قـد يعلم اللّه المعوقين منكم... "قد" حرف تحقيق وتأكيد، وإن كان الغالب فيه مع الفعل المضارع هوالتقليل، ولكنه قد يأتي للتحقيق أيضا، ومنه ما في هذه الآية. ولعل الإتيان بالفعل المضارع، للإشارة الى استمرار وجود المعوِّقين وعدم اختصاصهم بهذه الفترة.
والمعوِّقون هم المثبّطون عن القتال، والعائق هو المانع، فالمعوّق من يوجد الموانع في طريق الجهاد والمجاهدين. والكلام مسوق للتهديد، وناهيك في التهديد، القول بأن اللّه تعالى يعلمهم.
والقائلين لاخوانهم هلم الينا... قيل: المراد بإخوانهم الذين هم مثلهم من المنافقين والذين في قلوبهم مرض. ويحتمل أن يكون المراد إخوانهم في أصل الدين اي المؤمنين فهم إخوان حسب الظاهر، باعتبار أنّ كلهم داخلون في ربقة الاسلام، فهم يحاولون إعاقة المحاربين من المؤمنين وتثبيطهم عن القتال، وربما يجدون آذانا صاغية من ضعفاء النفوس والإيمان. ويؤيّد هذا الاحتمال أنّ الخطاب للمؤمنين وأنّه تعالى اعتبر المعوّقين منهم.
وقوله: "هلم" إسم فعل يستوي فيه الجمع والمفرد والتأنيث والتذكير عند أهل الحجاز، كما قيل. وهو بمعنى: تعالوا وأقبلوا إلينا.. يحرضونهم بذلك على طلب العافية وترك الجهاد.
ولا يأتون البأس إلا قليلا... بيان لجبنهم. والبأس هو الحرب وأصله الشدة. والظاهر أنّ الإستثناء يراد به الموارد القليلة التي كانوا يشاركون فيها في الجهاد، أو أنّهم يشاركون قليلا من الوقت ويتركون، ولو كانوا يمتنعون عن المشاركة نهائيّا، لكان أفضل، فإنهم بتركهم للجهاد أثناء الحرب، يجبنون الآخرين، وفي القوم سمّاعون لهم. وربما قيل: إنّ المراد قلة من يشترك منهم، وهو بعيد عن ظاهر اللفظ.
أشحّة عليكم... حال من الضمير في (يأتون). وهو جمع شحيح. والشحّ المنع، فيحتمل أن يكون المراد به البخل بالمال لبيان مقاطعتهم للمجتمع الاسلامي وعدم إهتمامهم بمصالحه، فإنّ عدم المشاركة في الدعم الإقتصادي لضرورات المجتمع، يعدّ من أفظع أنحاء المقاطعة وعدم الإهتمام. والذي يعيش في المجتمع وينعم بخيراته، يفرض عليه قانون التعايش الاجتماعي، أن يشارك الآخرين همومهم الاجتماعية.
وقد بيّن اللّه سبحانه هذه الحالة في قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّه لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) النساء: 72-73.
ويحتمل أن يكون المراد به البخل بالنفس فيكون بيانا لقوله تعالى: (ولا يأتون البأس إلا قليلا) اي يمتنعون من بذل النفس في سبيل الدين او لمصلحة المجتمع. ويؤيد هذا الاحتمال بيان جبنهم في الجملة التالية.
ويحتمل إرادة الأمرين معا اي البخل بالمال والامتناع من المشاركة في الدفاع عن الدين وعن الوطن.
فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت... الآية تتعرض لبيان حالة الخوف فيهم بأبلغ بيان، وهو أنّهم - حال الخوف من الحرب ومهاجمة الاعداء - كمن حضره الموت، ووصل به الامر الى أن غشي عليه فتراه تدور عيناه لا تستقران على حال.
وقوله: "ينظرون اليك" يُراد به - على الظاهر - أنك تراهم ينظرون إليك ولكنهم لا يرونك، لما أصابهم من الذهول، فالخطاب ليس للرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم كما يتوهم، بل لكل مخاطب او سامع.
فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد... أي إذا انتهت الحرب، وذهب ما يستوجب الخوف، استعادوا شجاعتهم، فهم كما قال الشاعر: (أسد عليّ وفي الحروب نعامة).
والسلق له معان متعددة، والمراد به هنا بسط اللسان بالكلام الشديد. والحداد جمع حديد بمعنى الشيء القاطع.
ويروى عن بعضهم حين تقسيم الغنائم، أنه كان يعترض على الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم ويطالبه بالعدل بتعبير غاية في الطيش وقلة الأدب [1]. ومن هذا القبيل هذا المغشي عليه من الموت الذي استعاد شجاعته بمجرد انتهاء الحرب، فهو الآن يطالب بحقه، لأنه كان حاضرا في المعركة، وإن كان دوره هو التثبيط والتخويف.
