وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ...
الظاهر ان هذه الجملة معطوفة ايضا على قوله (وقد كان فريق منهم..) فيكون جزءا من الدليل على عدم وجه للطمع في ايمانهم باعتبار انهم قسمان قسم منهم يعلمون الكتاب ويحرفونه وقسم منهم جاهلون لا يعلمون من الكتاب شيئا.
والامّيّ بمعنى من لا يقرأ ولا يكتب او ضعيف في القراءة والكتابة. وسمّي بذلك نسبة الى الام بمعنى انه باق على حالته التي ولدته امه عليها فانه لم يكن يعلم شيئا قال تعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا..).[1]
ونسب الى البراج أن النسبة الى الاُمّة ووجه التسمية أنه على جبلّته وفطرته فهو على خلقة الاُمّة وعلى هذا فهو مثل التعبير عنهم بالعامي نسبة الى عامة الناس.
وفي الميزان انه منسوب إلى الأم لأن عطوفة الأم وشفقتها كانت تمنعها أن ترسل ولدها إلى المعلم وتسلمه إلى تربيته فكان يكتفي بتربية الأم. ولكنه بعيد.
وقيل منسوب الى امة العرب لانهم كانوا لا يقرأون ولا يكتبون وقيل الى ام القرى اي مكة لنفس السبب. وهذا ابعد اذ لا تختص الامية بهم.
والامانيّ جمع اُمنيّة وهي ما يتمناه الانسان والاصل في هذه المادة التقدير وذلك لان الانسان يقدّر لنفسه مستقبله حسبما يتمناه. ومنه قولهم (منى الله لك ما يسرّك) اي قدّر لك. ومنه المنيّة بمعنى الموت لانه امر مقدر لا يمكن تجاوزه.
والمعنى أنهم لا يتعلمون من الكتاب الا ما يتمنونه مما يمليه عليهم علماؤهم واحبارهم من انهم اولاد الانبياء وانهم شعب الله المختار وان النار لا تمسهم الا اياما معدودة ونحو ذلك مما نجده في اوساطنا ايضا فهناك كثير من الوعاظ ينشرون بين الناس ما يبعدهم عن الحقيقة ويمنيهم بان هذه هي الامة المرحومة وان الله قد خصنا بكثير من المزايا لا توجد في سائر الامم وان الشفاعة تنجينا من النار بل قال بعضهم ان احدا من هذه الامة لا يخلد في النار مهما فعل ونحو ذلك.
ومثله ايضا ما نمني نحن الشيعة انفسنا به من المزايا دون سائر الناس والله تعالى يقول (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا).[2]
والحاصل أن عامّة القوم لا يعلمون من الكتاب شيئا الا ما يمليه عليهم علماؤهم وهم لا يحاولون تثقيفهم وتعليمهم بل يريدون لهم ان يبقوا على جهلهم وبساطتهم ليكتسبوا بذلك من اموالهم ويتسلطوا عليهم.
وبهذا يتبين أن الدين لا يقبل نشر الجهالات بين عامة الناس ويرفض ابقاء الناس على بساطتهم واميتهم والرسول صلى الله عليه واله وسلم كان يحثّ الناس على العلم والمعرفة ويحث من كان يجيد القراءة والكتابة على تعليم المسلمين. والقران لم يكن حكرا على قوم بل كان ينشر بين عامة الناس يتداولون اياته فيما بينهم ويحفظونها وينشرونها.
ولذلك لما طلب بعض المعممين ان لا اتعرض لابطال اعمال ليلة الرغائب لان الناس يكتسبون منها الاجر بسبب جهلهم بحقيقة الامر وكان بعضهم يقول لماذا تبخلون على الناس بالثواب الذي يحصلون عليه من ربهم وفقا لروايات (من بلغ)؟! فاجبت عن هذا التصور الباطل باني ارى ان تثقيف الشيعة ونشر المعرفة بينهم اهم من كسب الاجر على اساس الجهالة.
وهناك موارد اخرى ايضا ربما يكون الجهل فيها عذرا فيصح العمل ان لم يخل بالاركان والشروط او يكون الجهل موجبا لقبول العذر والتوبة ولكن ذلك لا يبرر ابقاء الناس على جهلهم فالضرر الذي يلحقهم من الجهل اعظم بكثير من النفع الحاصل لهم منه.
