سورة الجمعة مدنية والغرض الاساس منها الحثّ على الحضور في صلاة الجمعة والاهتمام بها ومقدمة لذلك يمنّ على المؤمنين بارسال الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم اليهم ويندّد بمن كانوا قبلهم ولم يعرفوا قدر الرسول والرسالة وما آتاهم من العلم ليكون حافزا للمؤمنين على اكتساب العلم الديني والعمل به وحمله الى الاجيال الآتية بأمانة وصدق.
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ... مر تفسير الآية في سورة الحديد وقلنا بأن بعض المسبحات ابتدأت بالمضارع وبعضها بالماضي وأن الاول يدل على استمرار التسبيح الكوني ما دامت السماوات والارض والثاني على قدمه بقدم الكون وأنه ليس أمرا جديدا.
وزاد في الآية هنا التوصيف بالملك القدوس ومر ايضا تفسيرهما في آخر سورة الحشر وخلاصته أن الملك ــ بضم الميم ــ وهو السلطة قد تكون اعتبارية متقومة بالقانون الوضعي وقد تكون حقيقية لا تتقوم باعتبار معتبر بمعنى أنه بارادته يتحكم في الاشياء وهذه السلطة موجودة في البشر ايضا بصورة محدودة والسلطة المطلقة على الكون لله تعالى فلا يمكن لشيء أن يتخلف عن ارادته بل الاشياء كلها متعلقة في وجودها وكيانها بارادته تعالى.
والقدوس صيغة المبالغة من القداسة اي النزاهة فهو تعالى منزه عن كل نقص وحاجة. ولعل الوجه في ذكره بعد الملك الدلالة على ان عموم سلطته وقدرته لا يستلزم ان يصدر منه تعالى ما ينافي العدل والحكمة لقداسته ونزاهته عن الظلم والجهل.
كما أن تعقيب العزيز بالحكيم لعله لدفع ما ربما يتبادر الى الذهن من معنى العزّة والغلبة المطلقة أنه اذا كان كذلك فلا مانع من أن يخلق شيئا عبثا لا فائدة فيه ولا غرض له فلا مانع من أن يكون خلق السماوات والارض عبثا كما يتوهمه المنكرون للخالق ومن ذلك خلق الانسان فالقائل بالخالق ايضا يمكن ان يصل الى هذه النتيجة المحزنة أن الموت هو نهاية كل شيء لنا فليس بعده حساب ولا جزاء ولا لذة ولا شقاء فالرابح من تلذّذ في هذه الحياة وتنعّم بها بمنتهى قوته وقدرته والخاسر من ترك هذه الحياة متأسفا فقيرا معدما لا يملك شيئا يتنعم به. فالتوصيف بالحكيم يردّ هذا التوهم.
والحكمة المنع الذاتي فالله تعالى وان لم يمنع من نفوذ ارادته شيء ولا يمتنع منه شيء الا انه بذاته يمتنع من ان يخلق شيئا عبثا فهو حكيم بالذات لا يفعل الا ما له هدف صحيح وان خفي على الناس وجه الحكمة في كثير مما خلق.
ولعلّ وجه تقديم التسبيح مع ذكر هذه الصفات في هذه السورة هو أنه لمّا اريد بها الحثّ على الحضور في صلاة الجمعة وتعلم أحكام اللّه تعالى والمعارف الالهية مقدمة لنشرها وتبليغ الدعوة الاسلامية لزم قبل ذلك التنبيه على تنزيهه تعالى وغناه عن كل شيء ليعلم المؤمنون أن ما يُدعون اليه انما هو لمصلحتهم في الدنيا والآخرة.
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ... لعل تقديم الضمير الراجع اليه تعالى وتوصيفه بأنه هو الذي بعث الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم للتأكيد على أنه أمر مقصود بالذات وليس امرا اتفاقيا وان كان كل ما يحدث كذلك الا أن الفهم الساذج ربما يتصوّر خلافه بل سمعنا من بعض من يدّعون الثقافة الدينية ويتبجحون بالعرفان أن الرسل ممن حالفهم الحظ فأصبحوا رسلا!!!
والمراد بالاميين العرب وانما وصفوا بذلك لان الامية اي عدم القراءة والكتابة كانت سائدة فيهم ونادرا ما كان أحد منهم يجيدهما. والامية نسبة الى الام باعتبار أن الامي باق على حالته الاصلية كما ولدته امه. والبعث فيهم لا يستلزم أن تكون الرسالة خاصة بهم ولكن الكلام يتضمن منّة على العرب بأن الله اختارهم ليبعث رسول البشرية فيهم ومنهم.
وقيل ان الامي نسبة الى الاُمّة وأن توصيف العرب بذلك من جهة أن اليهود كانوا يسمونهم بهذا الاسم واستند في ذلك الى قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ..)[1] والسر في هذا التعبير أن اليهود يرون أنفسهم شعب اللّه المختار وكل من كان غيرهم فهو من سائر الامم فكانوا يعبرون عن غيرهم بالاميين بهذا الاعتبار ونظير ذلك ما قاله العرب في غيرهم من الامم بعد أن تسلّطوا على البلاد بأنهم شعوبيون لأنهم لا يقبلون تفضيل العرب على غيرهم!!!
