يا أيّها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جاءتكم جنود... تشير الآية الكريمة الى غزوة الأحزاب بصورة إجمالية، مقدمة لذكر بعض التفاصيل، كما هو دأب القرآن الكريم.
وتبدأ بالتنبيه على ما أنعم اللّه به على المسلمين في هذه الغزوة، حيث كفاهم القتال بعد ما رأوا شدة الأهوال المحدقة بهم. و هذا بنفسه تنبيه هام تربويّ، أن يكون المقصد الأول والأهمّ للمؤمن، ذكر نعم اللّه تعالى وحمده عليها. وقوله تعالى: (إذ جاءتكم جنود..) إشارة إجمالية إلى الأحزاب التي تجمّعت حول المدينة، وكانوا ــ حسبما يقال ــ أكثر من عشرة آلاف مقاتل، يقابلهم من المسلمين ثلاثة آلاف.
فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها... بقي القوم محاصرين للمدينة ــ على ما يقال ــ زهاء ثلاثين يوما، واشتدّ الامر على المسلمين، فأرسل اللّه تعالى عليهم ريحا باردة في ليلة ظلماء باردة، فأخصرتهم (اي آلمت أطرافهم من البرد)، وسفت التراب في وجوههم، وقلعت الأوتاد، وقطعت الأطناب، وأطفأت النيران، وأكفأت القدور، وماجت الخيل بعضها في بعض، وقذف اللّه في قلوبهم الرعب، فقال طليحة بن خويلد الأسدي: أمّا محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقد بدأكم بالسحر، فالنجاء النجاء! فانهزموا.
وقال حذيفة رضي اللّه عنه ــ وقد ذهب ليأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بخبر القوم ــ: خرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم، وإذا رجـل أدهم ضخم يقول: الرحيل الرحيل، لا مقام لكم... الخبر. [1]
واما الجنود التي لم تر، فالظاهر أن المراد بهم الملائكة.. ويحتمل أنّهم ما كانوا يعملون عملا ظاهرا، وانما كانوا يؤثرون تأثيرا غيبيا، كتثبيط العزائم، وقذف الرعب..
وورد في بعض الروايات أنهم هم الذين أكفأوا القدور، وقلعوا الأوتاد، وأنهم كانوا يكبّرون في جوانب العسكر.
ولكنّ ذلك غير ثابت، بل يظهر من الآيات الواردة في غزوة بدر، والتاريخ المنقول عنها، أنهم ما كانوا يعملون عملا ظاهرا، فالمقتولون في غزوة بدر معروفون، وقاتلوهم ايضا معروفون.
قال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ الى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) الأنفال: 12.
يلاحظ ان المأمور به في خطاب الملائكة تثبيت المؤمنين، والضرب فوق الأعناق، وليس ضربا لها، وامروا ايضا بضرب البنان، اي الاصابع.. والظاهر أنّ كل ذلك كناية عن تثبيط عزائمهم، وقذف الرعب في قلوبهم، حيث لم ينقل عن أحد من المشركين أنه أحسّ بمن يضرب على يديه في هذه الغزوة.
ويؤكد ذلك قوله تعالى بعد ذكر نزول الملائكة لنصرة المسلمين يوم بدر (وَمَا جَعَلَهُ اللّه إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللّه الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) آل عمران: 126. وكذلك قوله تعالى في نفس المورد: (وَمَا جَعَلَهُ اللّه إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللّه إِنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الانفال: 10. فنزول الملائكة لم يكن الا لطمأنة قلوب المؤمنين.
وكان اللّه بما تعملون بصيرا... وهذا تنديد بما حدث في صفوف المسلمين من الخوف والنكول عن القتال، بل بروز النفاق من بعضهم.. فالآية لسانها لسان التهديد والوعيد، حيث ينبّه الغافلين منهم الذين توهّموا أنّ اللّه تعالى غافل عن ما يدور بينهم، وما يتغلغل في صدور بعضهم من النفاق، وينبّههم على أنّ اللّه تعالى كان بصيرا بأعمالهم ونواياهم.
إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم... شروع في بيان بعض التفاصيل.. وهذه الآية تبيّن أن الاحزاب المتجمّعة حاصروا المدينة من جهتين. والمراد بمن جاءوا من فوقها، اليهود القاطنون في القلاع والحصون المحيطة بالمدينة المنوّرة، حيث نقضوا عهدهم مع الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم، بعد أن عاهدوا أن لا ينصروا أعداءه، ولا يكيدون بالمسلمين مكيدة. والمراد بمن جاءوا من أسفلها، قريش وحلفاؤهم. ويظهر من الأخبار، أن اليهود هم الذين أشعلوا نار هذه الحرب.
