مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ... ينتقل الى بيان نعيم الجنة وهو الغرض الاول من السورة. وقد ذُكر هنا جنتان لكل من فريقين من السعداء وأشير الى اختلاف درجتهما في النعيم بطريقة لطيفة جدا. وعبّر عن الفريق الاول بمن خاف مقام ربّه.

والظاهر أن في ذلك اشارة الى الفرق بين الخوف من مقام الرب تعالى والخوف من عقابه فالملائكة الكرام ايضا يخافون الله ولكنهم لا يخافون العقاب لانهم معصومون (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ)[1] ومع ذلك فهم يخافون ربهم كما قال تعالى (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[2] وقال ايضا عنهم (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)[3] وكذلك المعصومون من البشر ومن وصلوا الى الغاية في معرفته تعالى وهم المقربون السابقون على ما وصفهم به في سورة الواقعة فانهم يخشون ربهم ولكنها ليست خشية من العقاب بل من مقامه تعالى وعظمته لانهم يعلمون أنهم لا يقدرون على أداء حقه تعالى ويشعرون دائما بالتقصير.

والظاهر أن المقام اسم مكان من القيام وهو في الاصل بمعنى موضع قيام الشخص ويطلق مجازا على المكانة الاجتماعية في البشر ويتوسع فيه فيطلق على  الشأن والعظمة. ومثل هذه الآية قوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى‏ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى‏)[4] وكذلك قوله تعالى (ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامي‏ وَخافَ وَعيدِ)[5] الا أنه جمع هنا بين المخافتين.

وقيل: المراد بمقام ربه مقام الانسان أمام ربّه يوم القيامة لقوله تعالى (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِين‏)[6] ولكنه لا يناسب اضافة المقام الى الرب وقيل هو مصدر بمعنى قيام الله عليه كما هو قائم على كل نفس لقوله تعالى (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَت)[7] والخوف من قيمومته تعالى عليه عبارة عن التقوى. وهو ايضا تأويل بعيد.

وأما تثنية الجنة فقد مرّ الكلام فيها وقلنا ان الظاهر أن المراد التعدد وأن اختيار صيغة التثنية لنوع من جمال التعبير اختير لهذه السورة المباركة. وقيل ان المراد جنة يثاب عليها وجنة يضاف اليها لقوله تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وَزِيادَة)[8] وقوله (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيد).[9]

وهناك اقوال ضعيفة جدا لا شاهد لها كالقول بأن إحداهما منزله ومحل زيارة أحبابه له والأخرى منزل أزواجه وخدمه، او احداهما بستان داخل قصره والآخر خارجه، او هما منزلان ينتقل من أحدهما إلى الآخر لتتوفر دواعي لذته وتظهر ثمار كرامته في مقابلة من يطوف بين النار وبين حميم آن، او جنة لعقيدته وجنة لعمله، أو جنة لفعل الطاعات وجنة لترك المعاصي، أو إحداهما روحانية والأخرى جسمانية، او جنة عدن وجنة نعيم، او جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني.

وهناك قول آخر في ذكر المجموعتين من الجنتين مع اختلاف الصفات وهو أن كل هذه الجنان لمن خاف مقام ربه وأن هذه صفة المتقين بوجه عام وأن الغرض من ذكر الجنتين الاوليين ثم الاخيرتين الاشارة الى أن الله تعالى جعل لهم جنات عديدة مختلفة ليتنقلوا بينها فلا يملوا البقاء في جنة واحدة وأن التعبير بكون الاخيرتين دون الاوليين يقصد به أنهما أقرب اليه من الاوليين بل قال بعضهم انهما حسبما ورد من الاوصاف افضل من الاوليين. وهذا القول ورد في التبيان ومجمع البيان ونسب ايضا الى ابن عباس.

ولكن هذا القول ضعيف اذ لا يظهر وجه لذكر المجموعتين وبيان اختلافهما في الصفات ولو كان السبب مجرد الاشارة الى تعدد الجنات لعدم عروض الملل عليهم لم يحتج الى هذا التفصيل فكان الاولى التنبيه على مجرد التعدد.

وقد صرح في القرآن الكريم بأن أهل الجنة لا يملونها أبدا قال تعالى (خالِدينَ فيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً)[10] والانسان انما يملّ الطريقة الواحدة في الحياة الدنيا ويبحث دائما عن التغيير فينتقل من المدينة الى القرية ومنها الى الغابة ومن السهل الى الجبل ومنها الى البحر وهكذا بحثا عن امنيته التي يفقدها وهو الكمال فاذا دخل الجنة استقرت به النوى لانه يبلغ غايته ويجد منيته.