وربما يناسب هذا التفسير سياق الآيات حيث تتعرض لحال اليهود وهم كانوا يتوقعون أن يكون الرسول الموعود منهم لا من العرب اي الاميين فتحدّاهم القرآن بهذه الآية وبأن الله تعالى أرغمهم وبعث الرسول الموعود من الاميين ومن جهة اخرى ورد في القرآن توصيف النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم بالامي في آيتين والخطاب فيهما ايضا لاهل الكتاب قال تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ..) وكذلك في الآية التي تليها.[2]
ولكن هذا التفسير خلاف ظاهر لفظ الامي خصوصا بملاحظة قوله تعالى (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ..)[3] والضمير يعود الى بني اسرائيل المذكورين في الآيات السابقة. فالظاهر أن المراد به هو المعنى المعروف اي الذي لا يقرأ ولا يكتب. والظاهر انه هو المراد ايضا في قوله تعالى (ليس علينا في الاميين سبيل) وانما كان اليهود يصفون غيرهم من الامم بالامية لانهم هم اهل الكتاب فحسب فالامية عندهم ايضا بمعنى الجهل.
وقد ورد تفسير الاميين بانهم ليسوا من اهل الكتاب في مفردات الراغب نقلا عن الفراء كما ورد ايضا في بعض روايات ائمة اهل البيت عليهم السلام ففي رواية في تفسير القمي عن ابي عبد الله عليه السلام قال (كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله ولا بعث إليهم رسول فنسبهم الله الى الأميين).[4]
ثم ان الآية تمنّ على العرب بأنّ الرسول المبعوث فيهم منهم بمعنى أنه من قومهم اي العرب ولم يأتهم من بلد آخر او أنه ايضا امي مثلهم فيكون اشارة الى وجه الاعجاز في رسالته. والرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم كان لا يقرأ ولا يكتب قبل النبوّة كما قال تعالى (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ).[5]
وهذه الآية بنفسها تشير الى أنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم كان يعلم التلاوة والكتابة بعد النبوّة بل يعلم كل شيء بفضل ربه وانما كان لا يعلم قبل الوحي لقوله (من قبله) وهذا من معجزاته ودلائل نبوّته ولذلك قال (اذا لارتاب المبطلون) اي لو كنت تكتب وتقرأ قبل النبوة لارتابوا. ومعناه أن هذا دليل واضح لا يبقي مجالا للريب في قلوبهم فمن يشكّك في نبوّته بعد ذلك فانما هو مبطل معاند للحق وما ورد في بعض الكتب من انه صلى الله عليه واله وسلم بقي على اميته خطأ محض ومخالف للقران الكريم.
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ... (تلاه) اي تبعه وتطلق التلاوة على القراءة باعتبار أن القارئ يتبع المقرو جملة جملة قال ابن دريد في الجمهرة (تلوت القرآن اذا قرأته كأنك اتّبعت آية في إثر آية). والمراد بالآيات القرآن الكريم. والآيات جمع آية وهي بمعنى العلامة والشخص والجماعة فقيل ان اطلاق الآية على كل آية من القرآن بلحاظ أنه علامة على قدرته تعالى وقيل انه بلحاظ كونها مجموعة من الحروف.
وهذه استجابة لدعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام في حق من كان يسكن تلك المنطقة قال تعالى عن لسانهما (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ..).[6]
والتزكية بمعنيين: التنمية والتطهير. والظاهر أن المراد بها هنا التطهير من الشرك ومن المعاصي والآثام والقبائح والجرائم العظيمة التي انتشرت بين تلك الامة المتخلفة من وأد البنات وقتل الاولاد خوفا من الفقر والاكتساب بالغارات ونهب أموال الآخرين والاعتداء على النساء والضعفاء ونحوها وهي معروفة من العرب الجاهلي. والقضاء على هذه الصفات والمنكرات معجزة كبرى ظهرت على يد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ..).[7]
وأما الكتاب فالظاهر ان المراد به القرآن ايضا وتعليم الكتاب يختلف عن تلاوته وليس تكرارا كما يتوهم فان الرسول صلى الله عليه واله وسلم له وظيفتان بالنسبة للقرآن تلاوته اولا ثم تفسيره وبيان احكامه ومعارفه كما قال تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ..)[8] ويمكن ان يكون المراد بالكتاب مجموعة الاحكام والشريعة سواء كانت في القرآن او لم تكن والاصل في الكتاب كل مجموعة من المعارف و(كتب) بمعنى جمع والاول اولى.