أشحة على الخير... حال من الضمير في (سلقوكم) اي يبسطون اليكم السنتهم حال كونهم يبخلون عليكم بالخير. وهكذا يعود إلى بيان صفة الشحّ فيهم، فهم هنا يشحّون عليهم بالخير، لا بأموالهم وأنفسهم. والمراد بالخير ما غنمه المسلمون بجهادهم وتعبهم، فهو لا يقتصر على منع ماله، بل لا يريد وصول أموال أخرى إليهم، وان كان ذلك بفضل جهودهم دونه، وهذا غاية البخل والشحّ.
أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم... يبدو أن هذه الجملة تبين ما هو السبب في هذه المقاطعة مع المجتمع الاسلامي المعطاء الذي ينعم المنافقون في ظله؟ السبب في ذلك أنهم لم يؤمنوا وإنما أسلموا، اي استسلموا للواقع المفروض عليهم قهرا، وهو غلبة النظام الإسلامي على كيانهم الإجتماعي..
وهذا الإسلام لا يستدعي إيمان القلب، الباعث على حب الخير للإسلام والمسلمين، والتضحية في سبيل اللّه، فهم كما قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات:14. فالإيمان، طمأنينة في القلب، والإسلام يتم بمجرد التلفظ بالشهادتين.
إذن فالمنافقون لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم. و الحبط داء يصيب الدابة فتأكل كثيرا وينتفخ بطنها ولكنها لا تنتفع به، بل تموت بذلك.. وإحباط العمل مأخوذ منه، حيث ان المنافق أو الذي في قلبه مرض، ربما يعمل كثيرا ولكنه لا ينتفع بعمله، لوجود هذا الداء.
وقد ذكراللّه تعالى من الأدواء التي تستوجب الحبط:
الشرك، قال تعالى (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الانعام: 88.
ومنها الكفر بالإيمان (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ..) المائدة:5 .ولعل المراد به الكفر في مقام العمل بما آمن به ظاهرا، وينطبق على حالة النفاق.
ومنها إرادة الحياة الدنيا وزينتها (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هود:16. ولعل المراد به حصر الهدف في المنافع الدنيوية.
ومنها الإرتداد عن الدين (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ) البقرة : 217. وهناك عناوين أخرى تتحد مع ما ذكر، أو تستلزمه.
وحذّر اللّه سبحانه من الجهر بالقول مع الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم لأنه ربما يحبط الاعمال. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الحجرات:2.
وربما يقال: إن المنافق والذي لم يؤمن ــ كما عبر به في هذه الآية ــ ليس له عمل حتى يحبط عمله.. فما هو المراد؟ بل هناك من الآيات ما تدل على إبطال أعمال الكافرين أيضا.
والصحيح أن الإنسان لا يخلو من عمل، يستحق عليه الجزاء الحسن ــ في حد ذاته ــ وقد وعد اللّه سبحانه أن يرى الانسان نتيجة أعماله صغيرة كانت ام كبيرة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) الزلزلة: 7-8 وغير ذلك من الآيات، وهي كثيرة. ولكن اللّه تعالى يبطل عمل الكافر والمشرك والمنافق، كما قال عز من قائل: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) الفرقان: 23. وغير ذلك من الآيات، وهي كثيرة أيضا.
وكان ذلك على اللّه يسيرا... لا شك في أن حبط العمل وإبطاله، أمر يخالف طبع العمل، وقد تكرر التأكيد على هذا الأمر في الكتاب العزيز، وأنّ العمل طائر الإنسان يلازمه ولا يفارقه، والوجدان يحكم بذلك أيضا، فإنا نجد من أنفسنا أن الإنسان ما لم يفعل الشيء ولم يقل القول، فإن الأمر بيده، فإذا فعل وقال، فإنه لا يمكنه إعادة الأمر على ماكان عليه، مهما حاول، ومهما أوتي من حول وقوة، وفكر ودهاء.
وليس هناك شيء يبطل العمل، وكل ما يفعله الإنسان في هذا المجال إنما هو لإبطال مفعوله السيء، كدفع الدية والكفارة والقضاء والإعتذار والإستغفار وغيرذلك، حتى القصاص وإجراء الحد فإنهما أيضا من تبعات العمل، ولا يستلزمان زواله كما هو واضح.
ومن هنا عقّب الأمر في هذه الآية، بأن ذلك ــ وإن كان مخالفا لطبيعة العمل ــ إلا أنه على اللّه يسير وهو ليس أمرا مستحيلا، في حد ذاته، كما ان اللّه تعالى يكفر سيئات المؤمنين الذين اجتنبوا الكبائر، فالحبط امر معاكس للتكفير، وهو على اللّه يسير.
يحسبون الأحزاب لم يذهبوا... المشهور بين المفسرين قديما وحديثا أن هذه الجملة لبيان غاية جبنهم. وذكروا في وجه دلالتها على ذلك أن المراد بيان أنهم بعد أن ولى الأحزاب راجعين، كانوا يحسبون أنهم باقون على مشارف المدينة لغاية خوفهم.