وننقل هنا قصة الحرب على ما ورد في مجمع البيان للطبرسي رحمه اللّه باختصار طفيف:
((كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب، في جماعة من بني النضير الذين أجلاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة، فدعوهم إلى حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وقالوا: إنا سنكون معكم عليهم حتى نستأصلهم. فقالت لهم قريش: يا معشر اليهود! إنكم أهل الكتاب الأول فديننا خير أم دين محمد؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه، فأنتم أولى بالحق منه، فأنزل اللّه فيهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا) النساء: 51، فسرّ قريشا ما قالوا ونشطوا لما دعوهم إليه، فأجمعوا لذلك واستعدّوا له.
ثم خرج أولئك النفر من اليهود حتى جاؤوا غطفان فدعوهم إلى حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأخبروهم أنّهم سيكونون معهم عليه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنّ قريشا قد بايعوهم على ذلك فأجابوهم.
فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر في فزارة، والحرث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن جبلة الأشجعي في من تابعه من أشجع، وكتبوا الى حلفائهم من بني أسد، فأقبل طليحة في من اتّبعه من بني أسد، وهما حليفان (أسد وغطفان).
وكتبت قريش إلى رجال من بني سليم، فأقبل أبو الأعور السلمي في من اتّبعه من بني سليم مددا لقريش. فلمّا علم بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ضرب الخندق على المدينة، وكان الذي أشار عليه سلمان الفارسي رحمه اللّه.
وممّا ظهر من دلائل النبوة في حفر الخندق ما رواه أبو عبد اللّه الحافظ بإسناده عن كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف المزني، قال: حدثني أبي عن أبيه قال: خطّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الخندق عام الأحزاب أربعين ذراعا بين عشرة، فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلا قويّا فقال الأنصار: سلمان منّا وقال المهاجرون: سلمان منّا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (سلمان منّا أهل البيت).
قال عمرو بن عوف: فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستّة من الأنصار نقطع أربعين ذراعا، فحفرنا حتى إذا بلغنا الثرى، أخرج اللّه من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة، فكسرت حديدنا وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان! إرق الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبره عن الصخرة، فإمّا أن نعدل عنها فإن المعدل قريب، وإمّا أن يأمرنا فيه بأمره، فإنّا لا نحبّ أن نجاوز خطّه، فرقى سلمان حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو مضروب عليه قبّة، فقال : يا رسول اللّه، خرجت صخرة بيضاء من الخندق مدوّرة، فكسرت حديدنا وشقّت علينا، حتى ما يحكّ فيها قليل ولا كثير، فمرنا فيها بأمرك.
فهبط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مع سلمان في الخندق، وأخذ المعول، وضرب به ضربة فلمعت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها ــ يعني لابتي المدينة ــ [2] حتى لكأن مصباحا في جوف ليل مظلم، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تكبيرة فتح، فكبّر المسلمون، ثم ضرب ضربة أخرى، فلمعت برقة أخرى، ثم ضرب به الثالثة، فلمعت برقة أخرى، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما هذا الذي أرى؟ فقال: أما الأولى فإن اللّه عز وجل فتح علي بها اليمن، وأما الثانية فإن اللّه فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن اللّه فتح علي بها المشرق.
فاستبشر المسلمون بذلك، وقالوا: الحمد للّه موعد صادق قال: وطلعت الأحزاب. فقال المؤمنون: هذا ما وعدنا اللّه ورسوله، وصدق اللّه ورسوله، وقال المنافقون: ألا تعجبون يحدثكم ويعدكم الباطل، ويخبركم أنه يبصر في يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق، ولا تستطيعون أن تبرزوا.
ومما ظهر فيه أيضا من آيات النبوة، ما رواه أيمن المخزومي، قال: سمعت جابر بن عبد اللّه، قال: كنا يوم الخندق نحفر الخندق، فعرضت فيه كدية وهي الجبل، فقلنا: يا رسول اللّه إن كدية عرضت فيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: رشوا عليها ماء، ثم قام فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فأخذ المعول أو المسحاة فسمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل. فقلت له: إئذن لي يا رسول اللّه الى المنزل، ففعل. فقلت للمرأة: هل عندك من شيء؟ فقالت: عندي صاع من شعير، وعناق [3] فطحنت الشعير وعجنته، وذبحت العناق وسلختها، وخليت بين المرأة وبين ذلك.
