مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ... أمر الله رسوله ان يذكر قوم عاد وما جرى عليهم بعد الانذار والتكذيب ليتذكر قومه ويتنبهوا ويعلموا عاقبة تكذيب الرسل وفي ذلك ايضا تسلية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين لئلا ينزعجوا من تكذيب القوم واستهزائهم. و(عاد) قوم كانوا يسكنون الجزيرة العربية وكانت آثارهم باقية في عهد الرسالة قال تعالى (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ..)[1] بل هي باقية الى الآن وانما غمرتها الرمال وقد اختلف في موضعهم وورد في القرآن الكريم انهم هم الذين بنوا مدينة ارم وانها كانت ذات أعمدة كثيرة لم يخلق مثلها في البلاد قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)[2] وقد اكتشفت آثار مدينة قديمة بهذا الوصف في صحراء اليمن وهناك شواهد تدل على انها هي التي سميت بارم في القرآن الكريم.

وربما يستغرب ان يكون موضعهم في هذه الصحراء القاحلة لقوله تعالى في شأنهم (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)[3] مما يدل على ان بلدهم كان في منطقة مليئة بالاشجار والانهار واين هذا من الربع الخالي؟! ولذلك قال بعضهم ان الاحقاف اسم جبل بالشام وهذا ليس له مستند. ولكن الغريب ان الاكتشافات الحديثة تؤيد وجود انهار في المنطقة عفيت آثارها بالرمال فما هو وجه التعبير عنها بالاحقاف؟! وهي جمع حقف – بكسر الحاء – اي الكثيب الرملي المرتفع الذي فيه انحناء وتعاريج؟

هذا مع انه من المستبعد جدا ان تكون هذه المدينة العظيمة والحضارة التي لم يكن لها مثيل في ذلك العصر في قلب الصحراء الرملية! والظاهر ان التعبير عنه بالاحقاف انما كان بلحاظ زمان نزول الآية وظاهر التعبير انها علم للمنطقة وهو مقتضى لام التعريف فلا ينافي كونها منطقة خضراء في عصور سابقة.

والتعبير بالاخ عن الرسول ورد في عدة موارد من الكتاب العزيز وربما يقال بان الوجه فيه هو كونه من نفس القوم ولكنه لا ينطبق على لوط عليه السلام على ما في الروايات وربما يقال انه اشارة الى عطفه وحنانه عليهم ولكن هذا الوجه لا يصحح التعبير عن القوم بالاخوان كما ورد في قوم لوط ايضا (وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ)[4] والصحيح انه تعبير عن كل نوع من المشاركة والمصاحبة كقوله تعالى (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)[5] وقوله تعالى (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا)[6] والتعبير العربي مشحون بذلك كاخي الجهد في شعر امرئ القيس (عشيّة جاوزنا حماة وسيرنا ــ اخو الجهد لا يلوي على من تعذّرا) ويقصد به السير بجهد. وكذلك تعبيرهم باخي الخير واخي الشر ونحو ذلك.

وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ... خلت اي مضت فيقتضي ان يكون المراد بالجملة بيان ان انذاره لم يكن شيئا جديدا مستغربا فقد سبقه النذر وهو جمع نذير او جمع إنذار ولكن وقع الكلام في المراد بقوله تعالى (من بين يديه ومن خلفه) فقال بعضهم ان المراد بهم من كانوا قبله ومن جاءوا بعده وقال بعضهم بالعكس وحاولوا تأويل المعنى بحيث يلائم المضي المفهوم من قوله (خلت) والصحيح ان المراد بهم جميعا من كانوا قبله الا ان بعضهم كان في الماضي القريب فعبر عنهم بمن بين يديه وبعضهم كان في الماضي البعيد.

أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ... مهما كان النذر فالمنذر به شيء واحد وهو حصر المعبودية في الله تعالى وهذا روح الرسالات وجوهرها وهو الهدف الاسمى من الخلق والتكوين وهذا يشتمل على جزء سلبي وجزء ايجابي ان لا يعبد الانسان غير الله تعالى وهذا هو الحرية الحقيقية وغير الله لا يختص بالاصنام ولا بالبشر المتسلط كالطغاة الفراعنة بل يشمل الاهواء والآمال وكل قوى الشر والفساد في داخل الانسان وخارجه فالمطلوب من الانسان ان يكون حرا طليقا لا يتحكم في ارادته الا امر الله تعالى ونهيه وهذا التحكم هو الجزء الايجابي من التوحيد فان الانسان لا بد له من ان يتبع شيئا فهل الصحيح ان يتبع هواه ام عقله ام غيرهما؟ الصحيح أن لا يتبع شيئا الا ما امر الله تعالى به.

ورواد الحضارة والتقدم العلمي اليوم وان دعوا الى الحرية حسب الظاهر الا ان الدعوة في الواقع وعند التأمل الدقيق تشتمل على أسوأ أنواع العبودية وهي عبودية الهوى والميول فالانسان المتحضر في هذا العصر ليس حرا كما زعموا واعلنوا في وسائل الاعلام بل هو عبد ذليل يقوده هواه الى الردى والهلاك وانما هو أسوأ لانه يتصور نفسه حرا طليقا فلا يقاوم بل لا يتألم من سياط الاستعباد.

إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ... الظاهر ان المراد به عذاب الاستئصال في الدنيا لا عذاب يوم القيامة بقرينة الآيات التالية وما جرى بينهم وبينه من الحديث. وتوصيف اليوم بالعظمة باعتبار كون العذاب فيه مهولا أوكونه يوما مصيريا يحسم فيه امرهم كما عبر عنه في سورة الحاقة بقوله تعالى (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا..).[7]

قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا... هذا ردّ منهم على دعوته الى ترك عبادة غير الله تعالى. والاستفهام للاستنكار فكأنه ارتكب جريمة: ألهذا جئت؟! والافك هو الصرف والتحويل. اي أجئتنا لتصرفنا عن عبادة الأصنام التي تعودنا عليها؟! والانسان الجاهل متمسك بما دأب عليه واعتاد لا تختلف في ذلك العصور والحضارات. والتغيير في العادات الاجتماعية من أصعب الامور ولذلك نجد أن التحوّل في العقائد والمذاهب لا يحصل في المجتمعات البشرية الا بتطور بطيء جدا نعم ربما تحصل الطفرة نحو الانحلال الخلقي في كثير من المجتمعات وذلك لموافقته مع الاهواء والميول الحيوانية ثم يستتبع ذلك الابتعاد عن العقائد والايمان بالغيب. واما العقائد الخرافية التي دأب عليها الناس وورثوها من أسلافهم فلا يزالون متمسكين بها مهما تحضّروا واختلفت أنماط حياتهم المادية ودرجوا في مدارج العلم ولذلك تجد في أتباع المذاهب الخرافية كثيرا من العلماء والمخترعين والاطباء وأمثالهم!!!

فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ... جواب منهم على تهديده عليه السلام بعذاب يوم عظيم. ومعنى كلامهم أننا مستمرون في عبادتنا للاصنام فان كنت صادقا في تهديدك بالعذاب فأنزله علينا من دون تأخير. وهذا جهل آخر منهم يدل على توغّلهم في الحمق والسفاهة فان احتمال ترتب العذاب العظيم الذي يستأصل المجتمع يكفي للتريث والتأمل فكيف به اذا حذرهم منه انسان صالح من قومهم لم يعرفوا منه الا الصدق والامانة ولم يروا منه الا النصح والارشاد وهو مع ذلك يخبر به من عند ربهم العزيز الجبار المقتدر؟! 