ومهما كان فالاستثناء على هذا يكون متصلا بناءا على ان الاحبار كانوا يفسرون الكتاب بما يناسب امانيهم او لان اساس هذه الاماني موجود في الكتاب من قبيل سعة الرحمة الالهية ولكن يجب تنبيه الناس على ان الاماني وان اوجبت رجاء المغفرة وهو مطلوب الا ان المؤمن يجب ان يخاف من العقاب ايضا كما قال تعالى (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ).[3]
وقيل المراد بالاماني هنا الاكاذيب لانها ايضا مما يقدره الانسان بنفسه والمراد انهم لا يتلقون من الكتاب عن طريق احبارهم الا ما حرفوه ونسبوه الى الكتاب كذبا. وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا لان الاكاذيب ليست من الكتاب فالمعنى انهم لا يعلمون الكتاب وانما يتعلمون من احبارهم اكاذيب ينسبونها الى الكتاب.
وقيل المراد أنهم لا يعلمون من الكتاب الا التلاوة وهي ايضا من معاني التمني على ما قيل لانها ايضا تتوقف على تقدير الحروف والكلمات فالمعنى انهم لا يعرفون للكتاب معنى وانما يتلون اياته تقليدا من دون تدبر وهكذا ايضا اكثرنا فما اكثر من يتلو القران ويجيد تلاوته ولا يعلم معناه او لا يعمل بما يعلم منه.
ولكن هذا المعنى لا يناسب كونهم اميين كما لا يناسب قوله تعالى (وان هم الا يظنون). مضافا الى أن نفس تلاوة الكتاب حتى مع الجهل بالمعنى أمر مطلوب.
والظن في قوله (وان هم الا يظنون) بمعنى الاحتمال وان كان ربما يأتي بمعنى اليقين كما قيل الا انه هنا في مقابل العلم فهو بمعنى عدم العلم. والمراد ان هؤلاء يتبعون احبارهم مع أنهم لا يأتون لهم بدليل مقنع يوجب العلم واليقين ولا تطمئن انفسهم الا انهم يقبلون ما يقولون تقليدا وتسامحا لعدم اهتمامهم بالامر مع ان الامر مرتبط بالعقيدة وهو مهم جدا فانهم كانوا يسمعون ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو الرسول المنتظر وان الصفات الواردة في التوراة تنطبق عليه ولكن احبارهم كانوا ينكرون ذلك وعامة الناس يقبلون منهم هذا الانكار مع أنهم لا يطمئنون بكلامهم وانما يقبلونه لانه يناسب اهواءهم فهم يرفضون ان تكون الرسالة في غير بني اسرائيل.
والتقليد لا يجوز في الامور الاعتقادية فكان الواجب عليهم ان يتأكدوا بانفسهم ويقرأوا التوراة او الكتب الاخرى او يطلبوا من اخرين قراءتها ولا يكتفوا بما يقوله الاحبار.
وهذا الامر موجود فينا ايضا على اختلاف المذاهب فتجد اناسا يصرون ويتعصبون لما يسمعونه من بعض الخطباء في امور العقيدة وكأنه وحي منزل مع انه قد يكون خطأ او كذبا فيبنون على ذلك عقيدتهم وربما تكون فاسدة.
وهذا هو التقليد المذموم كما أن التقليد في نفس مسالة التقليد مذموم ومردود ايضا وكذلك في مناطاته وشروطه وكثيرا ما نجد الناس يقلدون احدا على أساس قوله بصحة التقليد او بصحة تقليد غير الاعلم. ومن الغريب انا نسمع ذلك من بعض اهل العلم.
وهنا حديث معروف ورد في التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه السلام وفي كتاب الاحتجاج لا بأس بان نذكر بعضه مع ان الرواية مرسلة واستناد التفسير الى الامام عليه السلام غير ثابت بل الثابت خلافه الا ان مضمون الحديث مضمون قوي يقول فيه:
(ثم قال عليه السلام: قال رجل للصادق عليه السلام: فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره، فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم، وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم؟
(الى ان يقول عليه السلام) إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح، وبأكل الحرام والرشاء، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم، وظلموهم من أجلهم، وعرفوهم يقارفون المحرمات، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوه ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكايته، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى، وأشهر من أن لا تظهر لهم. وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا، وبالترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا، فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة فقهائهم، فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم...).[4]
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا...