ثم أتيت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجلست عنده ساعة، ثم قلت: إئذن لي يا رسول اللّه، ففعل، فأتيت المرأة فإذا العجين واللحم قد أمكنا فرجعت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت: إنّ عندنا طعيما لنا، فقم يا رسول اللّه أنت ورجلان من أصحابك. فقال: وكم هو؟ قلت: صاع من شعير وعناق. فقال للمسلمين جميعا: قوموا الى جابر، فقاموا، فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا اللّه. فقلت: جاء بالخلق على صاع شعير وعناق.
فدخلت على المرأة وقلت: قد افتضحت جاءك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالخلق أجمعين! فقالت: هل كان سألك كم طعامك؟ قلت: نعم. فقالت: اللّه ورسوله أعلم قد أخبرناه ما عندنا. فكشفت عني غمّا شديدا.
فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: خذي ودعيني من اللحم، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يثرد ويفرّق اللحم ثم يجمّ هذا ويجمّ هذا، [4] فما زال يقرّب الى الناس حتى شبعوا أجمعين، ويعود التنّور والقدر أملأ ما كانا. ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: كلي واهدي. فلم نزل نأكل ونهدي قومنا أجمع.
وعن أبي الوليد عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء، قالوا: ولما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من الخندق، أقبلت قريش حتى نزلت بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم، ومن تابعهم من بني كنانة وأهل تهامة، وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد، حتى نزلوا الى جانب أحد، وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم الى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب هناك عسكره، والخندق بينه وبين القوم. وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام. [5]
وخرج عدو اللّه حيي بن أخطب النضيري حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب بني قريظة، وكان قد وادع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قومه وعاهده على ذلك. فلما سمع كعب صوت ابن أخطب أغلق دونه حصنه، فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له، فناداه: يا كعب إفتح لي، فقال: ويحك يا حيي إنك رجل مشؤوم، إني قد عاهدت محمدا ولست بناقض ما بيني وبينه ولم أرمنه إلا وفاء وصدقا، قال: ويحك إفتح لي أكلمك! قال: ما أنا بفاعل، قال: إن أغلقت دوني إلا على حشيشة تكره أن آكل منها معك، فأحفظ الرجل، ففتح له فقال: ويحك يا كعب، جئتك بعزّ الدهر وببحر طامّ [6]، جئتك بقريش على قادتها وسادتها، وبغطفان على سادتها وقادتها، قد عاهدوني أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه! فقال كعب: جئتني واللّه بذلّ الدهر، بجهام [7] قد هراق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء، فدعني ومحمدا وما أنا عليه، فلم أر من محمد إلا صدقا ووفاء.
فلم يزل حيي بكعب يفتل منه في الذروة والغارب [8] حتى سمح له، على أن أعطاه عهدا وميثاقا: لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك، فنقض كعب عهده، وبرئ مما كان عليه فيما بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.
فلما انتهى الخبر الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، بعث سعد بن معاذ وهو يومئذ سيد الأوس، وسعد بن عُبادة وهو يومئذ سيد الخزرج، ومعهما عبد اللّه بن رَواحة، وخوّات بن جُبير، فقال: إنطلقوا حتى تنظروا أحقّ ما بلغنا عن هؤلاء القوم، فإن كان حقّا فالحنوا لنا لحنا نعرفه ولا تفتّوا أعضاد الناس [9]، وإن كانوا على الوفاء، فاجهروا به للناس..
وخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ممّا بلغهم عنهم، قالوا: لا عقد بيننا وبين محمد ولا عهد، فشاتمهم سعد بن عبادة وشاتموه. وقال سعد بن معاذ: دع عنك مشاتمتهم، فإنّ ما بيننا وبينهم أعظم من المشاتمة.
ثم أقبلوا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقالوا: عضل والقارة (اشارة الى غدر عضل والقارة بأصحاب رسول اللّه خبيب بن عديّ وأصحابه أصحاب الرجيع) [10] فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: اللّه أكبر أبشروا يا معشر المسلمين.
