فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ...
هناك امور مقدرة او محذوفة للاختصار كما هو طريقة القران في بيان القصص لانه لا يريد من بيانها الا اخذ العبر فمن الطبيعي ان هناك امورا حدثت بين نصب طالوت ملكا وبين اعلان الحرب وتسيير الجيش ولكنها غير مذكورة.
والفصل: إبانة الشيء عن الشيء. ويأتي متعديا ولازما وهنا جاء لازما لانه تعدى الى الجنود بالباء واللازم منه بمعنى الخروج كما في قوله تعالى (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ..) اي خرجت من القرية. والباء في قوله (بالجنود) بمعنى (مع).
والمراد خروجه مع جنوده من اوطانهم للحرب مع العدو. والجنود جمع الجند وهو اسم جمع لا مفرد له. قال في العين (كل صنف من الخلق يقال لهم جند على حدة) وفي معجم مقاييس اللغة ان أصله يدل على التجمع والنصرة.
وقيل إن طالوت انما أسند الابتلاء بالنهر الى الله تعالى لانه نزل الوحي به على النبي صموئيل. ويمكن أن يكون اسناد الابتلاء الى الله تعالى باعتبار ان كل الامور تنتهي اليه وان كان في الظاهر مستندا الى غيره فالاقتراح وان كان من طالوت الا ان الابتلاء يعود الى الله تعالى باعتبار أنه جعل طالوت ملكا فتجب عليهم اطاعته فبهذه الطريقة يتبين المطيع من العاصي.
ولا شك في ان الامتحان كان صعبا على الجيش لان موجبات العطش في هذا الحال كثيرة خصوصا اذا كان الجو حارا ونفس المنع يوجب تلهفا اكثر من غالب الناس ومع ذلك فيمكن ان يكون القصد من الامتحان اخراج من يشعر بالجبن والضعف فاراد طالوت ان يوجد له ذريعة يتمكن من الاختفاء خلفه لتبرير تركه الجيش.
ومن الواضح أن طالوت كان في ذلك الظرف بحاجة الى اكبر عدد من الجنود وهذا الابتلاء من شأنه ان يقلل العدد ولكنه أراد ان يتميز من يثبت منهم في الحرب عمن لم يلتحق الا لايجاد الخلل في صفوف المجاهدين فأراد أن يطردهم بطريقة لا توجب اختلافا ينتهي الى العداء بين القوم. وبناءا على هذا الاحتمال يعتبر هذا الاقدام من دلائل لياقته الشخصية للقيادة.
ويلاحظ البون الشاسع بين طريقة تجنيد الانبياء والربانيين وطريقة تجنيد اتباع الدنيا وهواة السلطة قديما وحديثا حيث انهم يحاولون بالاعلام الكاذب ونشر الحماس المزور ان يخدعوا عامة الناس للدخول تحت لوائهم ثم يجبرون الكثير منهم اذا امتنعوا من السير وربما يقتلون من يرفض ويشجعون هذا الجيش المخدوع المغلوب على امره بالاناشيد الحماسية والموسيقى الصاخبة ونشر الاكاذيب واخفاء الحقائق ودفع الاموال ولا هدف لهم الا الغلبة وبسط السلطة واستعباد الناس.
بينما القائد الرباني يمتنع عن كل اغراء واغواء ويحث الناس على الجهاد في سبيل الله ولا يعدهم الوعود المزيفة بل يعدهم رضوان الله تعالى اذا اخلصوا نياتهم بل يحاول بالابتلاء والامتحان ان يميز المخلصين منهم عن أتباع الاهواء فيبعدهم عن جيشه لئلا يكون فيهم من اتباع الشيطان احد وليكون الجيش كله مخلصا لله لانه لا يقصد بحربه بسط السلطة والملك بل يقصد نشر التقوى والصلاح.
ومن جهة اخرى فان تصفية الجيش الالهي من المنافقين تصب في مصلحة الجيش لانهم لا يزيدون المجاهدين الا ضعفا وتخاذلا ولا ينشرون فيهم الا ما يوجب تقاعسهم عن الاقدام كما سيأتي في كلامه تعالى في هذه الايات وكما ورد في قوله تعالى (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).[1]
وكذلك قوله تعالى (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ..).[2]
والغرفة بضم الغين اسم للمقدار المغترف وبالفتح من المصدر بمعنى مرة واحدة من الاغتراف وقد قرئت به ايضا وقيل انها بالضم ايضا مصدر. وفي العين (الغَرف غرفك الماء باليد او بالمغرفة) ويظهر منه ان الغرف لا يختص بما يؤخذ باليد.