الفاء للترتيب والتفريع وذلك حيث قسمهم الى فريقين فريق يحرفون كلام الله وهم علماؤهم واحبارهم وفريق اتباع لا يعلمون الكتاب الا تلك الاماني التي يبثها بينهم علماؤهم فالويل لاولئك الاحبار الذين حرفوا كلام الله تعالى واوقعوا عامة الناس في الجهل والعمى.
والويل كلمة تقال للتنديد بأحد والتقبيح لفعله. والظاهر أن معناها يختلف حسب اختلاف الموارد كما يظهر من كتب اللغة وموارد الاستعمال. وقد تستعمل في موارد التحسر والندامة على ما فات الانسان كما في قوله تعالى (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).[5]
وفي العين أن قولهم يا ويلتاه بمعنى وافضيحتاه ومنه قوله تعالى (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا..)[6] وربما تشتمل على الدعاء على احد بحلول الشر كما في العين ايضا او على التهديد بما يصيبه منه والدعاء من الله تعالى تهديد ايضا ومنها هذه الاية ونظائرها.
والكلمة هنا مبتدأ وخبرها الجار والمجرور ولا ينافي ذلك كونها نكرة لانه دعاء كما قيل ومثله قوله تعالى (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)[7] والصحيح كما يلاحظ من ذكر مسوغات الابتداء بالنكرة انه صحيح في اي مورد يفيد معنى فان المانع في عدم الابتداء به ان الاخبار عن شيء لامر مجهول لا يفيد غالبا.
وفي بعض التفاسير وكتب اللغة ان الويل اسم لواد في جهنم كما في بعض الروايات وهذا لا شك أنه ليس تفسيرا لغويا وانما هو تطبيق للمعنى اللغوي على ما يستحقونه من العذاب لو صحت الرواية فان الويل كلمة عربية قديمة وردت في اشعار العرب الجاهلي وكلامهم وليس اسما لواد في جهنم او لباب منها كما قيل ايضا.
وقوله (يكتبون) يدل على استمرارهم على ذلك لانه مقتضى المضارع وهذا يدل على انهم ما فرغوا من التحريف كما يدل على ان المراد بالمحرفين المعاصرون للرسالة لا الاقدمون منهم كما توهم. وقوله (بايديهم) مع ان الكتابة لا تكون الا بالايدي للتأكيد على كونه من انشائهم واختراعهم وليس مما وصل اليهم من الاجيال السابقة فالتحريف مستند اليهم مباشرة.
وقوله (ثم) ليس للتراخي في الزمان وان صح ايضا بل المراد انهم مع ان الكلام يخترعونه من انفسهم ومع ذلك ينسبونه الى الله تعالى. وهذا يدل على ان علماء اليهود كانوا في عصر الرسالة يخترعون اكاذيب من انفسهم وينسبونها الى الله تعالى.
ولعل ذلك كله في تاييد ما نشروه بينهم من نفي الرسالة وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليس هو الرسول المنتظر في هذه المنطقة وكانت هذه الاكاذيب تلقى رواجا بينهم لانها كانت موافقة لاهوائهم. وهكذا طبيعة البشر. والمسلمون ايضا كذلك فكل فرقة منا تحاول ان تجد ما يمكن التشبث به من معجزة او كرامة او تاريخ او حديث موضوع يؤيد مذهبها حتى مع العلم بكونه موضوعا ومكذوبا.
والثمن القليل الذي كانوا يشترون به ما يرتكبونه من الاثم العظيم وهو تحريف كلام الله تعالى لم يكن الا احترام عامة الناس لهم وتقديم الهدايا والاموال ومهما كان فكل ما يحصل عليه الانسان في مقابل ذلك ثمن قليل وان كان كثيرا في بادئ النظر.
والاشتراء كما مر سابقا مطاوعة الشراء وهو البيع فمعناه انهم كانوا ياخذون الثمن القليل ويدفعون في مقابله ما يكتبونه بايديهم. والعامة انما كانوا يدفعون هذا الثمن لانهم يعلمون أن هذه الاكاذيب والموضوعات تحفظ لهم كيانهم القومي فقد كانوا يعلمون أن الرسالة اذا خرجت منهم واضطروا الى الايمان بالرسالة الجديدة ينصهرون في المجتمع الاسلامي ويصبحون جزءا من هذا الكيان الجديد ولا تبقى لهم امجادهم ومفاخرهم التي توحدهم وتفصلهم عن غيرهم.