وعظم عند ذلك البلاء واشتدّ الخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى ظنّ المؤمنون كل ظنّ، وظهر النفاق من بعض المنافقين، فأقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأقام المشركون عليه بضعا وعشرين ليلة، لم يكن بينهم قتال الا الرمي بالنبال، إلّا أنّ فوارس من قريش منهم عمرو بن عبدودّ أخو بني عامر بن لؤي وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبد اللّه قد تلبّسوا للقتال، وخرجوا على خيولهم، حتى مرّوا بمنازل بني كنانة، فقالوا: تهيّأوا للحرب يا بني كنانة فستعلمون اليوم من الفرسان، ثم أقبلوا تعنق بهم خيولهم حتى وقفوا على الخندق، فقالوا: واللّه إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمّموا مكانا ضيّقا من الخندق فضربوا خيولهم فاقتحموا، فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع.
وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي منها اقتحموا، وأقبلت الفرسان نحوهم، وكان عمرو بن عبدود فارس قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى ارتُثّ [11] وأثخنته الجراح ولم يشهد أحدا، فلما كان يوم الخندق خرج مُعلِما ليُرى مشهدُه، وكان يُعدُّ بألف فارس، وكان يسمى فارس يليل، لأنه أقبل في ركب من قريش حتى إذا كانوا بيليل ــ وهو واد قريب من بدر ــ عرضت لهم بنو بكر في عدد فقال لأصحابه: امضوا فمضوا، فقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه فعرف بذلك، وكان إسم الموضع الذي حفر فيه الخندق المذاد، وكان أول من طفره عمرو وأصحابه، فقيل في ذلك: (عمرو بن عبدودّ كان أول فارس ــ جزع المَذاد وكان فارس يليل).
وذكر ابن إسحاق: أن عمرو بن عبدودّ كان ينادي: من يبارز؟ فقام عليّ عليه السلام وهو مقنّع في الحديد فقال: أنا له يا نبي اللّه. فقال: إنه عمرو، إجلس. ونادى عمرو: ألا رجل! وهو يؤنّبهم ويقول: أين جنّتكم التي تزعمون أنّ من قتل منكم دخلها؟ فقام عليّ عليه السلام فقال: أنا له يا رسول اللّه. ثم نادى الثالثة فقال: (ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز * ووقفت إذ جبن المشجع موقف البطل المناجز * إن السماحة والشجاعة في الفتى خير الغرائز) فقام علي فقال: يا رسول اللّه! أنا. فقال: إنه عمرو. فقال: وإن كان عمرا. فاستأذن رسول اللّه فأذن له صلى اللّه عليه وآله وسلم.
وفيما رواه لنا السيد أبو محمد الحسيني القايني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن جده عن حذيفة قال : فألبسه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم درعه (ذات الفضول) وأعطاه سيفه (ذا الفقار) وعمّمه عمامته (السحاب) على رأسه تسعة أكوار، ثم قال له: تقدم. فقال لمّا ولّى: (اللّهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه).
قال ابن إسحاق: فمشى إليه وهو يقول : (لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كل فائز * إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز).
قال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا عليّ. قال: ابن عبد مناف؟ فقال: أنا عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. فقال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسنّ منك فإني أكره أن أهرق دمك. فقال عليّ عليه السلام: لكنّي واللّه ما أكره أن أهرق دمك.
فغضب ونزل وسلّ سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضبا، فاستقبله عليّ بدرقته فضربه عمرو بالدرقة فقدّها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجّه، وضربه عليّ على حبل العاتق فسقط.
وفي رواية حذيفة: وتسيّف على رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه، وثارت بينهما عجاجة فسُمع عليّ يكبر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: قتله والذي نفسي بيده.
فكان أوّل من ابتدر العجاج عمر بن الخطاب فإذا عليّ يمسح سيفه بدرع عمرو، فكبّر عمربن الخطاب وقال: يا رسول اللّه قتله. فحزّ علي رأسه وأقبل نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ووجهه يتهلّل. فقال عمر بن الخطاب: هلّا استلبته درعه فإنه ليس للعرب درع خير منها؟ فقال: ضربته فاتّقاني بسوأته فاستحييت ابن عمي أن أستلبه.
قال حذيفة: فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: أبشر يا عليّ فلو وزن اليوم عملك بعمل أمّة محمد لرجح عملك بعملهم، وذلك أنّه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلّا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلّا وقد دخله عزّ بقتل عمرو.