وفي الصحاح ان الاصل في الغرف: القطع. ولم يذكره غيره. ولكنه اقرب مما في المفردات من ان معناه رفع الشيء وتناوله فكأنه اعتبر الاصل في الكلمة الغُرفة وهي العُلِّيَّة من البناء.
وقوله (بيده) قيد يقتضي عدم جواز الاغتراف بالاناء كما ان التعبير بالغرفة سواء كان بفتح الغين او ضمه يدل على عدم تكرار الاغتراف.
والظاهر أنه قسمهم قسمين ورفض ان يكون معه الا قسم واحد فقسم منهم شرب من الماء وارتوى فقال انه ليس مني ومعنى ذلك انه لا يدخل في الجيش فان القائد يعتبر نفسه كمجموعة فاذا قال ليس مني اي ليس من جماعتي وجيشي والقسم الثاني الذي لم يطعم الماء اي لم يذقه والطعم الذوق كما في العين فهو مني اي من جيشي. ثم استثنى من عدم الطعم من اغترف غرفة بيده وهذا الاستثناء يعني ان المغترف غرفة واحدة يعتبر منه ايضا فيدخل في الجيش.
ولكن في المنار والميزان وغيرهما ان الاقسام ثلاثة: من لم يشرب مطلقا وهو منه اي من خاصته والثاني من اغترف غرفة بيده فهو لا يطرد من الجيش ولكنه ليس من الخاصة والثالث من ارتوى من الماء فليس من الجيش.
والظاهر ان الموجب لهذه الدعوى التعبير بترك التذوق في الجملة الثانية باعتبار ان الطعم هو التذوق ولكن اذا كان الاستثناء عائدا الى هذه الجملة فلا موجب للقول بانهم ثلاثة ولا دليل على لزوم عود الاستثناء الى الجملة الاولى بل عوده الى الاقرب هو الاولى.
ومهما كان فلا دخل لذلك في الهدف من نقل القصة فالمهم أن الاكثر شربوا من النهر والمراد به الارتواء ويبدو أنهم تعمدوا ذلك لينفصلوا عن الجيش وكان ذلك خيرا للباقين لان من يشعر بالضعف والجبن يزعزع ارادة الاخرين. وسار طالوت بالقليل الباقين.
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
جاوزه اي جاوز النهر. والذين آمنوا معه هم الذين لم يشربوا الا بمقدار الغرفة. والظاهر أن المراد ايمانهم بشرعية هذا الجهاد ومحاربة العدو تحت امرة طالوت لان هذا هو الامر الذي اختلف فيه القوم فرفضه بعضهم لعدم اعترافهم بصلاحية طالوت وتقاعس عنه بعضهم بشرب الماء من النهر.
والمعية هنا ليست بمعنى مجرد المصاحبة ليكون المعنى الذين آمنوا بالله وكانوا معه بل تدل على نوع من التبعية وذلك لخصوصية في الايمان فان هذا التعبير ورد بالنسبة للذين امنوا بالانبياء كقوله تعالى (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا..)[3] وغيره من الايات وهي كثيرة.
كما انها تدل على ذلك في موارد اخرى ايضا كالجهاد مع قائد كما في عبارة بعض الزيارات (وأصحاب الحسين الذين واسوه بأنفسهم وبذلوا دونه مهجهم وجاهدوا معه أعداءك)[4] وكما ورد في قصة الشاب المؤمن من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك).[5]
ومهما كان فالظاهر ان المراد بهم هنا من لم يشرب الماء الا غرفة بيده. ولكن قال بعضهم ان الاية لم تذكر تخلف الذين شربوا الماء فالمراد بالذين امنوا كلهم حتى الشاربين.
ولا جدوى في البحث ولكنه خلاف الظاهر وانما التزموا به لكي يكون القائلون (لا طاقة لنا..) من هؤلاء ولكن لا مانع من ان يكون هذا كلام بعضهم وهذا امتحان اخر حصل لهم بعد مواجهة القوم.