وهذا نوع من الشرك يبتلى به الانسان حتى مع ايمانه بالله الواحد الاحد وهذا لا يختص بهم فهناك كثير من الناس تجمعهم عقيدة او قبيلة او وطنية ونحوها واذا رأوا أن أمرا ما يعتبر رمزا لاتحادهم ويحقق كيانهم الموحد فانهم يتعلقون به تعلقا شديدا يكاد يكون عبادة.
قال تعالى في حكاية كلام سيدنا ابراهيم عليه السلام في خطابه لقومه المشركين (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..).[8] وقوله (مودة بينكم) مفعول لاجله اي السر في اتّخاذ الاوثان آلهة هو أن ذلك يعتبر رمزا للمودة التي بينكم اي هو ما يجمعكم ويجعلكم في كيان موحد.
ومثل هذا متحقق في كل حزب ومذهب وتجمّع سياسي او قبلي ونحو ذلك وكثيرا ما نجد أن بعض المنتمين الى مذهب باطل او عقيدة فاسدة يمتنعون من ترك الانحياز له والاعتراف بكونه خطأ لانه يتسبب في تفرق القوم والقبيلة وهذا هو اساس الانحياز الى الباطل والسر في إصرار الناس على عقائدهم الفاسدة.
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ...
تكرار الويل مع فاء الترتب بلحاظ أن هذا تفصيل لما يترتب على هذه الجريمة. فالويل لهم من اختلاق الكذب واسناده الى الله تعالى والويل لهم مما يكتسبون بذلك من مال وجاه. ومعنى ذلك أنهم مجرمون من جهتين: الاولى اختلاقهم الاكاذيب واسنادها الى الله تعالى والثانية اكتساب المال او الجاه بذلك. فهذا الكسب بذاته جريمة.
والضمير في قوله (لهم) يعود حسب ظاهر السياق الى مختلقي الكذب وناسبيه الى الله تعالى. ولكن العلامة الطباطبائي قدس سره رجح ان يعود الضمير الى القوم باجمعهم وان كان سائر الضمائر تعود الى المختلقين وهذا له وجه باعتبار ان الذين تلقوا الاكاذيب بالقبول ايضا مجرمون وباعتبار انهم بذلك يحاسبون امام الله تعالى ولا يقبل منهم الجهل عذرا الا ان التفريق بين الضمائر من حيث المرجع مستبعد.
و(ما) في قوله (مما كتبت ايديهم) وقوله (مما يكسبون) يمكن ان تكون موصولة اي الويل لهم من الاكاذيب التي كتبوها ونسبوها الى الله تعالى وكذلك الويل لهم من الذي اكتسبوه عن هذا الطريق سواء المال او الجاه. ويمكن ان تكون مصدرية اي الويل لهم من نفس الكتابة ومن نفس الاكتساب.
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً...
القول قد يعبر به لنقل الكلام بالفاظه كما هو المتعارف وقد يعبر به عن الاعتقاد والرأي كما يقال هذا قول المرجئة او المعتزلة ونحو ذلك وهنا يحتمل الامران فقد تكون هذه الجملة بذاتها صدرت عنهم وقد يكون هذا معتقدهم حتى لو لم ينطقوا به بصراحة خوفا من الفضيحة لانه كلام لا يستند الى دليل منطقي.
ومهما كان فهو يدل على ان هذا معتقدهم لان اسناد القول اليهم حتى لو كان المراد مجرد اللفظ لا يكون الا عن اعتقاد والا فسيكون هزلا او القي لغرض اخر وهو خلاف ظاهر اسناد القول اليهم.
والمسّ معروف ولا يختص بلمس اليد كما في بعض كتب اللغة وهذا هو الفرق بينه وبين اللمس فاللمس يختص بجسّ الشيء باليد والمسّ يصدق باي نوع من لصوق شيء بشيء ولذلك ورد التعبير عن عروض ما يضر الانسان بالمسّ قال تعالى (مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ)[9] فالمراد بمسّ النار انها لا تلصق باجسامهم فهم بعيدون عنها الا اياما معدودة.
