مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ... الاسوة مصدر بمعنى الاقتداء. وتوصيفها بالحسن لانها اقتداء بخليل الله عليه السلام وقد ورد في الكتاب أجمل الثناء عليه مضافا الى أنه اقتداء في صفة حسنة وهي مكافحة اعداء الله تعالى. وفي الآية تنديد وتوبيخ لترك هذا التأسي وهذا يستفاد من قوله تعالى (قد كانت لكم) اي انكم تعلمون ذلك فكان ينبغي ان تتأسوا به عليه السلام. والسياق يدل على شدة الاهتمام بلزوم التبري عن أعداء الله تعالى في تربية المجتمع الاسلامي حيث لم يكتف بما مرّ من التأكيد على نفس المقاطعة وبالتوسل بطرق مختلفة من التأثير في البيان كما مر بل أتى لهم بالاسوة والقدوة مع أنهم يكفيهم الاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم وهو افضل الرسل بل أتاهم باسوة من ابيهم ابراهيم عليه السلام حيث كانوا يعتزون بالانتساب اليه حتى ان المشركين ايضا كانوا يتباهون بذلك. بل هو عليه السلام محل احترام وتوقير في جميع الاديان السماوية حتى قيل ان اقواما كالهندوس ايضا يحترمونه بل قيل ان برهما محرف عن ابراهيم. والمعروف عنه ايضا هو الشدة والتعصب للتوحيد.

والظاهر أن المراد بمن معه ليس زوجته واولاده بل الذين آمنوا معه كلوط عليه السلام ويظهر من الآية أنهم جماعة وان لم يرد ذكرهم في غير هذا الموضع. وقيل ان المراد بهم الانبياء الذين بعده. وهو غير صحيح اذ لا ينطبق عليهم كونهم معه. وقيل ان المراد بهم سارة ولوط عليهما السلام لانه لم يكن له ولد آنذاك وهو بعيد عن اللفظ.

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ... (اذ) ظرف للاسوة. وبرآء جمع بريء والبراءة كما في معجم مقاييس اللغة التباعد عن الشيء ومزايلته والظاهر أن الاصل فيه هو البري بمعنى القطع. فأول شيء يعلنون لقومهم هو المقاطعة والابتعاد عنهم وعن ما يعبدونه من الاصنام والكواكب وغيرها. والمراد بقومهم الامة التي كانوا ينتمون اليها قبل ايمانهم وفيهم الآباء والابناء والارحام. والتنبيه على مقاطعة ما يعبدون للاعلان عن رفض الثقافة المشركة رفضا كاملا ولم تأخذهم في ذلك اي تحرج عن التصريح بما يسيء اليهم ويجرح شعورهم فان الانسان يحترم معبوده اكثر من كل شيء ولكن المؤمن بالله لا يتأبى من البراءة من اي معبود غيره تعالى. ولكن ذلك لم يصل الى حد السب فلا ينافي قوله تعالى (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[1] والمؤمن مؤدب بصورة عامة فلا يسب أحدا مهما كان وانما يتبرأ مما يرفض عبادته.

كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ... بيان تفصيلي للبراءة ولذا لم يعطف على ما قبله. والكفر بهم بمعنى الكفر بعقيدتهم وطريقتهم في الحياة والمراد الابتعاد عنه في مقام العمل. وقيل ان الخطاب لهم ولما يعبدون من باب التغليب.

وقولهم (بدا بيننا وبينكم العداوة) للاعلان عن ان العداء لم يعد كامنا في القلب فارتفع كل ما يقتضيه التسالم والتعايش الاجتماعي وظهرت العداوة كاشرة عن انيابها. والعداوة تحيز كل جانب في حوزته متقابلا للجانب الآخر لا يقبل باي نوع من الاشتراك والاختلاط. والبغضاء شدة البغض وهو التنفر والكراهية. ثم أكدوا أن ذلك ليس مؤقتا ولا طارئا بل هذه الحالة مستمرة الى الابد لا نهاية له الا أن تتركوا عبادة الاصنام وغيرها وتؤمنوا بالله وحده. وبهذا تم اعلان المقاطعة الكاملة ولم يعد بينهم اي طريق للرجوع عن موقفهم الحاسم لانه يبتني على الايمان بالله تعالى وهو ينافي موادّة أعدائه ويباينه مباينة تامة لا يجوز فيها التسامح والمهادنة.

إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ... في التبيان والمجمع وغيرهما ان الاستثناء متصل وحقيقي وهو استثناء من قوله تعالى (قد كانت لكم..) اي ان في ابراهيم ومن معه اسوة حسنة لكم في كل اعمالهم الا هذا القول فليس لكم أن تتأسوا به لكونه في قضية خاصة وظرف خاص. ويقال ان قصة استغفاره عليه السلام كانت معروفة لدى العرب فلزم استثناؤه لئلا يتوهم جواز التأسي به في ذلك فيكون مستمسكا لامثال حاطب.

ولكنه بعيد اولا من جهة أنه ليس كل ما عمله من معه اسوة لنا فهم ليسوا معصومين فلا حاجة الى الاستثناء منه وثانيا أن هذا التعميم ليس مقصودا قطعا ولا اثر له لعدم الطريق الى معرفة سيرتهم وثالثا أنه لا يلائم اللفظ ايضا لتقييد الاسوة في الجملة السابقة بقوله تعالى (اذ قالوا لقومهم) فهذا القول هو موضع التأسي فحسب وهو المقصود وهو المعلوم ايضا فلو كان الاستثناء من التأسي فهو منقطع لان هذا القول ليس من جنس التبري ورابعا أن الاستثناء ليس من الحثّ على التأسي بل من كون خطابهم لقومهم من التبري فيكون المعنى أن خطابهم كان كله تبريا منهم الا هذا القول من ابراهيم عليه السلام فانه لم يشتمل على التبري ولكنه كان في ظروف خاصة وعلى ذلك فيكون الاستثناء متصلا ايضا.

ويلاحظ ايضا أن المستثنى ليس هو نفس الاستغفار بل وعده اياه ولا وجه لاستثنائه من التأسي اذا حصل نفس الظروف فانه عليه السلام انما وعده بذلك ليلين قلبه ولعله طمع بذلك أن يؤمن بل قيل انه كان يظهر له عليه السلام أنه يريد أن يؤمن ولكنه يخاف من ماضيه الذي كان كافرا فيه فوعده بالاستغفار وقد استغفر له فعلا كما ورد في قوله تعالى (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ)[2] وانما استغفر له ليفي بوعده كما قال تعالى (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ..).[3]   

وملاحظة اخرى وهي أن هذا الوعد لم يكن يشتمل على تولي الاب وان لم يشتمل على التبري منه فانه أضاف الى وعده بالاستغفار بأن ذلك لا ينفعه اذا أراد الله به سوءا فانه لا يغني عنه شيئا كما قال وما املك لك من الله من شيء اي لا أقدر على شيء لئلا يتوهم المخاطب أن ابراهيم عليه السلام لقربه لديه تعالى لا تردّ له دعوة فاذا طلب شيئا فكأنّه طلب ما يملك وأنه حاصل لا محالة. ومن هنا يتبين أن الرسل ايضا قد لا تجاب دعاؤهم فضلا عن غيرهم فليس كل دعوة مستجابة كما يلاحظ في قصة ابن نوح عليه السلام[4] وما نزل من عدم استجابة استغفار الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم للمنافقين حتى لو استغفر لهم سبعين مرة.[5] وليعلم أن الرجل ليس والد ابراهيم عليه السلام لما مر في تفسير قوله تعالى (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ)[6] نقلا عن العلامة الطباطبائي رحمه الله.

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ... الظاهر أنه من تتمّة كلام ابراهيم عليه السلام وقومه فالاستثناء اعتراض والغرض من هذا الدعاء الجملة التالية حيث يدعون الله تعالى أن يحفظهم من كيد الكافرين ولكنهم مقدمة لذلك يبتهلون اليه تعالى بثلاث جمل قدموا فيها الجار والمجرور ايذانا بالحصر فهم لا يتوكلون في امورهم الا على الله تعالى ولا ينيبون الا اليه ويذعنون أن المصير اليه لا محالة.