وقد ورد التصريح بذلك في حديث معتبر عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام وفيه (وقال الله جل ذكره "إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني" فشربوا منه إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب فلما برزوا قال الذين اغترفوا "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده" وقال الذين لم يغترفوا: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).[6]
ومهما كان فان معظم القوم قالوا لا طاقة لنا اليوم.. اي بعد ان تخلف الاكثر بسبب شرب الماء ولعلهم بذلك اعترضوا على سياسة طالوت حيث تسبب في اعتذار اكثرهم مع ان شرب الماء في هذا الحال امر طبيعي.
والطاقة اسم لمقدار ما يمكن ان يفعله الانسان بمشقة كما في المفردات وغيرها فمعنى كلامهم انهم لا يتمكنون من مواجهة القوم حتى لو بذلوا غاية جهدهم.
وجالوت اسم بطل من العمالقة يقال انه كان شجاعا وقويا وضخما والكل يخاف بأسه ولا يجترئ احد على منازلته وورد ذكره في العهد القديم باسم (جليات).
والمراد بلقاء الله المثول امامه يوم الحساب. والعلاقة بين هذا التوصيف وبين قولهم (كم من فئة..) أنهم حيث يعلمون أن عملهم لا يذهب سدى فان هزموا العدو فالله يجزيهم احسن الجزاء وان قُتلوا فانهم ينالون القرب لدى الله تعالى بالشهادة فهم لا يبالون بالموت.
وفي المراد بالظن احتمالان:
الاول: ان يكون المراد به اليقين وفي معجم المقاييس ان الظن بمعنيين اليقين والشك. ولا شك انه المراد في قوله تعالى (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً)[7] خصوصا بملاحظة قوله تعالى (ولم يجدوا عنها مصرفا).
وورد هذا التفسير في بعض الاحاديث فقد روي عن امير المؤمنين عليه السلام في معنى الاية 46 من هذه السورة انه قال (يعني يوقنون أنهم يُبعثون ويُحشرون ويُحاسبون ويُجزَون بالثواب والعقاب فالظن ههنا اليقين خاصّة).[8]
وفي تفسير العياشي عن أبي معمر عن علي عليه السلام في قوله "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم" يقول (يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين).[9]
الثاني: ان يكون المراد الاعتقاد غير المستند الى دليل، كالحاصل من الالقاءات والخطابات والارشاد الديني فانه حتى لو استوجب السكون والاطمئنان الا أنه ليس ادراكا مباشرا وربما لا يستند الى ادلة قطعية.
واليقين بالآخرة يستند غالبا الى النصوص الدينية والايمان بما ورد في كتب السماء من دون أن يستند الى رؤية واحساس، بل حتى الى أدلة قطعية عقلية فلعل التعبير بالظن في امثال هذا المقام لهذا السبب.
والحاصل أنهم استنادا الى ايمانهم بالله وباليوم الاخر اظهروا استعدادهم لمنازلة العدو وقالوا (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله) وهم بذلك بعثوا روح الايمان والشجاعة في قلوب المجاهدين. والفئة الجماعة من الناس.
واللغويون اختلفوا في اشتقاق الفئة فاعتبرها بعضهم من فاء يفيء اي رجع باعتبار انهم يرجعون الى رئيسهم او يرجع بعضهم الى بعض واعتبرها بعضهم من فأي بمعنى قطع لانهم قطعة من الناس وفي العين انها من فأو بمعنى قطع.
ولا يختص هذا الحكم بجماعة المؤمنين بل هناك عوامل كثيرة توجب غلبة مجموعة قليلة من الناس على مجموعة كبيرة لوجود شجعان فيهم او لاستماتهم في الدفاع عن العرض او الوطن او الاهل او لامور اخرى ربما تكون خارجة عن ارادتهم.
ولكن كل ذلك باذن الله تعالى حتى لو استند الامر الى عوامل طبيعية او امور اتفاقية فكلها مخلوقة لله تعالى ولو لم يأذن فلا يحدث اي شيء.