و(لن) تفيد تاكيد النفي كما في العين بل ربما يقال انها تفيد تأبيد النفي. ولكن لم يثبت ذلك حسب الاستعمال اللغوي بل شواهد الكتاب الكريم على خلافه قال تعالى (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)[10] اذ لو كان للتابيد لم يمكن التقييد باليوم.
والمعدودة كناية عن كونها قليلة ولا يراد حقيقتها فالايام كلها معدودة وكل شيء معدود وان كان كثيرا الا ما كان الى ما لا نهاية له. وهذا تعبير متعارف عن الامر اليسير ولعل الوجه فيه ان المتعارف هو العدّ بالرؤية لا بالاجهزة والمحاسبات الرياضية والعدّ بالرؤية لا يكون الا في الشيء اليسير.
ويقال انهم كانوا يعتقدون انهم يدخلون النار اربعين يوما عدد ايام عبادة العجل وقيل سبعة ايام قال في المنار (وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْيَهُودِ أَنَّهَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ لِأَنَّ عُمْرَ الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ فَالْإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي لَا تُدْرِكُهُ الشَّفَاعَةُ يَمْكُثُ فِي النَّارِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ عَنْ كُلِّ أَلْفِ سَنَةٍ يَوْمًا..) ولم يذكر مستنده.
ومهما كان فلا يبعد ان يكون ذكر هذا القول منهم في هذا المقام باعتبار انه مما يوجب عدم الطمع في ايمانهم والسر في ذلك انهم بهذه العقيدة لا يلتزمون باي تكليف ولا يرون لاي دين سبيلا عليهم فهم احرار في هذه الدنيا يفعلون ما يشاءون لا يحاسبهم الله تعالى ولا يجازيهم الا بهذا المقدار.
ويقال انهم يعتقدون أن هذا المقدار لا مفرّ منه وعليه فلا اثر لاي عمل خير او شر في مستقبل حياتهم في الآخرة فلا حاجة الى الايمان بالرسالة الجديدة الا بمقدار ما يؤمّن لهم حياتهم في الدنيا فاذا خافوا على مستقبل حياتهم في الدنيا ان لم يؤمنوا بها كان لا بدّ منه واذا أمنوا العقاب في الدنيا فلا موجب للتسليم وترك دين الآباء والاجداد.
ولعل هذه العقيدة اقوى ما يمكن ان يكون سببا في عدم ايمانهم بالرسالة وعدم تركهم لدينهم بل هو اقوى حافز لجرائمهم التي استمروا عليها الى يومنا هذا فلا امل في صلاحهم ورجوعهم عن مكائدهم وشرورهم تجاه الانسانية.
قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ).[11] فهذه الاية تعلل عدم ايمانهم بالكتاب بهذه العقيدة.
ومثل هذه العقيدة اعتقادهم بانهم لا يحاسبون في اي عمل يرتكبونه بالنسبة للعرب او عامة الناس غير اليهود قال تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).[12]
وهكذا البشر ففي كل دين ومذهب هناك محاولات لاستثناء اهل هذا الدين عن المسؤولية ومن المعروف ان النصارى يعتقدون بان الله تعالى بعث المسيح عليه السلام ليقتل ويصلب ويكون فداءا لاتباعه فلا يدخلون النار مهما فجروا وفسقوا.
والمسلمون ايضا يعتقدون انهم هم الامة المرحومة وان الخلود في النار لا يشملهم مطلقا فكل مسلم لا بد من خروجه من النار في النهاية ودخوله الجنة وان طغى وتجبر وقتل الابرياء بل الابرار والاطهار مع ان الله تعالى صرح في كتابه بخلود القاتل عمدا قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).[13]
ومن الشيعة من يعتقد ان شفاعة اهل البيت عليهم السلام تنجيهم من النار وان تركوا الصلاة وعملوا ما عملوا مع ان الائمة عليهم السلام نفوا ذلك صريحا.
ومنها ما رواه الصدوق قدس سره بسنده عن ابي بصير قال دخلت على ام حميدة اعزيها بابي عبد الله عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت يا ابا محمد لو رايت ابا عبد الله عند الموت لرايت عجبا فتح عينه ثم قال اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة قالت فلم نترك احدا الا جمعناه قال فنظر اليهم ثم قال ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة).[14]
قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ...