ومعنى التوكّل هو الاعتماد عليه تعالى في جميع الامور والتسليم له والانسان المتوكّل يعيش في راحة وطمأنينة فهو جازم بأنّ وكيله هو الله تعالى وهو القادر على كلّ شيء والرؤوف بعباده فلا يعمل الا ما يكون الأصلح لحاله ولا يهتمّ بما يكون مخالفا لهواه. وليس معناه بالطبع أن يترك الامور تجري بطبيعتها ولا يحاول إصلاح شأنه فليس هذا معنى التوكّل بل يعمل كل ما في وسعه ولكن حيث ان الامور لا تجري دائما وفقا لما ينظمه الانسان من عوامل لجهل الانسان بكثير منها فانه قد لا يصل الى مراده الا بتوفيق وعناية خاصة من الله تعالى. والمشهود أنّ الله تعالى يوفّق المتوكّلين للوصول الى مقاصدهم المشروعة ويهيّء كل العوامل بلطف وعناية خاصة. وقد قال تعالى (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).[7] والظاهر أن غرضهم من التوكل في خصوص المقام التوكل في مواجهة الاعداء فانه كان موقفا صعبا يستدعي استعدادا ماديا ومعنويا وهم لا يملكون شيئا من ذلك ولكنهم يكفيهم التوكل على الله في تلك المواجهة الصعبة.

وغرضهم من الانابة ــ وهي الرجوع ــ الرجوع اليه تعالى بعد ترك كل الاواصر والعلائق القبلية والقومية والاسرية فأصبحوا لا وجهة لهم الا اليه تعالى وما أحلى هذه الحالة وما الذّها حيث ينقطع عن الخلق كلهم ويتفرغ للتذلل لدى ربّه والتحبّب اليه والتلذّذ بمناجاته وتلقي عناياته الخاصة.

وغرضهم من الجملة الاخيرة نفي كل علاقة دنيوية واعلان عدم الاهتمام بما يؤول اليه أمرهم في الدنيا سواء كان خيرا أم شرا فان العاقبة هي مطمح انظار المؤمنين والعاقبة للمتقين وحسبهم في العاقبة ان مصيرهم اليه تعالى فيعيشون في كنف رحمته وظل عنايته لا يهمهم شيء حتى الجنة ونعيمها.

رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ... الفتنة: الامتحان. وهو مصدر فقد يكون بمعنى المفعول اي لا تجعلنا مفتونين لهم بان يتمكنوا من التاثير علينا وفتنتنا عن ديننا ويمكن ان يكون بتقدير مضاف اي لا تجعلنا موضع فتنة وامتحان لهم بأن يبتليهم الله تعالى بالتمكن من ايذائنا والاعتداء علينا. وكان هذا الدعاء من مقتضيات التبري السابق فانه يثير في قومهم الاحقاد ويسوّل لهم الاعتداء. والغفران هو الستر ولا يختص بالآثام فاذا عمل الانسان عملا يستلزم تبعة غير مطلوبة في الدنيا صح ان يستغفر ربه ليقيه شرّ تلك التبعة كما في قصة موسى عليه السلام بعد قتل القبطي وكما ورد في مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)[8] على ما مرّ توضيحه. فالغفران المطلوب هنا أعم من غفران الذنوب ويشمل الوقاية من تبعات هذا التبري في الحياة الدنيا. والتعليل بالاسمين الكريمين من جهة أن عزته تعالى تقتضي غلبته على كل شيء وأنه لا يقاوم ارادته شيء فيمنعهم من عدوان الكفار بعزته. وحكمته ايضا تقتضي أن يجعل كل شيء في موضعه فينصر الذين آمنوا.

وقيل: ان الدعاء والابتهال المذكورين من كلام الله سبحانه لتعليم المؤمنين أن يقولوا ذلك في مواجهتهم للكفار. وهو بعيد لفظا ومعنى اما من جهة اللفظ فلعدم ذكر ما يدل على هذا الاستيناف وظاهر السياق انه تتمة كلام ابراهيم عليه السلام ومن معه واما من جهة المعنى فلأن السياق سياق تنديد بالمؤمنين لموالاتهم للكفار لا سياق تعليم لهم في كيفية المواجهة.

