مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ... هذه الآيات ــ كما مر ــ تـتناول الهدف الاساس في السورة وهو الحثّ على الحضور في صلاة الجمعة والتنديد بعدم الاهتمام بها في عهد الرسالة المجيدة. والمراد بالنداء للصلاة الاذان. وقيل ان قوله (من يوم الجمعة) اي في يوم الجمعة وانها قد اتت بمعنى (في) في قوله تعالى (أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ)[1] ولكن يبقى السؤال عن سر التغيير لو صح كونها بمعنى في و(من) في الآية المذكورة لا تعني (في) بل هي هناك للتبعيض اي من اجزاء الارض او مما في الارض اما بالتقدير او بارادة هذا المعنى مجازا. وقيل انها هنا ايضا للتبعيض وعليه فلا يبعد ان يكون تبعيضا من كل ما ينادى له او يطلبه الانسان في يوم الجمعة من شؤون الدنيا والآخرة.

والمراد بالصلاة صلاة الجمعة التي يؤتى بها وقت الزوال وليس كل صلاة في يوم الجمعة. والجمعة بضم الميم واذا تلفظ بالسكون فللتخفيف. وسمي به هذا اليوم لانه يجتمع فيه الناس على ما ذكروه فتكون التسمية اسلامية. قالوا واسمه في ما قبل الاسلام (عروبة) بفتح العين وقيل ان هذه اللفظة ليست عربية بل هي تعريب لاروبا بالفتح في النبطية او عروبتا بسكون الباء في السريانية وقيل ان معناها الراحة وترك الاشغال اليومية.

وقيل ان اليهود افتخرت على المسلمين بما جعل الله تعالى لهم من يوم اجتماع وهو يوم السبت فأنزل الله تعالى الامر باعتبار يوم الجمعة يوم اجتماع لهم. كما أن النصارى تجتمع يوم الاحد واختاروه ليكون فرقا بينهم وبين اليهود.

وروى القوم أن المسلمين في المدينة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم اختاروا هذا اليوم لاجتماعهم وأن الذي بادر الى ذلك هو أسعد بن زرارة رضي الله عنه. ولكن ذلك بعيد ويشبه سائر ما يحاوله بعض الناس من اسناد كثير من محدثات الدين الى الاشخاص ولعل الاساس في هذا الوضع هو محاولة بني امية من التقليل من شأن الدين وما أتى به الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من أحكام وقوانين حتى ان الاذان ايضا نسبوه الى بعض الصحابة.

ومن الطريف ان هذه الرواية تُسنِد الى اسعد رضي الله عنه أنه صلى بهم يوم الجمعة ركعتين! ومن أين له ذلك؟! والفريضة اربع ركعات في كل الايام. فهذا الامر بنفسه مما يدل على عدم صحة الرواية. ولو صحت فلا بد من توجيهها بأن ما فعله أسعد رضي الله عنه انما كان بايعاز من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وهو بعيد.

فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ... السعي هو المشي السريع ولكن لا يبعد أن يكون المراد به هنا الاهتمام وهذا تعبير متعارف يقال ان القوم بادروا او اسرعوا الى امتثال الامر وذلك اذا لم يتوقفوا ولم يترددوا في ذلك ولا يعني نفس الاسراع. وانما يحمل على ذلك لان الروايات تحثّ على كون المشي الى المساجد والى الصلاة بسكينة ووقار فانّ لكل خطوة ثوابا فيحاول الانسان تكثير خطاه. والمراد بذكر الله الصلاة او مع الخطبة وان كانت الصلاة اقرب الى الذكر الا أن الخطبة ايضا تشتمل عليه وحيث كان الغرض من السورة الحثّ على الاستماع الى الخطبة كما في الآية الاخيرة فلا يبعد أن يراد بالذكر هنا ما يعم الخطبة.