الخطاب للرسول صلى الله عليه واله وسلم ولكن الظاهر انه لا يقصد به الامر بالقول فعلا وانما يقصد بيان ما هو ردّ عليهم فلو كانوا يقولون ذلك في مواجهة الرسول صلى الله عليه واله وسلم او المؤمنين امكن أن يردّوا عليهم بذلك.
والهمزة في قوله (أتّخذتم) للاستفهام وقد حذفت همزة الفعل والاصل (أإتخذتم). والاتخاذ افتعال من الاخذ ومعناه التلقي اي هل عهد الله اليكم عهدا فاتخذتموه لكم أساسا لهذا الاعتقاد؟! والعهد كما مر في تفسير قوله تعالى (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ..)[15] ما يجب ان يحفظه الانسان ويتعهد بحفظه ومن هنا يطلق على الوصية وعلى كل ميثاق.
والاستفهام للتقرير اي لاخذ الاقرار منهم وذلك لدوران الامر بينهما فاما ان يكون ذلك بعهد من الله تعالى او ان ما تقولون افتراء عليه والاول باطل لوضوح انه تعالى لم يتعهد لقوم مهما كانوا أن لا يعذبهم بذنوبهم وهو امر مخالف لعدله تعالى وحكمته بل قد حذّر رسله عليهم السلام من عذابه قال تعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[16] وعليه فقوله (ام تقولون) متصلة.
والفاء في قوله (فلن يخلف الله) للسببية والترتب اي ان اتخاذ العهد سبب لعدم الخلف اي هل لكم عهد من الله تعالى فيترتب عليه عدم الخلف ويكون مناطا لهذه الدعوى؟ وتكرار اسم الجلالة للاشارة الى السبب في عدم الخلف وهو أن العهد من الله تعالى وهو لا يخلف العهد لان الخلف لا يكون الا لجهل او لعجز.
ويمكن ان يكون الاستفهام للانكار اي ليس لكم عهد من الله تعالى والفاء للعطف فيشمله الانكار اي ليس هناك عهد من الله حتى لا يخلفه وعليه فقوله (ام تقولون) منقطعة ومعناها الاضراب والرد عليهم بانكم تفترون على الله تعالى.
ومهما كان فالجملة تدل على شناعة القول على الله تعالى واسناد امر اليه من غير علم وهذا محل ابتلاء كثير من الناس خصوصا من يتقمصون لباس الدين ويتصدون للتبليغ عن الله تعالى وبيان احكامه فان الانسان ربما لا يقصد الكذب على الله تعالى ولكنه يسند اليه ما لا يعلم انه منه تعالى وهو ايضا من الكذب على الله فيجب الاحتياط في القول بان هذا مما احله الله او حرمه او انه تعالى يرضى بهذا الامر او لا يرضى او انه يدخل قوما في الجنة او في النار الى غير ذلك مما يستخف الانسان القول به واسناده الى الله تعالى اعتمادا على بعض ما يعتقده او يستحسنه.
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ...
(بلى) تأتي في جواب النفي ويدلّ على الاثبات وهي هنا جواب عن قولهم (لن تمسّنا النار) اي بلى تمسّكم النار. واذا اُريد تثبيت النفي يجاب (نعم) ولذلك حكي عن ابن عباس ان البشر قالوا (بلى) في جواب قوله تعالى (ألست بربكم) اي انت ربنا ولو قالوا (نعم) لكفروا.
وقوله (من كسب) إمّا شرطية فقوله (فاولئك..) جزاؤها او موصولة فالفاء وردت على خبرها باعتبار تضمّنها معنى الشرط.
وظاهر الآية الحكم بالخلود في النار على من كسب سيّئة وأحاطت به خطيئته وهذا مخالف لما نعتقده من عدم خلود اصحاب الكبائر في النار كما يقوله المعتزلة.
وقد أوّل بعض المفسرين الخلود بان المراد البقاء طويلا كما قال تعالى (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا)[17] وليس بمعنى الابدية والعرب تعبر عن البقاء طويلا بالخلود ولذلك يقال للرجل اذا بقي سواد راسه ولحيته على الكبر (انه لمخلد) كما في كتب اللغة.
وأوّل آخرون السيئة بأن المراد بها الشرك مع أن السيئة تطلق على كل عمل قبيح في مقابل الحسنة.