هذا مضافا الى الاختلاف الواضح بين المجموعتين مما يدل بوضوح على أن الغرض من سرد كل هذه التفاصيل الاشارة الى اختلاف درجات المتقين كما ورد ذلك بوضوح ايضا في سورة الواقعة والدهر والمطففين وغيرها. ومضافا الى ما سيأتي في تفسير (ومن دونهما).  

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ... قيل ان المراد بالآلاء هنا ما أخبر الله تعالى به عباده من الانس والجن أنه يجزي احسانهم بهذه الجنات وهو بذاته نعمة عظيمة. وقيل المراد نفس النعم الاخروية. ولكن الآية حيث انها تشتمل على الاستنكار لتكذيب الآلاء فينبغي أن يكون المراد النعم التي يشعر بها الانسان في الحياة الدنيا وهي ظرف التكذيب والتصديق فالاولى أن يقال ان المراد بالسؤال هنا وفي ما يأتي من الآيات استنكار تكذيب الآلاء في الدنيا لانه يستتبع الحرمان من هذه النعم العظيمة في الآخرة نظير ما مرّ في مقام التهديد بعذاب الآخرة.

ذَوَاتَا أَفْنَانٍ... اما أن تكون هذه صفة للجنتين وما بينهما اعتراض او خبرا لمبتدأ مقدر اي هما ذواتا أفنان. والافنان جمع (فنن) بفتحتين او جمع (فنّ) بالتشديد وان كان الغالب في جمعه فنون كما أن الغالب في جمع (فنن) الافنان وحيث ان (فنن) بمعنى الغصن فيبدو أن المراد هنا بمناسبة الجنة الاغصان.

يبقى السؤال عن وجه توصيف الجنتين بذلك اذ لا يعتبر كون الجنة مشتملة على أغصان ميزة فتمدح بذلك! خصوصا اذا قلنا بان هاتين الجنتين تتميزان عن الاخيرتين في مختلف الجهات فاذا كانت الاخيرتان مدهامتين اي مسودّتين من شدّة الخضرة فكيف توصف هاتان بأنهما ذواتا أغصان فقط؟!

حاول المفسرون التأويل تهربا من الاشكال فوصفوا الاغصان تارة بأنها رطبة لينة واخرى بانها ريانة نضرة ونحو ذلك من التعابير وفي الميزان ان التنكير للتعظيم فهي عظيمة كثيرة الورق والثمر وأن القرينة على ذلك هو نفس مقام المدح. وقيل خصّ الاغصان بالذكر لان منها الظل وعليها الثمر وما الى ذلك من المحاولات.

ولذلك ايضا ذهب بعضهم الى أن المراد بها الفنون وهي الانواع والضروب وأن المراد انهما ذواتا ألوان من النعم واللذّات واستشهدوا بأشعار من العرب ورد فيها الافنان بمعنى الانواع دفعا لتوهم اختصاص الافنان بكونه جمعا للفنن بمعنى الغصن. والفنون تستعمل بمعنى الضروب والانواع كثيرا كما يقال فنون من الكلام او الادب او الشعر ونحو ذلك.

هذا ولكن الاشكال باق بناءا على التفسير بالأغصان كيفما وصفت فان توصيف الجنتين بأنهما ذواتا أغصان ليس على ما ينبغي بل الجنة ذات شجر والشجر ذات أغصان مضافا الى ان الاوصاف المذكورة لا دليل عليها من اللفظ. واما تفسير الافنان بالأنواع والضروب فيلاحظ عليه أنه بذاته معنى مبهم وتقييده بالنعم والملذّات مما لا وجه له ولا قرينة عليه.

ولكن الظاهر أن المراد بالافنان الشُعَب وأن ذلك هو معنى هذا اللفظ في أصل اللغة وأن اطلاقه على الاغصان من جهة كونها متشعبة من الشجر وكذلك الضروب والانواع فانها تتشعب من الجنس الواحد وعليه فالمراد أنهما جنتان تتشعب منهما جنان متعددة.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ...

فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ... لا يبعد أن تكون التثنية هنا ايضا لبيان التعدد والكثرة فان الجنّة فيها أنهار من اللبن والماء والعسل والخمر ولكن الاهتمام في هذه الآية على ما يبدو هو توصيف العينين بأنهما تجريان في مقابل العينين الآتي ذكرهما حيث انهما تفوران فقط ولا شك أن العين الجارية أفضل من العين التي تفور وتنضخ بالماء ولكنه ماء قليل لا يجري على الارض. ولا شك ايضا أن الله تعالى أكرم من أن يدخل عباده الجنة ويجعل لهم عينا تنضخ بالماء من دون جريان وهو لم يبخل على الكافر والمؤمن في الدنيا بالعيون الجارية فالغرض من ذلك الاشارة الى الفرق بين المنزلتين.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ... الزوجان المثلان المتقارنان ويطلق على الصنفين من نوع واحد وتفنن المفسرون في تعيين الصنفين فقيل ما ألفوه من فاكهة الدنيا وما لم يعرفوا له نظيرا وقيل الرطب واليابس وأغرب ما قيل الشتوي والصيفي وكل ذلك لا أساس له والظاهر كما مرّ أن المراد تعدد الاصناف من كل فاكهة وهذا أمر مشهود في فاكهة الدنيا فكيف بفاكهة الجنة؟! والكلام في المقابلة هنا بين هذا وما يأتي من فاكهة الجنتين الاخريين كما مر آنفا بين حالتي العينين ففي هاتين جُعل لهم من كل فاكهة زوجان وفي الاخيرتين من بعض انواعها.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ... (متكئين) حال من الذين يخافون مقام ربّهم واللفظ اي (من خاف مقام ربه) وان كان مفردا الا أن مصداقه جماعة فالحال بهذا اللحاظ اي أنهم يملكون الجنتين ويتنعمون بهما حال كونهم متكئين على فرش وهي جمع فراش والمراد بها ما فرش على السرر بقرينة الاتكاء. والبطائن جمع بطانة في مقابل الظهارة. والاستبرق معرب (ستبر) بالفارسية اي الحرير الغليظ.

والغرض بيان غاية الترف الذي منحوه فان الفراش اذا كانت بطائنها من الحرير فكيف بظهائرها؟! واذا كانت فرشهم من الحرير فكيف بملابسهم؟! و(دان) اسم فاعل من الدنو اي القرب وهو في الاصل داني حذفت الياء وابقيت الكسرة لتدل عليها وتتوافق اواخر الآيات. والجنى ما يجتنى ويقتطف من الثمر فثمار الجنتين دانية اي قريبة منهم فلا يتعبون للوصول اليها ولا لاقتطافها.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ... الضمير في قوله (فيهنّ) يعود الى الجنتين لان المراد بهما الجنان فان التثنية كما قلنا لافادة التعدد مضافا الى ما مر في معنى الافنان انها بمعنى الشعب. وقيل ان الجمع باعتبار التعدد بحسب الافراد فان لكل واحد جنتين. وقيل الضمير يعود الى الفرش والظرفية بلحاظ دوامهن هناك. وقيل غير ذلك. والطرف هو الجفن. ويعبر عن النظر بالطرف لانه يستوجب تحريك الجفون فالظاهر أن المراد بقصر الطرف انهن لا ينظرن الى غير ازواجهن وهذه صفة يحبها الرجل في امرأته ما لم تتغير غيرته ورجولته بموبقات العصر.

ويمكن ان يكون المراد انهن لا ينظرن الى احد مطلقا وهذه ايضا صفة ممدوحة في المراة باعتبار ان طبيعة المراة تقتضي ان تكون مطلوبة لا طالبة مضافا الى أنه امر مطلوب لدى المجتمع العربي وبحسب التقاليد الدينية بوجه عام فان الاولى بالمرأة ان لا تنظر هنا وهناك بحثا عن الرجل وهذه ايضا صفة يستحبها الرجال من النساء ان كانوا ذوي غيرة وايمان.

والطمث كما يظهر من معجم مقاييس اللغة هو المسّ المؤثّر ومنه الطمث بمعنى الحيض ومنه ازالة البكارة فالمناسب لهذا المقام هو أنهن طاهرات لم يمسّهنّ احد قبل أزواجهنّ المؤمنين ولم يؤثّر فيهن أحد.

وربما يستغرب نفي المسّ من الجنّ والسبب في هذا الاستغراب توهم أن الحور العين من جنس البشر فوقع الاشكال في امكان الارتباط الجنسي بين الجن والبشر. ولا يبعد أن يكون المراد بمسّ الجنّ معنى آخر غير الارتباط الجنسي فلا حاجة الى ما ذكره المفسرون من التأويلات التي منها ما يضحك.