ولكن من الواضح أن هذا يدل على عدم اطّلاعهم لا على جبنهم. وفي قراءة منسوبة الى ابن مسعود على ما رواه الطبري في جامع البيان (يحسبون الأحزاب قد ذهبوا، فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودوا لو أنهم بادون في الأعراب) وهذه القراءة مع أنها لا يصحّ إسنادها اليه، وهو بعيد عن السياق، الا أنّها تدلّ على وجود الاختلاف والشكّ في معنى الجملة حتى في الصدر الاول.
وهناك محاولات لحملها على معنى آخر، وهي من البعد بمكان لا نرجّح ذكرها. وحملها بعضهم على أن هذا الحسبان منهم من جهة تمنّيهم أن يقضي الاحزاب على المؤمنين لا من جهة الخوف. وهو ايضا بعيد.
والظاهر أن ما فهمه الاكثر هو الصحيح، ولكن لا بمعنى جهلهم بواقع الامر، بل بمعنى أنهم لخوفهم وجبنهم يتصورون الاحزاب باقية حول المدينة، فلا يفارقهم الخوف، وهذه طبيعة الانسان الجبان، فهو نظير قوله تعالى حول المنافقين ايضا (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ..) المنافقون: 4. وتشهد لهذا الاحتمال الجملة التالية.
ولكن ربما يثار سؤال وهو أنه لماذا هذا الجبن والخوف؟ ولماذا اُصيب به المنافقون؟ وما هي العلاقة بين الجبن والنفاق؟ اذ يبعد أن يكون ذلك من باب الاتفاق. والموسومون بالنفاق لم يسمع عنهم جبن واضح قبل ذلك. ولعل بعضهم كان في أيام شركه شجاعا او لم يكن من الجبناء فما باله جبن بعد نفاقه؟
ولعل السر في ذلك يعود الى اضطرابهم النفسي نتيجة التناقض الذي يشعرون به في قرارة أنفسهم بين ما يظهرونه من الولاء والايمان، وما يبطنونه من الكفر والعداء.
وهذا الاضطراب ربما ينجرّ الى ازدواج الشخصية في الانسان، لانه يضطر الى التلوّن في كل موقف، فهو يدخل المسجد مع المؤمنين ويصلي مثلهم، واذا رفعوا شعارا اضطر الى رفعه مجاراة لهم، وهو في باطنه لا يعتقد بذلك بل يعتقد خلافه، خصوصا اذا كان المنافق ممن لا يظهر العداء أبدا، ويتكتّم الى درجة يجهل حقيقته كل المسلمين، بل ربما تخفى على الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم لولا الوحي، كما ورد في القرآن الكريم.
والواقع أنّ أكثر المنافقين وأخطرهم كانوا من هذا القبيل، وسيأتي بعض الكلام حوله في سورة المنافقين.
هذا مضافا الى أن كفرهم في الباطن يشعرهم أن التضحية في سبيل هذا الدين اتلاف للنفس في غير موضعه، فلا وجه للمخاطرة بالنفس للدفاع عن مبدأ لا يعتقدون به. وهذا الاعتقاد لا شك أنه يوجب الجبن والحذر، والتخوف من الورود في أي مقام يحتمل فيه الهلاك، فكيف بهم اذا احيط ببلدهم من كل جانب؟!
وان يأت الاحزاب يودوا لو أنهم بادون في الاعراب يسألون عن أنبائكم... هذه الجملة ايضا تحكي عن جبنهم وخوفهم. والمعنى أنهم يتمنون لو تكرر الغزو، أن لا يكونوا في المدينة بل يكونوا في البادية، وبين الاعراب يسألون هذا وذاك ممن يأتي من ناحية المدينة عما آل اليه أمر الحرب.
و(بادون) من البدو في مقابل الحضر، يطلق على سكان البادية، وهو من بدا يبدو بمعنى ظهر، لكون حياتهم في البر، فهم ظاهرون لا يتسترون بالمباني.
ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا... هذه الجملة تقلل من شأنهم في الحرب، وتبين أنهم لو كانوا فيكم لم يغنوا عنكم شيئا، لأنهم لا يقاتلون إلا قليلا. ولعل الاستثناء من جهة وجود بعض منهم كان يقاتل بدواع وطنية او قومية، حتى ان بعضهم قتل في بعض الغزوات.
وكما ذكرنا سابقا فإن هناك جمعا من الاصحاب نسمع عن وجودهم في كل الغزوات أو اكثرها، ولم نسمع بهم قاتلوا أو بارزوا أحدا، أو قتلوا أو جرحوا او جُرحوا (بضم أوله). ولا يبعد شمول هذه الآيات لهم.
[1] في سنن النسائي ج7 ص286 عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبِضُ مِنْهَا وَيُعْطِي النَّاسَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ قَالَ: «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ» فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ «دَعْنِي أَقْتَلُ هَذَا الْمُنَافِقَ» قَالَ مَعَاذَ اللهِ: أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "