مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ...

الخطاب للانسان فلا يختص بشخص كما قيل ولا بالمشركين واغرب من الكل من خصه بالرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم.

والكدح في اللغة بمعنى السعي والعمل والنصب والتعب. وحيث تعدى بـ (الى) فلا بد من تضمينه معنى السير اي انك سائر بعملك الى ربك وجاهد نفسك في هذا الطريق سواء عملت خيرا ام شرا ونهاية السير لقاء الله فالضمير في قوله (فملاقيه) يعود الى الرب.

وحيث أنهى السير الى الرب فالمراد أن هذا السير ينتهي بك الى نتيجة تربيتك فالله تعالى هيأ لك بربوبيته كل عوامل التربية فلا بد من محاسبة عملك في هذه الحياة لتلقى نتيجته فانه مقتضى الربوبية.

والمراد بلقاء الله تعالى هنا الحضور امامه تعالى للحساب والجزاء كما يظهر من تعقبه بالتفصيل الآتي وان كان اللقاء بمعنى آخر يحصل بالموت.

 

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ...

الفاء للتفريع على اللقاء المذكور و(أما) لتفصيل بيان النتيجة. وإيتاء الكتاب باليمين كناية عن كونه موجبا للسعادة، فان العرب كانت تتفاءل باليمين وتتشاءم بالشمال. ومن هنا عدّ الناجون يوم القيامة – في سورة الواقعة – اصحاب اليمين، والهالكون اصحاب الشمال.

والكتاب بمعنى المكتوب. وكتب اي جمع فهو شيء جمع فيه كل اعمال الانسان، وكل ملابسات عمله ومقاصده وتبعاته. فربما يكون لعمل الانسان تبعة سيئة او حسنة تستمر عصورا بعده وهو لا يشعر بها. ولا يعلم أحد غيره تعالى ما هي حقيقة هذا الكتاب، وكيف يحتوي على كل ذلك، وكيف يبرزه لاهل المحشر. ولعلّ التعبير كناية عن ظهور أعماله للجميع كظهور غيرها من الحقائق.

 

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا...

جواب اما و(سوف) للاستقبال البعيد وذلك بلحاظ وقت نزول الاية لا وقت إيتاء الكتاب.

والحساب اليسير اي السهل ومعنى ذلك أنه يعامل بالتسامح والعفو فان الانسان اذا حوسب بدقة لا يبقى في الناجين الا القليل ولولا رجاء هذا التسامح واليسر في الحساب لكان اليأس مصيرنا جميعا فكل رجائنا من رحمته تعالى ان لا يدقق في محاسبتنا والا فلا يبقى لنا عمل ليس فيه نقص اما في ذاته او في الاخلاص في نيته او في حدوث العجب بعده مما يفقده قيمته بل ربما يقلبه عملا سيئا يوجب العقاب.

 

وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا...

ينقلب اي يرجع. واهل الرجل اخص الناس به. والسرور قيل انه الفرح. وفي المفردات ما يتكتم من الفرح فكانه ماخوذ من السر. ولعله بمعنى ما يوجب فرحا شديدا لا يمكن اظهاره كاملا فيبقى منه ما يكون سرا.

ووقع الكلام في المراد بالاهل الذين يرجع اليهم فقيل – كما في الميزان – انهم ازواجه من الحور العين والغلمان وغيرهم ممن يخدمونه.

وهو بعيد جدا اذ لا يطلق عليهم الاهل لغة ولا عرفا.

فالظاهر من الاهل الوالدان والازواج والاولاد، الا انه ربما يستبعد ذلك من جهة انه قد لا يكون له اهل يدخلون الجنة فضلا عن ان يسبقوه اليها حتى يرجع اليهم، مضافا الى أن الرجوع في حد ذاته محل سؤال اذ لم يأت من عند اهله حتى يرجع اليهم.

ولكن يمكن ان يكون المراد رجوعه الى اهله الذين كانوا معه في الدنيا بحيث يجتمع معهم في الجنة وان لم يسبقوه فرجوعه اليهم ليس بمعنى رجوعه الى منزله بل بمعنى اجتماعه معهم.

وهذا ايضا مما انعم الله به على المؤمنين يوم القيامة كما دلت عليه بعض الآيات كقوله تعالى (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ).[1]

وقوله (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ).[2]

وقوله (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ..).[3]

وقوله تعالى في دعاء الملائكة للمؤمنين (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ..).[4]

 

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا...

ورد التعبير عن ايتاء كتاب الخاسر في سورة الحاقة بانه يؤتى بشماله قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ)[5] وهذا هو المقابل للايتاء باليمين و – كما مر – فان العرب يتشاءم بالشمال ويتيمن باليمين. ولكنه هنا يؤتى كتابه من وراء ظهره.

ولعل الوجه فيه أنه لا يريد مواجهة كتابه حين إيتائه فهو اعلم بما فيه وانما يمسكه من وراء ظهره دون ان يواجه من يعطيه. و – بالطبع – فليس هناك إيتاء واخذ وانما هو تعبير عن غاية تألمه وشقائه وخجله ولذلك لا يريد المواجهة.

ولعله هو الانسب بالتعبير عن عمل الانسان في الدنيا بالكدح فان الكادح يتوقع ان يرى نتيجة كدحه مبشرة بالخير ولكنه حيث كذّب بهذا اللقاء وفوجئ به فانه لا يستطيع ان يرى نتيجة اعماله المخجلة.

والثبور: الهلاك. كانوا اذا اصابتهم مصيبة عظيمة نادوا واثبوراه كأنهم ينادون الهلاك ليقبل فهو افضل مما هم فيه. وهكذا الانسان يوم القيامة اذا اوتي كتاب اعماله الشنيعة نادى بالويل والثبور. والسعير: النار. ويصلى اي يحترق بها.

 

إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا...

اي كان في الدنيا بين اهله مسرورا لا يهمه شيء. ويبدو أن هذا السرور هو السبب في هذا العذاب لان الجملة ظاهرة في التعليل.

وربما يستبعد ذلك اذ ليس السرور بين الاهل محرما فضلا ان يكون هو السبب في كل هذا الشقاء.

ولذلك قال بعضهم ان المراد التنبيه على فداحة الالم الملم به حيث كان في اهله مسرورا وهو اليوم مصاب بهذه المصيبة الفادحة.

ولكنه بعيد عن السياق وعن تقديم حرف (ان) الظاهر في التعليل.

فيحتمل كما قال الاكثر ان المراد به السرور بما يحصل عليه من نعم الدنيا وقد ذمّ الله تعالى الفرح بالدنيا قال تعالى (ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)[6] فالفرح مبغوض في حدّ ذاته الا بالحق.

وقال ايضا (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[7] وتقديم الجار والمجرور يفيد الحصر فمعناه انه لا ينبغي الفرح الا بفضل اللّه وبرحمته.

وهناك آيات عديدة تندّد بالفرح:

منها قوله تعالى في قصة قارون: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)[8] واللّه تعالى لم يعقّب على هذا الكلام منهم بشيء ينافيه فيظهر منه انه في موضعه ولعله من جهة ان قارون كان فرحا بماله مع ظنه انه بما اوتي من العلم (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)[9]

ومنها قوله تعالى (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[10] ولعله من جهة اعجاب الانسان بما أتى به من عمل.

ومنها قوله تعالى (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)[11] وورد هذا في صفات من نقضوا عهد الله تعالى. ولعله اشمل من الآيات السابقة.

والحاصل ان المستفاد من الآيات ذم الفرح بالدنيا خصوصا اذا كان شديدا كما ورد في سورة غافر (وبما كنتم تمرحون) فان المرح كما في معجم المقاييس (يدلّ على مسرّة لا يكاد يستقرّ معها طربا). والسرور ايضا بناء على ما مر من المفردات يدل على فرح مكتوم وقلنا بانه لا يبعد ان يكون المراد الفرح الشديد الذي يبقى بعضه مكتوما.

والمراد بالفرح المذموم اظهار الفرح لا الحالة النفسية فانه ليس بالاختيار.

ويبقى سؤال على هذا الوجه ايضا وهو انه ما وجه التخصيص بسروره في اهله ولماذا لم يقل كان في الدنيا مسرورا؟

يحتمل ان يكون المراد تعليل شدة عذابه او عدم العفو عنه انه مع هذه الاعمال التي اشتملت عليها صحيفته كان مسرورا في اهله غير نادم ولا خائف من مستقبله المجهول لانه ظن انه لا يرجع الى الله تعالى او لا يتحول عن حاله الذي هو عليه كما في الآية التالية.

وبذلك يظهر ان وجه تخصيص السرور بحالة كونه في اهله اي في مسكنه وعندما يخلو بنفسه فان سروره امام الناس قد يكون للحفاظ على ماء وجهه واعتباره وان كان ذلك ايضا مبغوضا الا ان الانسان النادم على فعله او الخائف من نتيجة عمله لا اقل من ان يكون حزينا في دخيلة نفسه وعندما يخلو بربه فهذا هو السبب في هذا الشقاء.

 

إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا...

المعروف في تفسير الآيتين أن الاولى تعليل لاستحقاقه العذاب لانه ظن وتوهم انه لن يحور فهو تعليل بعد تعليل وفسروا الحَوْر بالرجوع وان المراد به الرجوع الى ربه فانكاره للبعث هو الموجب لعذابه.

و(بلى) تاتي بعد النفي او السؤال المنفي فتدل على الاثبات وهنا تدل على اثبات الحور حيث نفاه الرجل فالمراد انه سيرجع الى ربه على ما قالوا.

والجملة التالية بناءا على هذا التفسير تعليل لما يستفاد من (بلى) وهو اثبات المعاد.

قال العلامة الطباطبائي رحمه الله في تقرير الاستدلال بهذه الجملة على المعاد (فإن الله سبحانه كان ربه المالك له المدبر لأمره و كان يحيط به علما ويرى ما كان من أعماله وقد كلفه بما كلف ولأعماله جزاء خيرا أو شرا فلا بد أن يرجع إليه ويجزى بما يستحقه بعمله).

ومثله ورد في سائر التفاسير بعبارات مختلفة.

ولكن الاستدلال غير واضح فان كونه تعالى بصيرا بحاله لا يستلزم البعث فهو بصير بكل شيء ولذلك اضطر القوم الى اضافة امور الى هذه الجملة لتتم دلالتها على البعث ولا وجه لهذه التقديرات وتحميلها على النص الجليل والتكلف باد على كل المحاولات.

والظاهر ان الاشكال نشأ من تفسير الحور بالرجوع مع ان الوارد في كتاب العين للخليل رحمه الله وهو اقدم كتب اللغة ان الحور بمعنى التحول من حال الى حال قال (وكل شيء تغير من حال الى حال فقد حار) ومنه تردد الحائر بين امرين او اكثر فلا يبعد ان يكون المراد به هنا ظنه انه سيبقى سعيدا ابدا سواء بعث ام لم يبعث فلن يتغير حاله و(لن) لنفي الابد.

فهو يظن انه حتى لو صحت الانباء وبعث يوم القيامة فانه سيلقى مثل هذه النعم بل خيرا منها كما قال تعالى في قصة صاحب الجنة الذي حاور صاحبه المؤمن: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)[12] والظاهر ان القصة مثل يحكي حال كثير من البشر كما هو دأب القرآن.

وقال ايضا بشأن الانسان بوجه عام (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى).[13]

ويظهر من هذه الآية حيث كان الموضوع فيها هو الانسان أن هذا الظن يساور كثيرا من النفوس فيتوهمون أن من كان في هذه الدنيا منعما فان له عند الله كرامة وانه تعالى سيكرمه في الآخرة ايضا لو كانت هناك حياة اخرى بعد الموت.

وكنت اسمع هذا الوهم من بعض البسطاء حتى بالنسبة الى بعض جبابرة الارض والظلمة. وسمعت بعضهم يتوهم أن المؤمن الفقير الصالح سيكون هناك ايضا كاسف البال لا يعتني به احد وان كبراء القوم اذا كانوا مؤمنين هم من سيتصدرون المشاهد والمواقف يوم القيامة وفي الجنة. والانسان ربما يقع في هذا التصور الخاطئ نتيجة إعجابه بنفسه.

وفي التاريخ من الطغاة شواهد كثيرة لهذا النموذج وقد راينا في حياتنا ايضا، ومن هذا الباب خطاب سيدتنا ومولاتنا زينب بنت امير المؤمنين سلام اللّه عليهما ليزيد لعنه اللّه: (أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أنّ بنا على اللّه هوانا وبك عليه كرامة؟! وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده؟! فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك...). [14] وهذا الظن مهلك للجبابرة فتجد بعضهم يرى من كان قبله من الظلمة كيف وجدوا جزاء ظلمهم في الدنيا ولكنه لا يعتبر بما رأى.

 فالظاهر ان هذه الآية تشير الى هذا الفكر الخاطئ وما ذكرناه موافق للآيات التي بعد هذا المقطع ايضا كما سنشير اليه ان شاء الله تعالى.

ثم ان هذه الجملة بناءا على ما ذكرنا ليس تعليلا لعذابه بل هو تعليل لسروره فهو كان في اهله مسرورا لانه ظن ان ما اوتي من النعم لا تتغير والظن ليس بمعنى الاحتمال الضعيف كما يقال بل ربما كان هذا الظان واثقا من انه لن يحور ولكنه الاحتمال غير المستند الى حجة وهو لم يملك دليلا على هذا النفي.

وعلى ما ذكرنا فجملة (ان ربه كان به بصيرا) تعليل لما يستفاد من (بلى) وهو اثبات التحول من هذا الحال لان ربه كان بصيرا به وباعماله ويعلم انه بهذه الاعمال الفظيعة لا يستحق السعادة في الحياة الاخرى. وهذا الجواب يقال له في الدنيا لا في الآخرة لانه هناك يواجه الحقيقة.

واقحام (كان) لبيان انه تعالى كان بصيرا به حين عمله والانسان غافل عنه يفعل ما يشاء ولا يعلم ان المراقب يعدّ عليه كل جرائمه ثم يظنّ بنفسه ان ما اوتي من النعم انما كان لاستحقاقه وان افعاله المشينة لا تمنع من هذا الاستحقاق.

 


[1] يس: 56

[2] الزخرف: 70

[3] الرعد: 23

[4] غافر: 8

[5] الحاقة: 25

[6] غافر: 75

[7] يونس 58

[8] القصص: 76

[9] القصص: 78

[10] ال عمران: 188

[11] الرعد: 26

[12] الكهف: 36

[13] فصلت: 50

[14] بحار الانوار ج45 ص133.