وَذَرُوا الْبَيْعَ... أي واتركوا البيع والظاهر أن المراد به كل ما يتعلق بشؤون الدنيا من البيع والشراء والاستيجار والتأجير والصناعة والزراعة وغيرها من أنحاء المعاملات وغيرها للقطع بعدم الخصوصية فليس هذا من القياس كما توهمه بعضهم. فالغرض ترك شؤون الدنيا الاعتيادية غير الضرورية وغير التي لا تحتمل التاخير في هذه الفترة من كل اسبوع والتفرغ للمشاركة في اقامة ذكر الله تعالى والاستماع الى الخطبة التي تدعو الى الله تعالى والى الاهتمام بشأن الدين في الحياة وتتناول الامور الاجتماعية والسياسية المهمة في الوقت الحاضر. وهذا هو الحكمة في تشريع الجمعة والاهتمام بشأنها فهو الاجتماع الاسبوعي الذي يحضر فيه المؤمنون من كل حدب وصوب للاستماع الى القيادة الاسلامية او من يقوم مقام الامام في الشؤون التي تهم تلك المرحلة خاصة والتي تهم المجتمع المسلم بوجه عام.

ولكنّ هذا سلاح ذو حدّين فاذا تسلّط على رقاب الامة قائد غير صالح أمكنه التوسل بهذه الوسيلة ليضفي على قيادته صبغة دينية تربطه بقلوب المجتمع مما يصعب على معارضيه الاعتراض على ممارساته فضلا عن النيل منه او الثورة عليه. وهكذا كانت السلطات الجائرة الغاشمة طيلة التاريخ الاسلامي تستخدم هذه الوسيلة للوصول الى أهدافها العدوانية وتمنع الولاية الشرعية من تولي الامور التي اوكلها الله تعالى اليها بل تمنع الهداة من نشر الهدايات الالهية. ومن هنا نجد أن الأئمة المعصومين عليهم السلام قاطعوا الجمعة بل كان المنع من الحضور فيها واضحا من مذهبهم بحيث لم نجد الاهتمام بالجمعة في المجتمع الشيعي حتى في العصور التي كان بالامكان اقامتها فيها.

والفقه الشيعي يختلف في وجوب اقامتها ووجوب الحضور فيها في عصر غياب الامام المعصوم والمشهور عدم الوجوب التعييني وأن المكلف مخير بينها وبين الظهر ومن الفقهاء من أفتى او احتاط بالحضور اذا اقيمت وأن التخيير انما هو في اصل اقامتها واقامة الظهر. ولكن مع كل هذا الاختلاف نجد أن التوجه العام الى عدم الاقامة مطلقا ولا نجد في تاريخ الشيعة الا القليل من الفقهاء ممن أقامها وهذا كله يدل على أن المعلوم من مذهب أهل البيت عليهم السلام هو مقاطعة الجمعة الا مع الامام المعصوم او من ينوب عنه والسبب في ذلك هو سوء استخدام المتسلطين بغير حق من هذا المنبر الديني للتغلغل في قلوب المؤمنين.

وينبغي أن يقال ان هذا المنبر لا مثيل له في الدين فلا يقاس بالحج وبصلاة الجماعة اليومية كما قيل فان الحج ليس الا اجتماعا لعمل عبادي يضعف فيه الاستخدام المذكور وكذلك الصلوات اليومية وانما يطغى الجانب السياسي والاجتماعي في تجمع الجمعة فحسب.

ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ... مرّ تفسير نظيره في سورة الصف وقلنا بأن أحسن ما قيل في تفسير هذه الشرطية أن الجزاء هو العلم بالخيرية لا نفسها فهناك شيء لو علمتموه لعلمتم أن هذا خير لكم وهو العلم بأن ما عند الله باق وما في هذه الدنيا من النعم انما هي لابتلاء الانسان وامتحانه وان كان فيه تمتع زائل ايضا فالاهتمام بشأن الآخرة وترك الدنيا وشؤونها في فترة النداء للصلاة من يوم الجمعة خير للمؤمن الذي يعلم بهذا الامر والخيرية لا تتوقف على علمه بذلك الا ان علمه بالخيرية يتوقف عليه.

وفي الآية أبحاث فقهية تطلب من كتب الفقه كالبحث عن الوجوب التعييني والتخييري وعن المراد بالنداء هل هو الاذان او الاقامة وأن الذكر هل يشمل الخطبة ام لا وأن البيع بعد النداء هل هو حرام تكليفا أم أنه باطل أم أن النهي تنزيهي ونحوها.