والظاهر ان السيئة بمعناها وهي مطلقة والخلود ايضا بمعناه اي الابدية كما هو الظاهر منه في جميع موارده. ولكن المراد ليس مجرد العمل باي سيئة لان كسب السيئة كما هو المفروض هنا يختلف عن العمل بالسيئة فان الانسان تارة يرتكب الاثم تحت ضغط نفسي من شهوة او غضب او حب او بغض او طمع وهو مستنكر لفعله وربما يندم بعد ذلك وتارة يبحث عن السيئة ويدفع المال وينتهز الفرص ويعتبرها مكسبا له وان فاته العمل تحسر على عدم توفيقه لارتكاب الاثم وهذا هو الذي يفهم من الكسب فقوله تعالى (من كسب سيئة) لا يشمل القسم الاول من اصحاب المعاصي.
وفي الاية قيد اخر يستلزم الخلود وهو احاطة الخطيئة به. والخطيئة من الخطأ بمعنى التعدي والتجاوز عن الشيء يقال تخطى الشيء اي اجتازه والخطوة ما بين القدمين والمراد هنا تعدي الحق والتجاوز عن الحدود الالهية فالمخطئ هو الذي يتعدى الحق واما قتل الخطأ فانما سمي به لانه قصد امرا اخر فتجاوزه الى المقتول من غير قصد. وكذلك قوله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ..)[18] اي تجاوزتم القصد وقوله تعالى (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..)[19]
واما الخطيئة فهي الاثم المتعمد وانما اطلق عليه الخطأ لانه تجاوز الحق والحدود عمدا. والاحاطة بمعنى انه ارتكب الاثم بكثرة بحيث اصبحت الخطيئة صبغة له ولاعماله فلا يصدر منه عمل صحيح فاذا كان الباطل قد أحاط به ولم يبق له منفذ ومخرج فلا يبقى له ضمير يمنعه من ارتكاب المآثم والمظالم ولا حياء يمنعه من العمل القبيح ولا تؤثر فيه المواعظ ولم يبق للهداية الفطرية الالهية اثر في نفسه ولا في طريقه بصيص من نور فهو محاط بالظلام الدامس لا يمكنه أن يخرج منها.
ولا يتحقق ذلك طبعا الا لمن توغل في المعاصي ولم يستعظم كبيرة ولم يحفظ لله تعالى وقارا وحرمة فيصل الى مرحلة من الفساد الروحي بحيث ينكر ربه حتى لو لم يقل بلسانه فانه لا يؤمن بقلبه بل يكفر في باطنه فيستحق الخلود.
والسر في انه تعالى لم يذكر هنا الشرك والكفر بصراحة لان المخاطبين يدّعون الايمان بل يدّعون انهم من افضل المؤمنين بالله تعالى فالآية الكريمة بصدد تبيين الخطر المحدق بهم فان الشيطان ربما لا ياتيهم من باب الكفر والشرك وانما ياتيهم من باب المعاصي والسيئات فاذا توغّلوا فيها واستخفّوا بها أحاطت بهم الخطيئة وهي الانحراف عن الحق والتعدّي على الحدود الالهية في العمل الى ان يبلغوا مرحلة الكفر بالله تعالى فيستحقون الخلود في النار.
واختلفت الضمائر في الآية الكريمة فما ورد فيها من الضمير المفرد باعتبار لفظ المبتدأ وهو (من) والجمع باعتبار المعنى والمصداق.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ...
وهذه الاية مع السابقة تبين ان المناط هو الايمان والعمل الصالح ولا اعتبار بكون الانسان يهوديا او نصرانيا او اي طائفة اخرى كما تقدم في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[20]
ومثله قوله تعالى خطابا للمسلمين (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا).[21] فالحق لا يتبع امنيات البشر (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ..).[22]
[1] النحل : 78
[2] النساء : 123 - 124
[3] الحجر : 49 - 50
[4] الاحتجاج ج2 ص 263
[5] الانبياء : 97
[6] الكهف : 49
[7] الصافات : 79
[8] العنكبوت : 25
[9] البقرة : 214
[10] مريم : 26
[11] ال عمران : 23 - 24
[12] ال عمران : 75
[13] النساء : 93
[14] ثواب الاعمال ص 228
[15] البقرة : 27
[16] الزمر : 65
[17] النبا : 23
[18] الاحزاب : 5
[19] البقرة : 286
[20] البقرة : 62
[21] النساء : 123 - 124
[22] المؤمنون : 71