وعن الحاكم أبي القاسم أيضا بالإسناد عن سفيان الثوري، عن زبيد الثاني، عن مرة، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: كان يقرأ: (وكفى اللّه المؤمنين القتال بعليّ).
وخرج أصحابه منهزمين حتى طفرت خيولهم الخندق وتبادر المسلمون، فوجدوا نوفل بن عبد العزّى جوف الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة. فقال لهم: قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم أقاتله، فقتله الزبير بن العوام.
وذكر ابن إسحاق: أن عليّا عليه السلام طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه فمات في الخندق، وبعث المشركون الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يشترون جيفته بعشرة آلاف، فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.
وذكر عليّ عليه السلام أبياتا منها:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه ونصرت ربّ محمد بصواب
فـضــربتـــه وتــركتـه متجدّلا كالجذع بين دكــــادك ورواب
وعففــت عـن أثوابه ولو أنني كنت المقطـّـر بزّني أثوابــــي
وروى عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال: إنّ عليّا عليه السلام لما قتل عمرو بن عبدودّ، حمل رأسه فألقاه بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فقام أبو بكر وعمر فقبّلا رأس عليّ عليه السلام.
وروي عن أبي بكربن عياش أنه قال: ضَرب علي ضربة ما كان في الإسلام أعزّ منها ــ يعني ضربة عمرو بن عبدود ــ وضُرب علي ضربة ما كان في الإسلام ضربة أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم عليه لعائن اللّه.
قال: وجاء نعيم بن مسعود الأشجعي الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللّه إني قد أسلمت ولم يعلم بي أحد من قومي فمرني بأمرك، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إنما أنت فينا رجل واحد فخذّل عنا ما استطعت فإنّما الحرب خدعة.
فانطلق نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة، فقال لهم: إني لكم صديق واللّه ما أنتم وقريش وغطفان من محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم بمنزلة واحدة إن البلد بلدكم وبه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، وإنما قريش وغطفان بلادهم غيرها، وإنما جاؤوا حتى نزلوا معكم فإن رأوا فرصة انتهزوها، وإن رأوا غير ذلك رجعوا الى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ولا طاقة لكم به، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم تستوثقون به أن لا يبرحوا حتى يناجزوا محمدا. فقالوا له: قد أشرت برأي.
ثم ذهب فأتى أبا سفيان وأشراف قريش فقال: يا معشر قريش! إنكم قد عرفتم وُدّي إياكم وفراقي محمدا ودينه، وإنّي قد جئتكم بنصيحة فاكتموا عليّ. فقالوا: نفعل ما أنت عندنا بمتّهم. فقال: تعلمون أنّ بني قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، فبعثوا إليه أنه لا يرضيك عنّا إلا أن نأخذ من القوم رهنا من أشرافهم، وندفعهم إليك فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك عليهم حتى نخرجهم من بلادك. فقال: بلى، فإن بعثوا إليكم يسألونكم نفرا من رجالكم فلا تعطوهم رجلا واحدا واحذروا. ثمّ جاء غطفان وقال: يا معشر غطفان! إني رجل منكم، ثم قال لهم ما قال لقريش.
فلما أصبح أبو سفيان وذلك يوم السبت، في شوال، سنة خمس من الهجرة، بعث إليهم أبو سفيان عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش: إنّ أبا سفيان يقول لكم: يا معشر اليهود! إن الكراع والخف [12] قد هلكا، وإنا لسنا بدار مقام فاخرجوا الى محمد حتى نناجزه. فبعثوا إليه: أنّ اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم نستوثق بهم لا تذهبوا وتدعونا حتى نناجز محمدا.
فقال أبو سفيان: واللّه قد حذرنا هذا نعيم. فبعث إليهم أبو سفيان: إنا لا نعطيكم رجلا واحدا فإن شئتم أن تخرجوا وتقاتلوا وإن شئتم فاقعدوا. فقالت اليهود: هذا واللّه الذي قال لنا نعيم. فبعثوا إليهم: إنّا واللّه لا نقاتل حتى تعطونا رهنا. وخذل اللّه بينهم، وبعث سبحانه عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد حتى انصرفوا راجعين.
قال محمد بن كعب: قال حذيفة بن اليمان: واللّه لقد رأيتنا يوم الخندق وبنا من الجهد والجوع والخوف ما لا يعلمه إلا اللّه، وقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فصلى ما شاء اللّه من الليل، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم يجعله اللّه رفيقي في الجنة؟ قال حذيفة: فواللّه ما قام منا أحد مما بنا من الخوف والجهد والجوع.