ثم أشاروا الى السبب الذي يتوقعون استناد غلبتهم اليه وهو الصبر وعللوا تأثيره في الغلبة بأن الله تعالى مع الصابرين والله تعالى مع كل احد ومع كل شيء ولكن المعية هنا معية النصرة كما قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام (لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى).[10]
والصبر عامل طبيعي للانتصار وكل امر طبيعي مستند الى الله سبحانه. والصبر هو حبس النفس على ما تكره ومن الواضح ان الحرب تستلزم مكاره شديدة على الانسان والصبر هو الطريق الوحيد للانتصار والغلبة على العدو.
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)
البروز هو الظهور ومنه المبارزة اي الحرب وحيث قل عدد جنود طالوت بالاسباب السابقة شعر الباقون بالخوف من منازلة العدو لكثرتهم وقوتهم ولكنهم لايمانهم بالله طلبوا النصرة منه فدعوا بهذا الدعاء وقدموا عليه النداء باسم الرب اي المالك المصلح لمملوكه وهذا الموقف يستدعي اصلاح المملوك ليتمكن من مقابلة العدو.
والافراغ بمعنى الاخلاء وقيل انه بمعنى الصبّ فان اريد الصب فكأنهم شبّهوا الصبر بالماء وارادوا بصبه عليهم ان يشمل كل جوانبهم ويتغلغل في قلوبهم واذا اريد الاخلاء فكأنهم أرادوا أن يخلي الصبر عليهم بحيث لا يبقى منه شيء.
وتثبيت القدم ايضا كناية عن مقاومة العدو وعدم الفرار اذ ليس التثبيت بمعنى عدم الحركة مفيدا في كل الظروف بل لا بد من التحرك في الحرب. والصبر والثبات هما العاملان اللذان يحققان الانتصار ولكن لا بد من توفيقه تعالى ونصرته.
والتوصيف بالكافرين لاظهار ان الدافع في هذا الحرب وطلب النصرة من الله تعالى هو الدين واعلاء كلمة الله لا فتح البلدان او الانتقام او النوازع القبلية ونحوها.
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
الهزم الكسر والتحطيم اي كسروا شوكتهم وفرقوهم. وكل امر يقع فهو باذن الله اي بعلمه وارادته.
ويقال ان داود عليه السلام ما كان مشاركا في الحرب وكان صغيرا يرعى الغنم وكان معه مقلاع يرمي به الحجارة فراى جالوت واخذ مقلاعه ورماه بحجر فاصابه في جبهته وسقط صريعا. والقصة مذكورة في العهد القديم بتفصيل.
وهو اول نبي من بني اسرائيل جمع بين الملك والنبوة. والحكمة فسّرت بالعلم وبالنبوة وبعلم الشرائع وبالزبور. وفسرها العلامة الطباطبائي رحمه اللّه بالمعارف الحقة المتقنة التي تنفع الانسان وتكمله. وقال تعالى في شان داود عليه السلام (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ).[11]
والاصل في الحكمة المنع يقال حكمت الدابة اي ألجمتها. والحكمة ما يمنع الانسان من السفاهة وارتكاب ما لا يليق به. واذا اطلق على بعض العلوم او كلها فلانها تمنع من ارتكاب ما يقتضيه الجهل وكذا اطلاقها على الكلمات التي تنظم حياة الانسان عمليا كما في قوله تعالى بعد ذكر مجموعة من النصائح (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ..).[12]
واما تفسيرها بالنبوة فبعيد فان لقمان اوتي الحكمة والظاهر انه لم يكن نبيا واذا اعتبرنا الحكم والحكمة من باب واحد فقد ورد العطف بين الحكم والنبوة في قوله تعالى بعد ذكر مجموعة من الانبياء (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ..)[13] وكذلك في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ..).[14] وظاهر العطف الاختلاف.
