين في الارض، واللّه تعالى نزّه نبيّه الكريم عن مثل ذلك.
فان قلت: كيف ذلك ونحن نجد كثيرا من الشعراء والفنانين خدموا البشرية وجعلوا فنّهم وذوقهم في خدمة الضعفاء والفقراء، أو في خدمة الدين والمصلحين، ومدحوا النبيّ والأئمة الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين؟
قلت: الكلام ليس في استثمار ما تداولته الأيدي من وسائل الدعاية والتأثير على الأحاسيس في سبيل خدمة الحق بالمقدار الميسور، وإن كان ذلك في حدّ ذاته ضعيفا جدّا، فإنك لا تجد الشعر مطلوبا وقويا إلا اذا كان في سبيل اللّهو واللغو والباطل، وكذلك سائر الفنون كالتمثيل والتصوير وغيرهما، إنما الكلام في أن اللازم هو إعلام الناس بأن الصحيح هو أن لا يسلموا قيادهم لهذه الطرق الوهمية، بل يتفكروا ويتدبروا ويتبعوا المنطق الصحيح. وهذا هو ما يدعو إليه القران الكريم، وقد كرر في الآيات الدعوة الى التفكر والتعقل.
ولا نمنع من التوسل بهذه الوسائل ما دام الناس على هذه الوتيرة إن لم تكن الوسيلة محرّمة، ولذلك نجد أنّ النبيّ صلى اللّه عليه واله وسلم، دعا لمن نصروا المسلمين بشعرهم في مواجهة الشعراء من الكفار، وكذلك دعا لحسان بن ثابت حين مدح أمير المؤمنين عليه السلام بعد نصبه للولاية، وكذا ما يروى عن الأئمة عليهم السلام كإهداء الامام الرضا عليه السلام جبّته لدعبل الخزاعي رحمه اللّه. وموارد ذلك كثيرة، ويكفي في ذلك قوله تعالى في الإستثناء من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللّه كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا..)الشعراء: 227.
والتأمل في الآية يدلنا على أن ذلك إنما يستثنى في مقام الإنتصار ودفع الظلم وإلا فهو في حد ذاته غير مطلوب، بل حتى في مثل ذلك المقام، يجب ان يتقدمه ذكر كثير للّه تعالى.
إن هو الا ذكر وقرآن مبين... نعم إن ما جاء به النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم ليس من قبيل الشعر، يتلاعب بخيال الانسان ويؤثر في وهمه، وانما هو ذكر يذكّره بما تملي عليه فطرته وقد نسيه بتوغله في ملذات الدنيا وزينتها.
وهو قرآن مبين. والمبين إمّا بمعنى موضح باعتبار أنه يوضح الحقائق التي لا تبلغها الفكر البشري مهما تعمّق وتوسّع، وإمّا بمعنى الواضح فإنه وإن كان دقيقا عميقا، لا يبلغ غوره، إلا أنه من الوضوح بحيث يمكن لكل من يجيد اللغة، أن يتذكّر به ويعتبر ويهتدي الى الصراط المستقيم.
لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين... أي لينذر الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم من كان حيّا، وهذا تعريض بمن لا يتأثر بالإنذار فكأنه ميّت.. وقد تكرّر هذا التشبيه في القرآن الكريم كقوله تعالى: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرين) النمل: 80، وغيرها من الآيات. ويحق القول: أي يثبت القول، ولعلّ المراد به كلمة العذاب، فتثبت على الكافرين بإتمام الحجة عليهم.
أولم يروا أنّا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون... تعود الآيات الى التذكير بنعم اللّه تعالى والتنديد بكفر الإنسان بربه. والظاهر أنّ الجملة استينافية وترتبط بقوله تعالى: (ويحقّ القول على الكافرين) حيث يتبين منها وجه استحقاقهم للعذاب، وهو كفرهم بربهم مع أن إنعامه عليهم مشهود لهم وملحوظ بوضوح، فلا يحتاج الى تفكر وتعمق، بل يكفي فيه الرؤية. ولذلك عبّر عن ذلك بالرؤية دون العلم (أولم يروا) ولا وجه لتأويلها بالعلم كما في روح المعاني.
