مكتب سماحة السيد مرتضى المهري

سورة الطارق سورة مكية كما هو واضح من سياقها وموضوعها الرقابة على الانسان وتنبيهه ليوم الرجوع الى الله ثم تحذير كفار قريش بان كيدهم يواجه كيد الله تعالى.

وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ...

قسم بالسماء وبالطارق. والمقسم عليه أن كل انسان عليه رقيب يحفظ عليه اعماله. اما السماء فيمكن ان يكون المراد بها حسب ظاهر اللفظ عالم النجوم والمجرات بقرينة ذكر النجم الثاقب.

واما الطارق فهو ماخوذ من الطرق وهو في الاصل بمعنى الضرب ومنه طرق الباب، والمطرقة اي الحديدة التي يدقّ بها المسمار ونحوه. ويطلق الطرق ايضا على النزول ليلا ولعله من جهة طرق الباب اذا ورد الوارد ليلا حيث انهم كانوا غالبا لا يغلقون ابوابهم نهارا.

ولعدم وضوح المراد بالطارق ورد السؤال (وما ادراك ما الطارق) ثم فسره بالنجم الثاقب. والثقب معروف وهو النفوذ في الشيء فاذا وصف به النجم فمعناه ان له ضوءا قويا ونفاذا. ولعل التعبير عنه بالطارق لانه يرى ليلا كالنازل في الليل.

وهناك اختلاف في تحديده بنجم خاص كزحل وهو كوكب بالمصطلح الجديد او غيره من النجوم المضيئة اللامعة او تعميمه لكل النجوم.

وقيل ان المراد به الشهب لما ورد من توصيفها بالثاقب في قوله تعالى (فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)[1] ولكن هذا لا يدل على التخصيص فالظاهر ان المراد به بحسب الاستعمال كل نجم ثاقب ولكن الاولى ان يقال انه كناية عن حقيقة اخرى سياتي الكلام فيها ان شاء الله تعالى.

وهنا سؤالان في الآيات الكريمة:

اولا ما هو السر في هذه الطريقة من البيان ولماذا اقسم اولا بالطارق ثم ذكر السؤال بما يدل على كونه غريبا على الاذهان بقوله (وما ادراك ما الطارق) مع ان الطارق يطلق على النجم لدى العرب.

ويقال ان قول المراة التي حرضت المشركين في غزوة احد وهي هند بنت عتبة بقولها (نحن بنات طارق) تقصد أنّ آباءهن مشهورون معروفون كالنجوم.

فكان من الممكن ان يقول تعالى (والسماء والنجم الثاقب) او (والسماء والطارق النجم الثاقب) فلماذا هذا التطويل؟

وثانيا ما هي مناسبة السماء والنجم للمقسم عليه وهو الرقابة على الانسان؟

لعل السر في هذا البيان والسؤال بما يدل على غرابة الطارق أن المراد بالطارق في الواقع ذلك الرقيب وهو الملك الذي ينفذ في اعماق روح الانسان ويعلم نواياه وعلى اساسها يُقوّم العمل ولذلك اراد الله تعالى بهذا التعبير ان ينبه على انه مجهول للناس لا يعرفونه ولا يشعرون به ولا يعرفون قدره وعظمته ولا دوره في هذا الكون وهو دور عظيم وحساس جدا فهو ينفذ في اعماق النفوس ويسجّل الاعمال على صورتها الواقعية وهي مغايرة غالبا مع الصورة الظاهرية فالطارق الذي لا يعرفه الانسان هذا الملك.

وسر اختيار التعبير عنه بالنجم الثاقب انه ينفذ في اعماق الانسان من دون ان يحضر في عالمه فعالم الملك بعيد عن عالم الانسان بعدا معنويا كالبعد الحسي بين السماء والارض ولذلك لا يشعر به الانسان ونحن نعلم ان من مشكلات الرقابة في المؤسسات الامنية هي التخفي عن المراقَب والله تعالى يشير هنا بان هذه الرقابة تتم في عالم آخر لأن هذا الملك ينفذ في الانسان من عالمه وهو السماء ومن هنا لزم ذكر السماء ايضا وهي تُشعر بالهيمنة والاحاطة والاشراف. 

