تسمية الأولاد
(هذا المقال كان جوابا عن سؤال خاص حول هذا الموضوع وكان يعالج قضية خاصة فحذفنا ما كان منها مختصا بتلك القضية وأدرجناها لاستفادة العموم)
بسم الله الرحمن الرحيم
تسمية الأولاد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطاهرين
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :(حق الولد على والده أن يحسّن اسمه وأدبه ويضعه موضعا صالحا) وعن الامام موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال : (أول ما يبرّ الرجل ولده أن يسميه باسم حسن فليحسن أحدكم اسم ولده) .
من الواضح لزوم اهتمام الابوين بمستقبل اولادهما وأن الاولاد أمانة في ذمة الوالدين والله تعالى يسألهما ويحاسبهما عن معاملتهما تجاه الاولاد . وليست الحضانة والتربية حقا للوالدين فحسب كما يتصور بل هي حق عليهما ايضا لا يجوز لهما التخلي عنها فيجب عليهما الاهتمام بشأن الاولاد وابعادهم عما يضرّ بهم سواء كان الضرر جسميا او نفسيا .
ومما لا شكّ فيه التأثير النفسي العميق لما يلصق بالانسان من الاسم والوصف واللقب ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن التنابز بالالقاب فقال (ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) وهناك من الاسماء ما يحمل معنى سيئا ويسبب للولد وخصوصا في ايام الصبا والشباب بين أقرانه ضيقا وحرجا بحيث يمنعه من الانخراط في المجتمع ويوجب اعتزاله لما يجد في نفسه من احتقار بسبب اسمه ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يغير أسماء بعض الناس بعد اسلامهم فالاسم عنوان للانسان يؤثر تأثيرا عميقا في نظرة الآخرين اليه واحترامهم او احتقارهم له .
ولا ريب ان مثل هذه الاسماء لا ينبغي أن يوضع على الولد بل لا يبعد ان يكون محرّما لما فيه من ظلم على الولد وتحقير له ولما مرّ من انه ينافي حق الحضانة .
وربما يكون الاسم بنفسه لا يحمل معنى سيّـئا ولكنه لا يناسب التسمية او أنّه غير متعارف أصلا أو أنه مستهجن في عرف البلد او في المجموعة التي يعيش الولد بينهم مما يسبب له نوعا من الضيق ايضا .
ومثل هذا ايضا لا ينبغي ان يوضع على الاولاد وكثيرا ما نسمع من الناس عن وضع أسماء على ابنائهم او بناتهم مما له طابع ديني واضح او يحمل ما يدل على ولاء عميق لأهل البيت عليهم السلام او يكون اقتباسا من آيات قرآنية ولكنها لا تناسب أن تجعل اسما لانسان فليس كل كلمة تحمل معنى راقيا تناسب تسمية الانسان به بل ربما تكون بعض هذه الاسماء مضحكة وموجبة لاستهزاء الناس بالولد فلا ينبغي ان يسموهم بمثل هذه الاسماء .
وبالمناسبة فقد سمعت بعض الناس يسمي ابنه او بنته بكلمة وجدها في القرآن الكريم وهو لا يعلم معناها وانما أعجبه رنّة اللفظ او صياغته والواقع ان الكلمة بحسب المعنى لا تناسب ان يسمى بها انسان !! وأتجنب هنا ذكر الامثلة لئلا يسيء بالاشخاص، ولكن أقول بوجه عامّ ينبغي لكلّ أحد يريد أن يسمي ابنه او بنته ان يلاحظ البيئة والمجتمع الذي سيعيش فيه هذا الطفل او هذه الطفلة بعد البلوغ والكبر وكيفية تعامل الآخرين معه بلحاظ هذا الاسم فلا يظلم قرة عينه من هذا اليوم .
وختاما لهذا المقال لا بأس بالاشارة الى أن هناك بعض الأسماء ربما تثير حفيظة بعض الناس مثل(عبدالرسول) و (عبد الحسين) و (عبد الزهراء) نظرا الى ان العبادة لا تكون الا لله تعالى. وهذا كلام صحيح ولكن المراد بالعبد هنا المملوك فيعتبر الانسان ابنه مطيعا للمعصومين عليهم السلام كأنه عبد مملوك لهم وهذا لا بأس به. ولكن هذا الجواب كسائر الاجوبة المتكررة من قبل الشيعة لم تلق آذانا صاغية من المعترضين نرجو من الله تعالى الهداية والتوفيق للجميع. وهو ولي التوفيق.
مرتضى المهري
6/2/2008