وأما تعليم الحكمة فلا يبعد أن يكون المراد به تعليمه صلى الله عليه وآله وسلّم اياهم ــ بالقول والعمل ــ الاخلاق الفاضلة التي تجنبهم ارتكاب ما لا يليق بالمؤمن لان الحكمة في الاصل المنع والانسان الحكيم من يحمل في طيات نفسه ما يمنعه من السفاهة. قال تعالى (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ..)[9] ويشير بذلك الى ما سبق في مجموعة من الآيـات من الامر والنهي وابتـدأها بقولـه تعـالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..)[10] فالقرآن يشتمل على الحكمة ولكن لا تنحصر مواعظ الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم وحكمه في ما ورد في القرآن بل أكثر تعلم الناس منه كان بمتابعة سيرته الطاهرة.
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ... (ان) مخففة من (إنّ) واسمه ضمير الشأن بدليل ورود اللام على خبر كان وتدعى هذه اللام باللام الفارقة لانها علامة تفرّق وتميّز بين ان المخففة وان النافية وهي لام القسم التي ترد على خبر (إنّ) غالبا ففيه تأكيد لمضمون الكلام والمراد أنهم كانوا قبل بعث الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم في غاية الضلال وهو الضلال المبين اي الواضح بحيث لا يشكّون فيه بأنفسهم ايضا ولكنهم لعدم الاعتقاد بالمعاد لا يرتدعون. واكبر ضلالهم الشرك وعبادة الاوثان وعادات الجاهلية.
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ... اختلفوا في ما عطف عليه قوله (وآخرين) وفي مرجع الضمير في (منهم). وأقرب ما قيل أنه عطف على الضمير في (ويعلمهم) اي ويعلّم آخرين وان كان تعليمه اياهم بالواسطة وأن الضمير في قوله (منهم) يعود الى (المؤمنين) المعلوم من السياق وان لم يذكر صريحا ويفيد أن من يأتي بعد الصحابة من المؤمنين هم منهم لان الايمان يجمعهم وهو أقوى مناطا للجمع من القومية وغيرها. فالظاهر أن المراد بهم من يأتي بعدهم ممن يؤمن بالرسالة ويتبع شريعة الاسلام من العرب وغيرهم. و(لـمّا) لنفي ما يتوقع تحققه اي سيلحقون بهم ولكنهم لم يلحقوا حتى الآن وهو من الاخبار الغيبية.
وقيل المراد بهم غير العرب من المؤمنين بملاحظة رواية وردت في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال (كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال قلت من هم يا رسول الله فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء).[11]
ولو صحت الرواية فهي من باب التطبيق وهناك روايات عديدة في هذا الموضوع وردت في تفسير آيات اخرى ايضا كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[12] وقوله تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[13] وقوله تعالى (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا)[14] وقوله تعالى (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ)[15] ولكنها في الغالب عن طرق العامة.
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ... هذا التعقيب يرتبط باصل البعث المذكور في الآية السابقة وهو نفس التعقيب الوارد في دعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام المذكور في سورة البقرة الآية (129) ولعل الوجه فيه أنه الغالب القاهر فلا يمتنع من ارادته شيء فيبعث من يشاء الى من يشاء وهو في نفس الوقت حكيم فلا يفعل الا ما هو مقتضى الحكمة والمصلحة.
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ... الفضل: الزيادة وكل ما منحته أحدا من دون استحقاق فهو فضل منك وزيادة وحيث ان الله تعالى لا يستحق عليه أحد شيئا فكل ما يؤتيه أحدا فهو فضل. وقوله (ذلك) اشارة الى النبوة التي آتاها الله الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم او الامرين معا اي بعث الرسول والبعث في الاميين فهو فضل عليه وعليهم. وهو ذو الفضل العظيم لانّ كل ما في الكون من نعم فضل منه تعالى.
وفي الآية تقريع للمشركين الذين كانوا يحسدون الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم حيث آتاه الله النبوة وهم يعتبرون غيره أولى منه بذلك كما قال تعالى (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)[16] ولليهود ايضا حيث كانوا يتوقعون أن تكون النبوة فيهم ولذلك تجمعوا في جزيرة العرب ليكون منهم الرسول المبشّر به في كتبهم ولعلّ كل قبيلة منهم كانت تتوقع أن يكون الرسول منها ولمّا رأوا أنه من العرب كبر عليهم ذلك وأنكروا البشارة والرسالة. فالآية الكريمة تنبّههم أن الرسالة فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء.
[1] ال عمران: 75
[2] الاعراف: 157- 158
[3] البقرة: 78
[4] تفسير القمي ج2 ص366
[5] العنكبوت: 48
[6] البقرة: 129
[7] النساء: 94
[8] النحل: 44
[9] الاسراء: 39
[10] الاسراء: 23
[11] صحيح البخاري ج6 ص151 باب وآخرين منهم.. على ما في المكتبة الشاملة
[12] المائدة: 54
[13] محمد: 38
[14] النساء: 133
[15] الشعراء: 198- 199
[16] الزخرف: 31