وبناء على ما ذكرنا فالمراد بالسماء وان كان بحسب ظاهر اللفظ وبقرينة النجم عالم النجوم والمجرات والمراد بالنجم الثاقب كل نجم مضيء او نجم خاص الا ان هذا اللفظ كناية عن امر اخر فالمراد بالسماء في الواقع عالم الملائكة والمراد بالنجم الثاقب الملك الرقيب.

وبهذا ينحل الاشكال الذي لم يهتد الى حله بعضهم ولم يذكره اكثرهم مع ان احساسهم بوجوده واضح من تعابيرهم.

ولا اقول ان اللفظ مستعمل في هذا المعنى بل المراد بالسماء هو هذه السماء التي نراها فوقنا والطارق هو النجم الثاقب الذي في السماء ولكن المقصود من هذا القسم ان ينتقل الانسان الى معنى آخر للسماء وللنجم الثاقب كما قلنا.

ولكي ينتبه المخاطب الى ان في الكلام كناية قال تعالى (وما ادراك ما الطارق) والا فلا موجب له لانه معلوم من اللفظ.

إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ...

(ان) نافية و(لمّا) بمعنى (الا) كما في كتاب العين ومثله قوله تعالى (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)[2] ولذلك تفيد الشمول التام مع النفي اي لا يوجد نفس الا وعليها حافظ.

والمراد بالحافظ الملك الرقيب الذي يسجّل على الانسان اعماله قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[3] والنفس: الروح وفي كتاب العين ان كل انسان نفس.

وورد في تفسير الميزان احتمال ان يكون المراد حفظ النفوس البشرية من الزوال حتى يعيدها الله تعالى فان الاعادة ليست بمعنى اعادة المعدوم والا لكان المعاد مثل الاول لا عينه فلا بد من ابقاء حقيقة الانسان وهي روحه وهي المراد بالنفس حتى يصدق انه اعيد بنفسه فالذي تغير هو صفة او حالة فيعاد الانسان الى حالته السابقة وليس بمعنى اعادة المعدوم.

هذا ولكن الآية لا ترتبط بهذا الامر لان الحفظ تعدى بـ (على) ومعناه ان هذا الرقيب يحفظ على الانسان اعماله واقواله ونياته واسراره كما قال تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ)[4] والحفظ بالمعنى المذكور في كلامه رحمه الله يتعدى بنفسه كقوله تعالى (وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا)[5] او باللام كقوله تعالى (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).[6]

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ...

الفاء للترتب اي يترتب على وجود هذا الرقيب لزوم ان ينظر الانسان من اي شيء خلقه الله تعالى؟

ولم يذكر الخالق لا في السؤال ولا في الجواب لان العناية هنا بمادته التي خلق منها لا بخالقه. والمراد بالنظر التأمل والبحث وهو لا يحصل بمجرد النظر بالعين. وقوله تعالى (ممّ) مخفف (ممّا) و(ما) استفهامية اي من اي شيء خلق؟

والمراد بالماء الدافق المني. والدفق صب الماء او انصبابه دفعة وقد وقع الكلام في اللغة في انه لازم او متعد فالموجود في كتاب العين انه لازم قال دفق الماء دفوقا انصبّ ولكن الازهري في التهذيب اعترض عليه على اساس ان العين لليث وليس للخليل وقال ان الدفق متعد وقال (لم اسمع دفقت الماء فدفق لغير الليث) ونسب الى الخليل وسيبويه ان الدافق بمعنى ذو دفق كما يقال سر كاتم اي ذو كتمان وحكى عن الفراء ان دافق بمعنى مدفوق. والله اعلم والمعنى واضح. 

والسؤال هنا انه ما هي العلاقة بين هذا الرقيب ولزوم نظر الانسان الى مبدأ خلقه؟

الجواب أن هذه الرقابة انما تتم لمحاسبة الانسان على اعماله يوم القيامة والانسان قد لا يؤمن بالمعاد كما هو الغالب في البشر حتى ان المؤمنين منهم غير مقتنعين تماما الا انه محتمل على الاقل فيستدعي ذلك تحفظا منهم على اعمالهم ولكن من البشر من يكذب به ويستند في تكذيبه الى امر واحد وهو استبعاد احياء البشر بعد موتهم وبعد مضي القرون المتمادية عليهم وتبدل اجسامهم الى تراب ومواد ترابية اخرى فالله تعالى بهذا الامر ينبه الانسان على ان هذا الامر ممكن وذلك لان الذي خلقه انما خلقه من مادة ضعيفة وهي الماء الدافق اي المني وهو لا يحمل هذه الخصائص ولا هذه النفس والروح فاذا خلقه منه ابتداء فاعادة خلقه اهون.