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ... قوله (لمن كان..) بدل عن (لكم). والظاهر أن تكرار التنبيه على التأسي ليترتّب عليه اختصاصه بالذي يرجوالله واليوم الآخر. والرجاء هو الامل فالمراد بمن يرجو الله ان يأمل حصوله على ثواب منه تعالى في الدنيا او في الآخرة او فيهما والمراد برجاء اليوم الآخر الايمان بالبعث والنشور والوصول الى ما وعد الله به هناك من الثواب.

والغرض من الآية احد امرين:

الاول: تقييد التأسي باعتبار ان الخطاب وان كان للمؤمنين الا ان فيهم منافقين ومن في قلوبهم مرض فاراد ان ينبه ان الذي يتاسى بهم منكم هم الذين يرجون ثواب الله والاخرون لا يتاسون او لا ينفعهم التاسي وهذا المعنى هو الذي ذكره جمع من المفسرين في تفسير قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).[9]

الثاني: ما ذكرناه هناك ــ وان كانت العبارة قاصرة عن اداء المراد ــ وهو ان التأسي لا يختص بالمخاطبين بل هو عام لكل من كان يرجو الله واليوم الآخر والغرض هو التنبيه على ان الايمان حيث يقتضي حتى باقل درجاته رجاء ثوابه تعالى في الدنيا والآخرة فمن كان يرجو ذلك فليعلم أن من طرق تحصيله هو التاسي بابراهيم عليه السلام ومن معه وبذلك يتبين اهمية هذا الحكم وهو مقاطعة اعداء الله تعالى خصوصا في تلك الظروف العصيبة بالرغم من اواصر القرابة بين الفريقين.

ويتبين بما ذكرناه آنفا ان السر في التعبير بالرجاء دون الايمان واليقين هو ان هذا الرجاء مما يقتضيه اقل مراتب الايمان والذي يحظى به اكثر المنتمين الى الاديان الالهية فان جميعهم يتوقعون خيرا من الله تعالى في الدنيا بل يتوقعون الخير في الآخرة بل لعل درجة من الرجاء نجدها في كثير ممن ينكر الله تعالى بلسانه ولذلك اعتبرت الآية في ذيلها من ليس فيه هذا الرجاء ممن تولى عن اطاعة ربه. ومن هنا يتبين أن في الآية الكريمة تنديدا بليغا بمن لم يتأسّ بابراهيم عليه السلام وتولّى الكافرين لاهداف دنيوية بأن ذلك ينافي الايمان بل ينافي رجاء رحمة الله في الدنيا والآخرة فكأنّ هذا المؤمن حسب الظاهر لا يرجو رحمة الله فضلا عن الايمان به ولا يرجو رحمته حتى في الدنيا لان عطف اليوم الآخر يقتضي الفرق.

وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ... المراد بالتولي هنا الاعراض بتقدير (عن) اي الاعراض عن طاعة الله تعالى في هذا الامر. و(من) شرطية وجزاؤها محذوف اي لن يضر الله شيئا والجملة المذكورة في الآية تدل على الجواب المحذوف واكتفي بها لانها السبب فان العلة في عدم الاضرار هو غنى الله تعالى.

والتعبير يدل على الحصر فليس في الكون غني حميد غيره تعالى فكل غني فقير اليه بل فقير الى كل ما يؤثر بارادته تعالى في الكون. وكل حميد لا يحمد الا لما وهبه الله تعالى والله لا يهب كما يهب غيره فهو المالك للموهوب والموهوب له ولا يمكن ان يستقل الموهوب بما ملّكه الله تعالى فلا استقلال في الوجود الا له. وتوصيفه تعالى بالحميد للاشارة الى سبب تشريعه للاحكام فانه بمقتضى الغنى لا ينتفع بطاعة عبيده ولا يتضرر بمعصيتهم ولكنه لكونه الحميد المطلق يراعي مصالحهم ومفاسدهم ويأمرهم بما ينتفعون به وينهاهم عما يضرهم.

 


[1] الانعام: 108

[2] الشعراء: 86

[3] التوبة: 114

[4] كما في سورة هود : 45- 47

[5] التوبة: 80

[6] الصافات: 85

[7] الطلاق: 3

[8] الفتح: 2

[9] الاحزاب: 21