ولعلّ التعبير بما عملت أيدينا لبيان أنها نعمة طبيعية لا دخل للإنسان وعمله فيها، ومع ذلك فهو الذي يتملكها ويتصرف فيها. وهذا غاية اللطف والإحسان، فاللّه سبحانه يخلقها ويصنعها بيده والإنسان يملكها. واليد كناية عن القدرة حيث إن الإنسان يصنع أكثر ما يصنع بيده، فعبّر عن كل ما يباشر بصنعه، أنه صنع يده حتى لو لم يستعمل فيه يده، كما لو باشر العمل برجله، فيقول هذا ما صنعته يدي. ثمّ توسّع في ذلك، فعبّر عن ما يصنع بأمره أنه صنيعة يده، حيث كان استناد العمل اليه عرفا أقوى من استناده الى المباشر.
ولكن بعض الناس ممن يعدّون من السلف يعتبرون الآية من المتشابهات كما في روح المعاني قال: (وأنت تعلم أن الآية من المتشابه عند السلف وهم لا يجعلون اليد مضافة إليه تعالى بمعنى القدرة أفردت ــ كيد اللّه فوق أيديهم ــ أو ثنّيت كخلقت بيديّ أو جمعت كما هنا بل يثبتون اليد له عز وجل كما أثبتها لنفسه مع التنزيه الناطق به قوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). ومن الغريب أنه عقب على ذلك بقوله: وارتضاه كثير ممن وفقه اللّه تعالى من الخلق، ولا أرى الطاعنين عليهم إلا جهلة!!!
ومن الواضح أن الجهل هو أساس هذا القول ومبناه، فان هذا الكلام لا بدّ من حمله على أنهم يجهلون معنى اليد وأمثاله اذا نسبت اليه تعالى في القرآن، وأنهم يقرّون بجهلهم، والا فلو حمل على ظاهره لكان كفرا، اذ يقتضي أن يقال ان له تعالى أعضاء كما لنا ولكنّا لا نعلم حقيقتها، وهذا يستلزم التجسيم وهو كفر حتى لو كان ذلك على سبيل الاحتمال اذ من الواجب في التوحيد تنزيهه تعالى عن التجسم وهو ينافي احتمال التجسم.
والأنعام جمع نَعَم (بفتح النون) مأخوذ من النعمة، تطلق على الإبل لأن عرب البادية كانت تهتم بها أكثر من كل ما تملك، فتعتبرها أكبر نعمة.. وتطلق أيضا على مجموع الإبل والبقر والغنم.
وقوله تعالى: "فهم لها مالكون" للإشارة إلى أن نفس تملكهم للأنعام، نعمة من اللّه تعالى، مع أنهم لم يخلقوها ولم يباشروا أمرا في صنعها، فهي حيوانات تتكاثر وتتناسل في الطبيعة بتدبير أزلي من اللّه تعالى كغيرها من أصناف الحيوان، ولكن الانسان تمكن ــ بفضله تعالى ــ من تذليلها وتملكها.
وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون... لم يكن للإنسان أن يذلّل الأنعام لولا أن اللّه تعالى ذلّلها له، وجعلها بالطبع مستسلمة له، مع أن بعضها أقوى منه بكثير وبإمكانها أن تهجم عليه وتقتله، ولكنه تعالى جعلها منقادة حتى لطفل صغير وجعلها تأنس بالإنسان وتطيعه ولا تستوحش منه، بالرغم من انه يسخر بعضها لركوبه وحمل أثقاله، ويظلمها في ذلك ويحمّلها أكثر من طاقتها، ويبخل عليها، ويذبح بعضها الآخر اوينحر ويأكل منها، ومع ذلك فإنها تبقى ذليلة مطيعة مسخّرة له.
وفي ذلك من عظيم نعمة الباري ولطيف تدبيره ما يدهش الملاحظ الدقيق. وأما الذي يمر بآيات اللّه تعالى معرضا عنها فيعتبر كل ذلك من شؤون الطبيعة، ويرى أنه هو الذي سخّر لنفسه كل هذه الملايين من الأنعام مع أنه غير قادر على أن يسخر بعوضة او ذبابا.
و(من) في قوله تعالى: (فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) تبعيضية، أي تركبون بعضها وتأكلون لحوم بعضها. والركوب ــ بفتح الراء ــ بمعنى المركوب.
ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون... منافع الأنعام كثيرة، فالإنسان ينتفع بشعرها وصوفها ووبرها وجلدها ويصنع منها الملابس والفرش والأواني وغير ذلك، ويشرب من ألبانها ويصنع منها مختلف المنتوجات، وبتقدم العلم لم يبق شيء منها لا ينتفع به.
أفلا يشكرون؟! كل هذه النعم يمر الإنسان عليها وكأنّه ملكها بفضل ذكائه ولا يشكر نعمة ربّه!!