والسر في كونه أهون في خصوص الانسان أن نفسه وهي حقيقته وقوامه لا تفنى بل هي محفوظة عند الله تعالى كما قال (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)[7] فيظهر من الآية بوضوح ان نفس الانسان تغاير جسمه وان الله تعالى يتوفاها اي ياخذها ويقبضها كاملة حين الموت وحين النوم مع ان ما به الحياة لا يفارق الجسم في النوم.

فيظهر منه أن الذي يبقى في ذلك العالم امر آخر فإحياء الانسان بعد موته لا يحتاج الا الى إعادة تعلق النفس بالجسم وليس كايجاده من البدو فان النفس ليست موجودة والله تعالى يوجدها بعد اتمام كل مقومات الجسم كما قال (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).[8]

والظاهر ان هذا الانشاء ايجاد للنفس البشرية ولذلك اعقبه بقوله (فتبارك الله احسن الخالقين) ولم يقل ذلك في خلق اي شيء. واليه يشير بقوله (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)[9] والخلق باليدين اشارة الى مزيد من الاهتمام وهذا التعبير ايضا خاص بخلق الانسان.

يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ...

الصلب من الصلابة وهي الشدة كما في معجم المقاييس والمفردات ومنه سمي الظهر صلبا. والترائب جمع تريبة قال الازهري في تهذيب اللغة نقلا عن الفراء (الترائب ما اكتنف لبّات المرأة مما تقع عليه القلادة وقوله من الصلب والترائب يعني صلب الرجل وترائب المرأة يقال للشيئين ليخرجن من بين هذين خير كثير ومن هذين خير كثير وقال الزجاج جاء في التفسير ان الترائب اربع اضلاع من ميمنة الصدر واربع اضلاع من ميسرة الصدر وجاء ايضا في التفسير ان الترائب اليدان والرجلان والعينان).

ومن هنا اختلف المفسرون ــ لاختلاف اهل اللغة قديما ــ في معنى الترائب وفي انها تختص بالمرأة او لا تختص ولكن الاشكال ظهر اخيرا بعد ما انكشف في العلم ان النطفة سواء من الرجل او من المراة لا تخرج من بين الصلب والترائب اي الظهر واعلى الصدر فحاول العلماء المسلمون تطبيق الآية على بعض ما اكتشفه العلم وكل منهم أتى بوجه يمكن تطبيق الآية عليه حسب فهمه.

ولكن من الواضح أن الآية لا تقصد هذه المعاني الدقيقة والقرآن كما أسلفنا مرارا ليس كتابا علميا يبحث عن حقائق الطبيعة ولذلك رفضنا في تفسير كثير من الآيات ما أبداه بعض المتخصصين لتوجيهها بما يطابق الكشف العلمي.

ومن ذلك ما ذكروه في تفسير قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) من ذكر حركة للشمس غير ما نشعر به فان هذه الحركة من خطأ الانسان. والكرة الارضية هي التي تدور وتجري وحملوا الآية على تلك الحركة وقلنا ان هذا غير صحيح والمراد بالآية جريان الشمس الذي نشاهده وان كان الواقع امرا آخر ولذلك كل من اراد ان يعبر عن هذه الحركة في المحادثات يعبر بجريان الشمس وان كان عالما بانه ليس واقعيا.

ولعل المراد بالصلب الرجل وبالترائب المرأة اي يخرج الماء الدافق من بين الرجل والمراة اي منهما وقد حكينا عن الفراء قوله (يقال للشيئين ليخرجن من بين هذين خير كثير ومن هذين خير كثير) فيصح ان يكون المراد من قوله (من بين الصلب والترائب) انه يخرج من الرجل والمراة فتكون الآية كقوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ).[10]

فلو صح هذا الاحتمال فلعل التعبير عن الرجل بالصلب باعتبار عقيدة العرب ان نطفة الرجل من ظهره او اي تصور آخر ادى الى التعبير عن الآباء بالاصلاب والله تعالى يقول (وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ)[11] وصرح بالظهور في قوله (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)[12] ولم أجد أحدا من المفسرين حاول توجيه الآيتين.