وعلّمه مما يشاء.. الظاهر ان هذه ايضا ميزة لسيدنا داود عليه السلام ولا يراد به تعليم الشريعة والاحكام او الامور العامة التي علمها الناس جميعا بل الظاهر ان المراد به ما لم يتمكن منه غيره في ذلك العصر كما ورد ذكره في الايات التالية:
(وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ)[15] (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)[16] بناءا على ان قول سليمان عليه السلام (وعلمنا) اي هو وابوه. (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).[17]
وبناءا على ذلك فالضمير في قوله (يشاء) يعود الى داود عليه السلام لا الى الله تعالى وان اصر بعض المفسرين[18] على انكاره وذلك لان تعليم ما يشاؤه الله تعالى عام لجميع البشر (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[19]
وعللوا الانكار بأن معظم ما علمه تعالى إياه مما لا يكاد يخطرُ ببال أحد ولا يقع في أمنية بشرٍ ليتمكنَ من طلبه ومشيئته كالسَّرد بإِلانةِ الحديد ومنطقِ الطير والدوابِّ ونحو ذلك من الأمور الخفية[20]
والتعليل ضعيف لان الذي لا يخطر بالبال ولا يقع في الامنية هو طريق الوصول الى ما يشاء ولكنه يتمنى ان يصنع ما يلبسه في الحرب ويحفظه من العدو ويتمنى ان يعلم معنى ما تنطق به الطير كما يتمناه كل احد.
ويمكن ان يقال ان ما يشاؤه الانسان لا حدود له فلا يصح حمل الجملة على كل ما يشاؤه داود عليه السلام ولكن الوارد في العبارة (مما يشاء) و(من) للتبعيض اي بعض ما يشاء. وقد أشرنا الى ان المراد بالبعض ما لم يمكن الوصول اليه في ذلك العصر بصورة طبيعية.
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض.. هذه الجملة تشير الى امر مهم جدا في حياة الانسان على هذا الكوكب وهو دفع شر الاشرار من البشر بمواجهة الاخرين لهم سواء كانوا جميعا من اتباع الباطل او قسم منهم من المؤمنين يواجهون غيرهم.
وقد اختلفت الكلمات في ما هو المقصود من هذه الجملة فقال بعضهم ان الله تعالى يدفع الكافرين بالمؤمنين ولكن الآية تذكر دفع بعض الناس ببعض ودفع الكافرين بالمؤمنين احد المصاديق واغرب منه القول بان المراد دفع الكافرين بالكافرين فحسب وهذا لا ينطبق حتى على مورد الاية وهو دفع العمالقة ببني اسرائيل.
وفي بعض الروايات ان المراد دفع العذاب عن بعض الناس بصلاح بعض اخر فقد روى الكليني قدس سره بسند ضعيف جدا عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال (إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا وهو قول الله عز وجل: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين فوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عنى بها غيركم).[21]
ومن الواضح ان الاية تصرح بان الله تعالى يدفع شر بعض الناس ببعض اخر وانه لولا ذلك لفسدت الارض ولا علاقة له بالشيعة ولا بدفع العذاب ولا ينطبق هذا التفسير على مورد الاية ولكن الراوي هو يونس بن ظبيان وهو غال وضاع وقد لعنه الامام الرضا عليه السلام في رواية صحيحة الف لعنة يتبعها الف لعنة.
وقال في المنار (دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ مِنَ السُّنَنِ الْعَامَّةِ، وَهُوَ مَا يُعَبِّرُ عَنْهُ عُلَمَاءُ الْحِكْمَةِ فِي هَذَا الْعَصْرِ بِتَنَازُعِ الْبَقَاءِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْحَرْبَ طَبِيعِيَّةٌ فِي الْبَشَرِ لِأَنَّهَا مِنْ فُرُوعِ سُنَّةِ تَنَازُعِ الْبَقَاءِ الْعَامَّةِ).[22]
وكأنّه افترض ان تنازع البقاء في الطبيعة مما ثبت علميا فاسرع في تطبيق الاية عليه واعتبره مما كشف عنه القران قبل كشف البشر بقرون واضاف اليه ايضا (قَوْلُهُ تَعَالَى (لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) يُؤَيِّدُ السُّنَّةَ الَّتِي يُعَبِّرُ عَنْهَا عُلَمَاءُ الِاجْتِمَاعِ بِالِانْتِخَابِ الطَّبِيعِيِّ أَوْ بَقَاءِ الْأَمْثَلِ).
والصحيح ان ما ذكروه لم يثبت علميا ولو صح فهو قانون في الطبيعة ولا يشمل الاجتماع البشري. والحرب ليست اصلا في سعادة المجتمع ولا يقول به احد بل السلم ويتبعه التفاهم والتعاون هو الاصل الذي يسعد به المجتمع والذي يدعو اليه القران كما قال تعالى (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا..)[23] وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً..)[24] وقال ايضا (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ..).[25] وبعد كل هذا فالاية لا علاقة لها بهذا الاصل نهائيا.