فلما لم يقم أحد دعاني فلم أجد بدّا من إجابته، قلت: لبيك، قال: إذهب فجئني بخبر القوم ولا تحدثنّ شيئا حتى ترجع. قال: وأتيت القوم فإذا ريح اللّه وجنوده يفعل بهم ما يفعل، ما يستمسك لهم بناء، ولا تثبت لهم نار، ولا تطمئن لهم قدر، فإني لكذلك إذ خرج أبو سفيان من رحله، ثم قال: يا معشر قريش! لينظر أحدكم من جليسه. قال حذيفة: فبدأت بالذي عن يميني فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان.
ثم عاد أبو سفيان براحلته فقال: يا معشر قريش! واللّه ما أنتم بدار مقام، هلك الخف والحافر، وأخلفتنا بنو قريظة، وهذا الريح لا يستمسك لنا معها شئ. ثم عجّل فركب راحلته وإنها لمعقولة ما حل عقالها إلا بعد ما ركبها، قال: قلت في نفسي لو رميت عدو اللّه فقتلته كنت قد صنعت شيئا، فوترت قوسي، ثم وضعت السهم في كبد القوس وأنا أريد أن أرميه فأقتله، فذكرت قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (لا تحدثنّ شيئا حتى ترجع) قال: فحططت القوس، ثم رجعت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته.
وروى الحافظ بالإسناد عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على الأحزاب فقال: (اللّهم أنت منزل الكتاب سريع الحساب إهزم الأحزاب، اللّهم اهزمهم وزلزلهم).
وعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يقول: (لا إله إلا اللّه وحده وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده).
وعن سليمان بن صرد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين أجلى عنه الأحزاب: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا). فكان كما قال صلى اللّه عليه وآله وسلم. فلم تغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو يغزوهم حتى فتح عليهم مكة).
انتهى ما نقلناه من مجمع البيان باختصار طفيف.
وهكذا يتبيّن أن اليهود هم الذين بدأوا نقض العهد مع المسلمين، وبدلا من أن لا ينصروا أعداء الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم ألّبوا عليه الأعداء، فكان ما كان من هزيمتهم. ثم استأصلهم الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم في غزوتي بني قريظة وبني النضير، وأخرجهم من جزيرة العرب.
وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظنونا... تصوّر الآية حال المسلمين آنذاك حيث كان عدد مقاتليهم لا يزيد على ثلاثة آلاف، بينهم منافقون ومن في قلوبهم مرض، وفي الجانب الآخر عشرة آلاف مقاتل، قد تعاهدوا على إبادة المسلمين واستئصالهم، وفيهم من الشجعان أمثال عمرو بن عبدود العامريّ.
والزيغ هو الميل والإنحراف، فاذا احتضر الانسان وحضره الموت مالت عينه الى أعلى، فيقال: زاغ بصره.. والآية تصوّر المسلمين، وكأنّهم قد حضرهم الموت. والمراد بالقلوب الأرواح، وبلوغها الحناجر أيضا كناية عن حالة الإحتضار.
وهذا التوصيف يبيّن بوضوح غاية الخوف والهلع الذي أصاب المسلمين، ويبدو ذلك واضحا حين خاطبهم عمرو مطالبا النزال، بما معناه: أليس تزعمون أن الجنّة مصير قتلاكم، فلماذا لا تقدمون لأبعثكم الى الجنة؟! وكلّما طلب منهم الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يبرزوا له، لم يجبه أحد إلا أميرالمؤمنين سلام اللّه عليه.
وتظنّون باللّه الظنونا... الألف للاطلاق، اُتي به لتعادل القوافي.. والمراد أنّهم ظنّوا باللّه ظنّ السوء، وبأنّه تعالى تخلّى عنهم وخذلهم. والخطاب للمسلمين، وبالطبع لم يكن كلّهم بهذه المثابة، وسيأتي في الآيات التالية الثناء على بعضهم، حيث أبلوا في هذه المعمعة بلاءا حسنا.. ولكن المتوقّع من المؤمنين أن لا يتزعزع إيمانهم مهما صعبت الظروف، واللّه تعالى يبتلي المؤمنين في مثل هذه الظروف العصيبة، ليتبيّن الصادقون في ما عاهدوا اللّه عليه. وكما قال اميرالمؤمنين عليه السلام: (في تقلّب الاحوال علم جواهر الرجال).
وأهون ما حدث لهم من الظنّ السيء باللّه تعالى هو الخذلان، ولعلّ منهم من ذهب في ظنّه إلى أبعد من ذلك.. وهذا أمر طبيعيّ فالانسان إذا واجه المصاعب والمشاكل، قلّ إيمانه وقلّ من تراه ثابتا على إيمانه في هذه الظروف.
بل إن الظنّ بعدم النصرة ربما عرض للرسل عليهم السلام، كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف: 110. ولا شكّ أنّ الرسل لا يظنّون باللّه ظنّ السوء، فلعلّ المراد بهذه الآية أنّهم ظنّوا أنّ المصلحة ربما اقتضت أن يتأخّر النصر الالهي.
هنالك ابتُلي المؤمنون... تقديم إسم الاشارة في هذا المقام يفيد الحصر، فكأنّه هو الابتلاء فحسب، مع أن الإبتلاء أمر مستمر في حياة الإنسان، فكلّ ما يواجهه الإنسان في حياته من خير وشرّ، ونعماء وضرّاء، ابتلاء وامتحان. قال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء: 35.
ولكن حيث كان هذا الإبتلاء عظيما جدا، ولم يثبت من المؤمنين فيه إلا القليل، عبّر عنه القرآن كأنّه هو الإبتلاء ولا غير، كما تقول: زيد هو العالم، فيما اذا كان أعلم من غيره.
وزلزلوا زلزالا شديدا... الزلزال من الزلّة، بمعنى استرسال الرِّجل من غير قصد، وتكرار اللفظ يدل على تكرّر الزلّة، وهو الإضطراب.
والمراد إمّا تصوير حالتهم من الرعب، كأنّ فرائصهم ترتعد من الخوف كما قيل، أو المراد شدّة الإمتحان حيث ابتُلوا باضطراب نفوسهم و تزلزل إيمانهم، كما قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّه أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّه قَرِيبٌ) البقرة: 214.
[1] روح المعاني ج11 ص153
[2] لابتا المدينة حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها قال ابن الأَثير: المدينة ما بين حَرَّتَيْن عظيمتين وقال الأَصمعي: هي الأَرضُ التي قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود (لسان العرب / لوب)
[3] العناق ــ بالفتح ــ الانثى من المعز (لسان العرب /عنق)
[4] الجِمام: المِلْءُ، يقال إناءٌ جَمَّانُ، إذا بلَغَ جِمامَهُ (معجم مقاييس اللغة / جم) والغرض أنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم كان يملأ الإناء غير مبال بقلة الطعام.
[5] آطام جمع اطم ــ بضمتين ــ وهي حصون لاهل المدينة (مجمع البحرين)
[6] البحر الطامّ اي الغالب على سائر البحور (العين /طمم)
[7] الجهام ــ بالفتح ــ السحاب الذي لا ماء فيه (لسان العرب / جهم)
[8] في لسان العرب / غرب: من حديث الزبير: فما زال يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِب حتى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج. الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام والذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه ما زال يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حتى أَجابَتهُ. والأَصل فيه: أَنّ الرجل إِذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ، لِيَزُمَّه ويَنْقاد له، جَعَل يُمِرُّ يَدَه عليه، ويَمسَحُ غاربَه، ويَفتِلُ وبَرَه حتى يَسْتَأْنِسَ، ويَضَعَ فيه الزِّمام.
[9] اي لا تعلنوا أمام الناس فتضعف عزائمهم. وفي لسان العرب / فتت: فَتَّ في ساعده أَي أَضْعَفَه وأَوْهَنَه. ويقال: فَتَّ فلانٌ في عَضُدِي، و هَدَّ رُكْني
[10] عضل والقارة حيان من العرب أتوا النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم ليبعث اليهم من يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين فبعث معهم ستة او اكثر فغدروا بهم في الرجيع وقتلوهم وهناك اختلاف في قصتهم راجع كتب التاريخ والسيرة
[11] المُرْتَثُّ: الصَّريعُ الذي يُثْخَنُ في الحَرْب و يُحْمَلُ حَيّاً ثم يموت (لسان العرب / رثث)
[12] اي الخيل والابل والاصل في الكراع قوائم الدواب والخف في الابل كالحافر من الخيل