وأما التعبير عن المرأة بالترائب فلعله من جهة اختصاص التعبير بالترائب عن موضع القلادة من المرأة كما يظهر من بعض اللغويين.

ويحتمل ان يكون المراد خروجه من بين الظهر والصدر من الرجل ولكن لا نعلم كيف يخرج من هذا الموضع ومجرد عدم وصول العلم الى كشف هذه الحقيقة ليس مبررا لتوجيه كلامه تعالى وتاويله بما يخالف ظاهره.

وهناك وجه آخر وهو أن يكون المراد ان الماء المذكور من الرجل ايضا وانه يخرج من بين الظهر والصدر ولكن لا لخصوصية فيهما بل باعتبار انهما من اجزاء الانسان وانما يذكر ذلك للاشارة الى أن مصدره ليس مما له شأن وانما يخرج من جسم انسان آخر جانب منه الصلب وهو الظهر والجانب الاخر الترائب فالغرض بالخطاب ان الانسان مخلوق من شيء تافه في حد ذاته وأن كل هذه الصفات التي نجدها فيه انما أوجدها الله تعالى فيه بقدرته وهو لا يحمل شيئا منها بذاته فالذي خلقه أوّلا يعيد خلقه.

ومثله قوله تعالى (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ).[13]

والفرث: الروث مادام في كرش الحيوان ومن الواضح أن اللبن لا يخرج من بين الفرث والدم ولكن المراد انه يخرج من باطن الحيوان حيث توجد القاذورات والدم وهما مما لا يستسيغ الانسان تناوله ولكن الله تعالى يخرج من هذا المكان القذر لبنا سائغا له.

فكذلك هنا يخلق الانسان بهذه الصفات والسجايا الحميدة من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب اي من جسم انسان اخر.

إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ...

جملة مؤكدة بـ (إنّ) ولام القسم. والضمير يعود الى الخالق المفهوم من قوله (خلق). والرجع بمعنى الارجاع اي ان الله تعالى قادر على ارجاع هذا الانسان الى الحياة بعد موته كما كان قادرا على إيجاده الاول ومنحه الحياة بل الاعادة أهون كما مر بيانه.

يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ...

ظرف للرجع والمراد به يوم القيامة. والبلاء: الاختبار وهو كثير الاستعمال في القرآن. والسرائر جمع سريرة وهي ما يسره الانسان في نفسه.

ففي ذلك اليوم لا يقتصر الحساب على ظواهر عمله بل يحاسب على ما أخفاه من النيات وما قصده ولم يفعله كما قال تعالى (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ).[14]

والسرائر تختلف فمنها ما يغير وجهة العمل كالرياء فانه يقلب العمل الصالح اثما عظيما موجبا للعقاب فالذي يصلي رياء ليس تاركا للواجب فحسب بل هو مرتكب لكبيرة بل حتى لو كان مرائيا في عمل مستحب فانه يعاقب عليه.

ومنها ما لا يعاقب عليه كما لو اراد ان يعمل محرما ثم ندم من نفسه وتركه فهذا لا يعاقب بل ربما يثاب ان كان ندمه لله تعالى.

ومنها ما يحاسب الانسان عليه ولكن ربما لا يعاقب كما لو اراد ان يرتكب محرما فلم يوفق ولعل هناك فرقا بين ان يرتكب بعض مقدماته وان لا يرتكب.

والحاصل ان الانسان يحاسب على نواياه الحسنة والسيئة حتى لو لم يعاقب فان بعض النوايا السيئة تؤثر في منزلة الانسان وكرامته لدى الله تعالى. 

فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ...

حيث يعلم من بلاء السرائر أنه يحاسب وقد يعاقب على ما أسره أتى بالفاء هنا لانه جزاء شرط مقدر اي اذا حكم عليه بالعقاب فما له قوة لمواجهة العقوبة ولا لدفعها عن نفسه ولا يوجد هناك من ينصره ويدافع عنه.

 


[1] الصافات: 10

[2] يس: 32

[3] ق: 18

[4] الانفطار: 10- 11

[5] البقرة: 255

[6] الحجر: 9

[7] الزمر: 42

[8] المؤمنون: 14

[9] ص: 75

[10] الانسان: 2

[11] النساء: 23

[12] الاعراف: 172

[13] النحل : 66

[14] البقرة: 284