والعلامة الطباطبائي رحمه الله ذكر كلاما طويلا في تفسير الآية وملخصه انها تشير الى حقيقة علمية خاصة بالمجتمع البشري وان سعادة الانسان لا تحصل الا بالاجتماع والتعاون ولكنه يتوقف على وحدة اجتماعية بحيث يعود الجميع كفرد واحد في التاثير والتاثر والدفع والغلبة والا لم يرتبط اجزاء النظام بعضها ببعض ولم تتحقق السعادة للنوع البشري ولو فرضنا ارتفاع الدفع بمعنى الغلبة وتحميل الإرادة من البين كان كل فرد من أفراد الاجتماع فعل فعلا ينافي منافع الآخر لم يكن للآخر إرجاعه إلى ما يوافق منافعه ويلائمها وبذلك تنقطع الوحدة من بين الاجزاء ويبطل الاجتماع ولذلك قلنا ان الأصل الأول الفطري للانسان المكون للاجتماع هو الاستخدام وأما التعاون والمدنية فمتفرع عليه وفي الحقيقة معنى الدفع والغلبة معنى عام سار في جميع شؤون الاجتماع الانساني وحقيقته حمل الغير بأي وجه أمكن على ما يريده الانسان ودفعه عما يزاحمه ويمانعه عليه وهذا معنى عام موجود في الحرب والسلم معا...
ومع قطع النظر عن صحة ما أفاده رحمه الله فان الآية اجنبية عنه وانما المستفاد منها ان الله تعالى يدفع شر بعض البشر ببعض اخر وقد يكون كلاهما على الباطل وقد يكون جانب منهم على الحق.
فالذي يدفع شر الاشرار هنا هو الله تعالى حسب الآية وانما يدفعه بتسليط قوم اخر عليهم وليس المراد دفع الانسان غيره وغلبته ليبحث عن اصوله في النفس البشرية او في المجتمع وما يقتضيه التكافل الاجتماعي.
مع ان ما افاده من انه لا بد من تحقق وحدة اجتماعية والا لم يرتبط اجزاء النظام بعضها ببعض ولم تتحقق السعادة للنوع البشري يعود الى تحقق وحدة اعتبارية في كل المجتمعات البشرية وهو مما لم يتحقق – على الاقل – في ذلك الزمان وانما تجمع المجامع البشرية وتفرقها المصالح السياسية والاقتصادية وهي توجب نوعا من التكاتف بين بعض المجتمعات وليس امرا عاما للمجتمع البشري ككل بينما الاية الكريمة تدل على امر عام.
وقوله (ولو فرضنا ارتفاع الدفع بمعنى الغلبة وتحميل الإرادة من البين... تنقطع الوحدة من بين الاجزاء ويبطل الاجتماع) غير صحيح بل الذي يحقق الوحدة الاجتماعية هو وجود المصالح العامة التي تدعو الجميع الى رعايتها.
واما الغلبة على الاخرين فهي توجب تباعد اعضاء المجتمع بعضها عن بعض ولا توجب الوحدة كما انها لا تحقق السعادة في المجتمع. والبشر يحاول منع تغلب فرد على اخر وتحميل ارادته عليه ومن هنا نشأت المحاكم والشرطة وغيرهما.
ومهما كان فمعنى الاية واضح ولولا هذه التفاسير الغريبة لم يشك في معناها احد وهو ان الله تعالى بيده الخفية يبعث اناسا على اهوائهم ومقاصدهم لدفع شر اناس اخرين ليرتاح الناس من شرهم ولا يعم الارض فسادهم.
وهو امر واضح نشاهده في حياتنا ونسمعه ونراه في التاريخ وانما الآية تفيد أن هذا منه تعالى وأن هناك حكمة وراء هذا التنافس وهي منع استفحال الفساد في الارض وان كان دفع الشر بحسب الظاهر مستندا الى بعض الناس ومحققا لميولهم التي قد تكون جائرة ايضا.