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ... قضيت اي فرغ منها وانتهت والامر بالانتشار بمعنى أن يذهب كل أحد منكم الى سبيله والى ما تقتضيه حاجته في الدنيا وليس مقصودا بعنوانه فلو اقتضى الامر اجتماعهم بعد الصلاة في موضع لامر دنيوي او ديني فالآية لا تقتضي خلافه. فالامر بالانتشار للاباحة في مقابل الامر بالاجتماع المستفاد من الحكم السابق حين اقامة الصلاة.

وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ... اي واطلبوا من فضله تعالى. وقد تكرر هذا التعبير في القرآن لبيان طلب الرزق كقوله تعالى (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ..)[2] وقوله تعالى (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ...)[3] ومثله كثير والامر به للاباحة لانه في مقابل المنع عن البيع في الحالة السابقة اي وقت اقامة الصلاة وقد مرّ أنه لا يختص بالبيع بل يشمل كل عمل غير ضروري خاص بشؤون الدنيا.

وقيل ان المراد بالابتغاء من فضله طلب كل خير للدنيا والآخرة بل قيل انه تعالى لا يأمر بطلب الرزق وانما يأمر بطلب العلم وخير الآخرة. وهو غريب فان الآيات التي تأمر بطلب الرزق كثيرة وليس المراد بها الحثّ على طلب المال فان الانسان لا يحتاج الى حافز لذلك وانما المراد التنبيه على أن كل ما تحصل عليه بطلبك فانما هو رزق وفضل من الله تعالى او ابتلاء وامتحان لك.

وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ... الظاهر أن المراد به عدم الغفلة عنه تعالى لا خصوص الذكر اللفظي والغرض التنبيه على أن طلب الرزق والكدّ من أجل المال يجب ان لا يوجب الغفلة عن ذكر الله تعالى فان ذلك أمر خطير اذ لا بد من التقوى والورع حين المعاملة لئلا يقع الانسان في الكسب المحرم وفي الاعتداء على حقوق الآخرين.

والتوصيف بالكثرة لعله بلحاظ أنه أقل الواجب لصعوبة الذكر الدائم وتكرر الغفلة من الانسان حتى لو كان مؤمنا تقيا والا فاللازم هو الذكر الدائم اي في كل معاملة وفي كل الحالات. او أن كثرة الذكر ككثرة التوبة والاوبة بمعنى أنك كلما بعدت عن الله تعالى بتوغّلك في شؤون الدنيا عد اليه واذكره لئلا يقسو قلبك فيكون التنبيه عليه في هذا المقام من جهة أن طلب الرزق والكسب مدعاة للغفلة عن ذكره تعالى لدى عامّة الناس ولكن المؤمن يجب أن لا يكون كذلك.

ويمكن أن يكون المراد الذكر اللفظي فالكثرة بمعناها المتبادر والامر للندب فيكون المطلوب الاكثار من ذكره تعالى حين المعاملة وساير ما يتعلق بشؤون الدنيا فان تكرار الذكر اللفظي وكثرته يعمّق تأثير المعنى في النفس ويؤثر في رسوخ التقوى.

والفلاح هو الفوز والظفر بما يبتغيه الانسان وهو رضا الله تعالى فانه هو الحاصل بالذكر الكثير والتنبيه عليه هنا ــ مع أن الانسان حسب الفرض في طلب الرزق والمال ــ لتذكيره بأن المطلوب الاول للمؤمن هو رضا الله تعالى حتى حينما يبتغي الرزق فالفلاح والظفر في الواقع ليس بكسب المال الكثير بل بكسب رضاه تعالى. والاتيان بفعل الترجّي كما في غيره من الموارد للتنبيه على أن ذلك انما يعدّ الارضية الصالحة للفلاح ولا يوجب ترتّبه جزما اذ يتوقف على شؤون اخرى من العمل الصالح وترك المنهيات.

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا... (اذا) ظرف يفيد معنى الشرط ومعناه أن هذا كان دأبهم وديدنهم ولا أقل أنه تكرر منهم كثيرا وورد في بعض روايات العامة أنه وقع ثلاث مرات كما سياتي ولعله لو لم يتكرر لم يستلزم هذا العتاب واللوم الشديد. وأول ما يدل على شدة العتاب صرف الخطاب عنهم مع أنه كان متوجها اليهم في الآية السابقة. ويظهر ايضا تكرر الحادثة من الترديد في قوله تعالى (تجارة او لهوا) وأنهم خرجوا للّهو مرة وللتجارة اخرى ولو كانت اشارة الى حادثة واحدة لأتى بالواو.