فمنها ما حكاه الآلوسي عن أبي عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال: كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن وقالوا: إن هاهنا رجلا من الجن يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل: من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد في الإسلام.

ومنها ما قاله الزمخشري (لم يطمث الإنسيات منهنّ أحد من الإنس ولا الجنيات أحد من الجن‏..) فالتزم بأن الحور العين نوعان انسي وجني مع أنّهنّ حسب ما تفيده الآيات نوع خاص وهنّ مطهرات من كل دنس فقد عبّر عنهنّ في ثلاث مواضع في الكتاب العزيز بالازواج المطهّرة[11] ومهما كان فلا شك في أنهن لسن من بنات حواء.

ومسّ الجنّ يعبّر به عن الجنون ونحوه من الشذوذ في الحالات النفسية والعقلية حيث كان التصور العام أنه بمسّ من الجنّ فلعله هو المنفيّ ويمكن ايضا أن يراد به ما كان الناس يوجّهون به حالات من زوال البكارة حيث ينسب ذلك الى تأثير من الجنّ فيراد بالنفي أنه لا مجال لهذا التوهم الخرافي فيهنّ.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ... تشبيه لهنّ بذلك من جهة الحسن والنضارة والصفاء والكرامة. والياقوت من الاحجار الكريمة المعروفة وهو في الصلابة أقوى المعادن بعد الماس ولونها أحمر غالبا ويضرب به المثل في الصفاء. والمرجان ــ كما مر ــ صغار اللؤلؤ وهي أشد بياضا من كباره.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ... استفهام تقريري يفيد النفي اي من الواضح أن الاحسان لا يجازى الا بالاحسان. ومعنى ذلك أن هذا مما يحكم به العقل وليس حكما شرعيا ولا أمرا خاصا بالمؤمن ولا بيوم القيامة وانما يتم تطبيقه يوم القيامة على جزاء الذين أحسنوا في الدنيا. وهذا الامر يثير اشكالا يبتني على أن الحكم العقلي العام مورده الاحسان الى الشخص واسداء الجميل اليه فمن أحسن اليك وأكرمك او أنعم عليك بنعمة وجب عليك أن تردّ احسانه باحسان بل الاولى أن ترد عليه باحسان افضل فان الاحسان بالمثل يوجب تقدمه عليك لانه هو البادي.

وهذا ما ورد في حديث رواه العياشي في تفسيره عن علي بن سالم قال (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: آية في كتاب الله مسجلة. قلت ما هي؟ قال قول الله تعالى هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر. ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به و ليس المكافاة أن تصنع كما صنع حتى يربي فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء). والاشكال أن هذا الامر لا يمكن تطبيقه على الجزاء في الآخرة والآية الكريمة تطبقه عليه.

ومن الغريب ما عبر به بعض من يدّعي التفسير فقال فإذا أحسن العباد إلى ربهم بطاعتهم إياه فإن اللّه يجزيهم بالإحسان إحسانا من خلال لطفه بهم وعطفه عليهم!!! وهذا التعبير خاطئ جدا ويدل على جهل واضح بحقه تعالى فان اطاعة الله تعالى ليس احسانا اليه وهو غني عن عبادتهم وانما يحسنون بذلك الى أنفسهم.

فالصحيح أن يقال ان مورد الحكم العقلي عام يشمل الاحسان الى الشخص والاتيان بالعمل الحسن في حد ذاته وان لم يكن احسانا الى أحد واطاعة الله تعالى وعبادته حسن في حد ذاته فيشمله الحكم العام فالمراد بالاحسان الاول في الآية الكريمة أن يحسن الانسان عمله او ان يأتي بالحسنات وبالثاني الاحسان اليه بأفضل مما يناسبه بل يزيده اضعافا مضاعفة ومع ذلك فانه داخل في حيّز الجزاء وان كان كل ما يعطيه الله تعالى فضلا اذ لا يستحق عليه أحد شيئا ولكنّه لفضله وكرمه اعتبر ذلك جزاءا وهذا غير ما يزيدهم مما لا يتوقعونه ولا يشاءونه بل لا يتصورونه.

فبأي آلاء ربّكما تكذّبان...

 


 التحريم: 6[1]

 النحل : 50[2]

 الانبياء: 28[3]

 النازعات: 40- 41[4]

 ابراهيم: 14[5]

 المطففين: 6[6]

 الرعد: 33[7]

 يونس: 26[8]

 ق: 35[9]

 الكهف: 108[10]

البقرة: 25 وآل عمران: 15 والنساء: 57[11]