واتخذوا من دون اللّه آلهة لعلهم ينصرون... تدلّ الآية على أن الذي يدعو المشركين الى اتّخاذ الآلهة من دون اللّه تعالى هو طلب النصر. فهل المراد خصوص الإنتصار على الأعداء والحوادث الكونية أو أنه يشمل النصر أمام إرادة اللّه تعالى أيضا؟ الظاهر هو الثاني وقد مر كلام المؤمن: (أأتخذ من دونه آلهة ان يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون) ويظهر بذلك أن الوثنيين كانوا يتوقعون من أوثانهم أن يشفعوا لهم حتى لو أراد اللّه بهم الضرّ، بل ربما ينقذونهم من دون حاجة إلى شفاعة.
وهكذا الإنسان يبحث عن أي مهرب يصونه من متابعة القانون والعدالة، فيتشبث بشفاعة الوسطاء أمام القانون الإلهي حتى في يوم القيامة، كما كان في الدنيا يتشبث بالوسائط والرشى ليخالف القانون ويتهرب منه.
لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون... من الواضح أن الأوثان لا تستطيع أن تعمل شيئا وهي من صنع أيديهم فكيف تقدر على ما لا يقدرون عليه؟! بل الأمر بالعكس فإنهم ــ أي المشركين ــ جند لهم محضرون، أي مكرهون على الحضور لنصرة الأوثان التي يعتبرونها آلهة.
وتبيّن أن الضمير في قوله تعالى (وهم) يعود الى المشركين و قوله (لهم) متعلق بـ (جند) و(محضرون) صفة لهم او خبر ثان.
ولعل الإحضار والإكراه من جهة أن العادات والتقاليد البالية والتقيّد بها، أرغمتهم على ذلك وهم لا يؤمنون بها قلبا ولذلك كان بعضهم يصنع الوثن من تمر فإذا جاع أكله. وقد صدر من بعضهم أشعار في هجاء بعض الآلهة لعجزها عن الدفاع عن نفسها.
وفي الميزان فسّر الإحضار بما يحصل يوم القيامة لما تكرر في الكتاب العزيز من التعبير به عن الحضور أمام اللّه سبحانه ومنها ما مر في هذه السورة؛ ولكنه لا يناسب السياق كما هو واضح.
ولا يخفى أن الوثن هو كل ما يهتم به الإنسان ويعلّق عليه الآمال مع أنه من صنع نفسه، سواء كان صنما من حديد وحجر أوشخصية زائفة يصنعها الإنسان ويتعبد لها ونحن نجد من حولنا أناسا ليس لهم أي ميزة ذاتية على الآخرين بعلم أو عقل أو دهاء أو إيمان أو قوة بدنية، ولكن الدعايات والإعلاموالأوهام تجعل منه شخصية أسطورية، فيلتف حوله الناس، ويعقدون عليه الآمال، ويتوقعون منه أن يكون ناصرا لهم يوم الشدة،وهو لا يملك ضرا ولا نفعا، بل لا يستطيع نصر نفسه إلا بهؤلاء الذين التفوا حوله.. فالآية تنطبق على كل هؤلاء.
هذا والضمير في (لهم) يعود إلى الآلهة، وبهذا الإعتبار صح كونه لذوي العقول والا فالاصنام بعنوانها يعود اليها الضمير المؤنث مع أنا قد بينا أن عنوان الآلهة، لا يختص بالأوثان.
وذُكرت في الآية وجوه أخرى بعيدة.
ويؤيد ما ذكرناه ما روي في التفسير المنسوب إلى علي بن ابراهيم قال: (وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّه آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ، يقول لا يستطيعون الآلهة لهم نصرا وهم لهم أي للآلهة جند محضرون).
فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون... الظاهر أن المراد بالقول ما ينبئ عن شركهم. والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم كان يؤذيه إصرارهم على هذه المقولات التافهة والخرافات الموروثة ويحزن عليهم، فيسليه اللّه سبحانه بأن ذلك كله بعلمنا. ويكفي المؤمن سلوة أن يعلم أن كل ما في الكون بعلم اللّه تعالى.
ويُحتمل أن يكون المراد بالقول، مؤامراتهم التي كانوا يخططون لها أو أقوالهم الصريحة في تهديد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم، فاللّه سبحانه يقوّي عزيمة رسوله ويسلّيه ويذهب عنه الحزن والغم، بأنّ كل ذلك تحت السيطرة سواء ما أعلنوا عنه وما أسرّوا به.