واللهو كل ما يشغل الانسان عن أمر مهم والمراد به هنا على ما في الروايات المزامير والدفوف والروايات كثيرة في هذه القصة وفي بعضها ان الدفوف انما استعملت لدعوة الناس الى الشراء. والانفضاض: التفرق. والضمير في (اليها) يعود الى التجارة وفي ذلك تقدير اي اذا رأوا تجارة انفضوا اليها واذا رأوا لهوا انفضوا اليه كما ذكره الزمخشري ومثله كثير في القرآن وفي كلام العرب. وهناك اختلاف في العدد الباقي مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأقل ما قيل سبعة وأكثر ما قيل اربعون.

وفي مجمع البيان (قال جابر بن عبد الله أقبلت عير ونحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الجمعة فانفض الناس إليها فما بقي غير اثني عشر رجلا أنا فيهم فنزلت الآية وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً..). 

وروى البخاري بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه قال (بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنا عشر رجلا فنزلت هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما).[4]

وروى البيهقي بسنده عن مقاتل بن حيان انه قال (كان يخطب النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم يوم الجمعة قائما وإن دحية الكلبي كان رجلا تاجرا وكان قبل أن يسلم إذا أقبل بتجارته إلى المدينة خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به فيشترون منه فقدم ذات يوم المدينة ووافق الجمعة والناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو قائم يخطب فاستقبل أهل دحية العير دخلوا المدينة بالطبل واللهو فذلك اللهو الذي ذكر الله فسمع الناس في المسجد أن دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة وسمعوا أصواتا فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته وإلى اللهو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ليس معه كثير أحد فبلغني والله أعلم أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل مرة بعير تقدم من الشام للتجارة وكان ذلك يوافق الجمعة وبلغنا أن العدة التي بقيت في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم عدة قليلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك لولا هؤلاء يعني هؤلاء الذين بقوا في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم لقصدت إليهم الحجارة من السماء..).[5]

ويستفاد من الآية أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم كان يخطب قائما وقيل ان اول من جلس في الخطبة عثمان وقيل معاوية.

قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ... التعليق ايضا لم يرد فيه خطاب لهم بل لم يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بمخاطبتهم وانما أمره أن يقول حكما عاما من دون توجيه خطاب اليهم وهذا غاية التحقير. والمراد بما عند الله الجزاء والثواب المتوقع من الحضور في صلاة الجمعة والاستماع الى خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم. والتعبير بأنه عند الله باعتبار أنه مخفي عن الانسان في هذه الحياة.

والخيرية هنا ليست بمعنى الاكثر خيرا فان اللهو لا خير فيه والتجارة ايضا في هذا المقام لا خير فيها الا من اجل الدنيا فهذا نظير قوله تعالى (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ..)[6] ويمكن ان تكون بمعنى الافضلية بلحاظ مذاق الانسان وطبيعته فانه يرى في اللهو والتجارة خيرا والا لم ينجذب اليهما.

وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ... اي خير من يمكن ان يوصف بالرازقية وليس معنى ذلك أن هناك مجموعة من الرازقين ورازقيته تعالى خير منهم كما يوهمه عبارات بعض المفسرين في مثل هذه الصفات الحسنى مع أنه لم يتعرض اكثرهم لتوضيح ذلك فان رازقية الله تعالى ليس من قبيل رازقية الخلق فهذا نظير قوله تعالى (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)[7] مع أن الخلق ليس الا منه تعالى فالصحيح في تفسير هذه الاوصاف هو أنه تعالى رازق بأفضل ما يمكن أن يتصور وكذلك في خلقه وغفرانه ورحمته وكل صفة من صفاته الحسنى.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

 

[1] فاطر: 40 / الاحقاف: 4

[2] المزمل: 20

[3] القصص: 73

[4] صحيح البخاري ج2 ص113 على ما في المكتبة الشاملة

[5] شعب الايمان ج8 ص450 على ما في المكتبة الشاملة

[6] فصلت: 40

[7] المؤمنون: 14