وانما استعجلوا به تكذيبا للرسول اواستخفافا بعذاب الله تعالى او بوعيده كما هو شأن كثير من البشر حيث لا يعتبرون بمن قبلهم وما نزل عليهم ويغفلهم ما يشعرون به من الامهال ولا يتفطنون الى كونه استدراجا لهم. ولذلك نجد ان هذا الكلام او ما يشابهه مما تداولته الاقوام طيلة التاريخ باختلاف لغاتهم وحضاراتهم فكأنهم تواصوا بذلك كما قال تعالى (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ).[8]

قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ... جوابه عليه السلام على استعجالهم للعذاب أنّي لا أعلم موعد استحقاقكم بل ولا أصل نزول العذاب فان ذلك ليس بيدي ولست موكلا بالتعذيب وانما أنا رسول ابلغكم ما ارسلت به وانذركم أن هذا النهج يوجب استحقاق العذاب وأما تنفيذه وموعده فلا علم لي به وانما العلم عند الله اي العلم بذلك خاص به تعالى قد استأثر به ولم يُعلِمه أحدا. وهو عليه السلام لم يعلن ورود العذاب بصورة حتمية وانما أبدى تخوفه من ذلك إمّا لأنه لم يُبلّغ الا اصل الاستحقاق او لانه لم يبلغ بالعذاب اصلا وانما تخوّف منه بملاحظة حال الاقوام السابقة وما آل اليه أمرهم وهو كاف في التخوّف.

وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ... اي أنا أعمل بواجبي وهو التبليغ ولكني أراكم قوما تجهلون ولا تتأثرون بهذا الانذار و لعل المراد بالجهل ما يقابل العقل والحكمة لا العلم فهم أناس سفهاء لا تهمهم المصالح والمفاسد وانما يتبعون الاهواء والتقاليد والخرافات. ويمكن ان يراد به ما يقابل العلم باعتبار انهم يجهلون دور الرسل وانه ليس الا التبليغ والانذار باستحقاق العذاب ولم يوكل اليه الاخبار بالحتمية ولا تعيين الوقت او النوع. وإقحام كلمة القوم للتنبيه على أن هذا ميزة مجتمعهم الفاسد ولا يختص ببعض دون بعض.

فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا... الظاهر ان الضمير في (رأوه) مبهم يفسره عارضا وهذا أفصح وأعرب ــ كما قال الزمخشري ــ من القول بانه يرجع الى (ما تعدنا) وهو واضح لمن ألمّ بالعربية وطرق البيان فيها. والعارض: السحاب الذي يعرض في الافق. والحاصل أنهم ابتهجوا لما رأوا سحابا تبدو عليه أمارات الإمطار ولعل منها كونه عارضا على الافق وابتهجوا ايضا لمّا رأوه يستقبل أوديتهم مما يشعر بنزول المطر على مزارعهم ومراتعهم ولعلهم ــ كما قيل ــ اصيبوا بالجفاف والجدب مدة طويلة ولعلهم ايضا خرجوا من بيوتهم يستقبلون المطر مسرورين فرحين وهم يقولون هذا عارض ممطرنا او هو لسان الحال كما أن الجواب كذلك وان قيل انه من كلام هود عليه السلام.

بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ... اي السحاب الذي رأيتموه ليس الا العذاب الذي استعجلتم به حيث قلتم فأتنا بما تعدنا.. وقوله (ريح فيها عذاب أليم) بدل عنه. ووصَفَ الريح بأن فيها عذابا اليما كأنّ الريح تحمل معها العذاب فهي ظرف له. وفي هذا الكلام تقريع لهم حيث استعجلوا بالعذاب ان كان كلاما لهود عليه السلام ولا يبعد أن يكون بيانا للواقع وتعقيبا من الله تعالى على توهمهم أنه سحاب ممطر.

وفائدة هذا التعقيب تنبيه الآخرين بأمرين: الاول: أنّ هناك من امور الدنيا ما يواجههم بصورة مستحسنة وظاهر أنيق بديع وهو يحمل في طياته عذابا اليما ليكونوا على حذر ولا ينخدعوا بظواهر الامور. والثاني: أنّ هذه عاقبة استعجال العذاب والاستخفاف به.

تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا... الريح العاصفة الشديدة بطبيعتها تقلع الاشجار وتدمّر كثيرا من المباني ولكنها لا تدمّر كل شيء وهناك كثير من البشر يحتمون بما يتمكنون منه ويسلمون من البلاء والحيوانات غالبا ما تعلم بالعاصفة قبل حدوثها وتغادر مكان النكبة ولكن هذه الريح تختلف عن مثيلاتها بأنها مأمورة بتدمير كل شيء باستثناء آثار المساكن ــ على ما يبدو ــ كما في الآية، فلا يبقى انسان ولا حيوان ولا شجر ولا زرع ولا مبنى ولا مصنع. ومع ذلك فهناك اشياء لم تتدمر كالجبال والحجارة ووجه الارض فما هو مغزى التعبير بكل شيء؟

الجواب أن هذا التعبير يستخدم لبيان ان كل ما من شأنه ان يُدمّر بالعاصفة فقد دُمّر ولم يبق مجال لفرار الانسان والحيوان ولم تبق المباني على حالها ونظير ذلك قوله تعالى (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ..) في حكاية كلام الهدهد بشأن ملكة سبأ فان المراد أنها اوتيت كل مستلزمات الملوك وليس المراد كل شيء بالطبع.

والحاصل أن العاصفة المذكورة لم تبق شيئا على وجه الارض الا آثار مساكنهم للعبرة. واما هود عليه السلام ومن آمن معه فقد نجّاهم الله تعالى قبل نزول العذاب كما قال (فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ).[9] وهكذا سنته تعالى في سائر الاقوام حيث لا ينزل عذاب الاستئصال الا بعد اخراج الرسل ومن آمن معهم.

وقد ورد تفصيل عذابهم في قوله تعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ)[10] والصرصر: الريح شديدة الهبوب والاصل فيه شدة الصوت وتكرره. والعاتية: شديدة العصف. والحسوم اي الايام التي حسم فيها امرهم ومصيرهم.

وهكذا العذاب الالهي عذاب الاستئصال يقلع المجتمع وكل ما أسسه من الحضارة من جذورها ولا يبقي لهم الا آثارا يستدل بها على وجودهم وسبق كينونتهم على الارض لتكون عبرة للاجيال الآتية.

فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ... المراد بالاصباح الصيرورة اذ لم ينزل العذاب ليلا بل نهارا فانهم رأوه عارضا مستقبل اوديتهم بل بقي العذاب سبع ليال وثمانية أيام والظاهر أن المقصود من المساكن آثارها لا اصلها.

كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ... الظاهر أن هذا التعقيب تهديد للمخاطبين وهم كفار مكة ومن حولها وتنبيه لهم بان سنة الله تعالى لا تختص بهم فالعذاب يستحقه المجرمون اينما كانوا وفي اي زمان ولذلك اتى بالفعل المضارع. وإقحام كلمة القوم للاشارة الى أن هذا عذاب المجتمع الفاسد لا كل مجرم والاجرام لا يصدق على كل معصية ولا على كل جريمة اجتماعية فانه في الاصل بمعنى القطع فاذا اطلق على عمل يخالف قانون المجتمع فلا بد من أن يكون موجبا لقطع الصلة بينه وبين المجتمع ولا يطلق على كل ما يخالف القانون واذا اطلق في الشرع فالمراد به ما يوجب قطع العلاقة بين العبد وربه.

 


[1] العنكبوت: 38

[2] الفجر: 6- 8

[3] الشعراء: 133- 134

[4] ق: 13

[5] الاعراف: 38

[6] الزخرف: 48

[7] الحاقة: 7

[8] الذاريات: 53

[9] الاعراف: 72

[10] الحاقة: 6- 8