ويلاحظ ان قوله تعالى (لفسدت الارض) بمعنى ان الفساد فيها يصل الى حد لا يمكن العيش عليها او يقع الناس في حرج شديد لا يتحمل والا فالفساد مستمر على الارض كما قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..).[26] وكما تنبأ به ملائكته الكرام يوم قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ..).[27]
ومثل هذه الآية قوله تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).[28]
والفرق ان المترتب في هذه الاية على عدم الدفع فساد الارض وفي تلك الاية هدم بيوت الله وهذا قسم من الفساد بل هو القسم الاهم لانه يرتبط بالدين. ولا وجه لما ربما يتوهم من ان هذه الاية تفسر تلك الاية فيكون المراد بفساد الارض خصوص هدم المعابد.
ولعل الوجه في تخصيص الذكر هنا بهذا القسم من الفساد هو حث المسلمين على مجاهدة كفار قريش لاستخلاص المسجد الحرام من ايديهم.
ومن هذا القبيل ايضا قوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا).[29]
والمراد بالعباد الذين بعثهم الله تعالى لاخماد مفاسد بني اسرائيل نبوخذ نصر وجيشه كما في التاريخ وفي العهد القديم وهو كافر ولكن الله تعالى بعثه من حيث لا يعلم كما بعث الامريكان في عصرنا لدفع شر صدام عن هذه المنطقة وهم انبعثوا تبعا لاهوائهم الخاصة ولكن شعوب المنطقة استراحت منه وهو يدعي الاسلام وكذلك بعثهم لدفع شر طالبان عن الافغان وكما جعل قوى اخرى في مقابلهم لئلا يشعروا بالهيمنة الكاملة على الارض ويعيثوا فسادا. وهذه هي سنة الله في الكون ولا يتبع قانونا اجتماعيا.
ولكن الله ذو فضل على العالمين.. الفضل هو الزيادة وحيث ان الانسان لا يستحق على الله شيئا فكل ما يعطيه فهو فضل منه وزيادة ودفع الله الناس بعضهم ببعض ايضا من نعمه التي لا تحصى وهي نعمة يغفل عنها الانسان وكم لها من نظير.
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)
الاشارة اما ان تكون الى ايات القرآن السابقة والله تعالى يتلوها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق الوحي وقوله بالحق اي انها مصاحبة للحق والواقع وتحمل الوقائع الحقة اليكم.
واما ان تكون الاشارة الى ما حدث لبني اسرائيل مما حكاه الله تعالى لرسوله اي قصة طالوت والتابوت وغلبة داود عليه السلام فكلها آيات تدل على ربوبيته تعالى وادارته للكون من حيث لا يشعر الانسان.
ومعنى كونها بالحق ان القران يحكيها كما وقعت في اشارة الى التحريف الواقع فيما ينقل من هذه الوقائع في كتب بني اسرائيل وكتب التاريخ.
والآيات التي تحكي هذه الوقائع تعتبر من معاجز القران ومن ايات نبوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك يأتي غالبا بعدها ما يدل على ذلك كقوله تعالى (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).[30]
وهنا ايضا عقبها بقوله (وانك لمن المرسلين) وأكد الجملة بتقديم إنّ وبلام القسم ولكنه لم يقل انك لرسول او لمرسل بل من المرسلين ولعله مقدمة للاية التالية حيث تبدأ بذكر الرسل.
[1] التوبة 46 - 47
[2] الاحزاب : 18 - 19
[3] هود : 58
[4] جامع احاديث الشيعة ج 12 ص 420
[5] الكافي ج2 ص53
[6] الكافي ج 8 ص 316
[7] الكهف : 53
[8] توحيد الصدوق ص267
[9] تفسير العياشي ج1 ص44
[10] طه : 46
[11] ص : 20
[12] الاسراء : 39
[13] الانعام : 89
[14] الجاثية : 16
[15] الانبياء : 80
[16] نمل : 16
[17] سبأ: 10 - 11
[18] كما في تفسير ابي السعود والالوسي
[19] العلق : 5
[20] تفسير ابي السعود ج 1 ص 245
[21] الكافي ج 2 ص 451
[22] المنار ج 2 ص 394
[23] الانفال : 61
[24] البقرة : 208
[25] النساء : 128
[26] الروم : 41
[27] البقرة : 30
[28] الحج : 39 - 40
[29] الاسراء : 4 - 5
[30] القصص : 44 - 46