قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للّه مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللّه وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)
قل انما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثم تتفكروا... خمس آيات أتت تباعا كلها مبدوّة بالامر بالقول، فكأنه هجوم ثقافي يقذف بالحق على الباطل ليدمغه، وهو في اولها يدعو القوم الى التفكر والتدبر.
وهكذا المنطق القوي والدين الالهي لا يحذر من تثقيف الناس وتفهم المجتمع، خلافا للمتسلطين الذين لا يريدون الا مصالحهم فهم يمنعون تدوين الحديث ونشر الكتب والثقافات بحجة انها مضللة او مضادة للمصالح الاجتماعية ونحو ذلك. ولكن منطق القرآن يدعو ويكرر الدعوة: أفلا تتفكرون، أفلا تعقلون، أفلا يتدبرون القرآن, ونحوذلك.
وهنا يأتي البيان مبدوّا بكلمة (انما) المفيدة للحصر كما يقال، او التاكيد على الاقل فبناءا على الحصر يفيد أن الايمان بهذه الرسالة لا يحتاج الى شيء اكثر من التفكير الصحيح. وأكّد ذلك بقوله: اعظكم بواحدة، وهذا تصريح بالحصر المذكور.
ثم اعتبر هذا الامر موعظة ونصحا لان النتيجة ستكون لصالحكم فان الامر خطير، والاحتمال حتى لو كان ضعيفا لديكم فان أهمية المحتمل يستوجب الاهتمام البليغ.
ثم ان مجموع هذه الجملة انما اعظكم بواحدة بمنزلة تنبيه للسامع وتحضير له لينتظر امرا مهما، فلم يبدأ كلامه بالامر بالتفكير بل بهذه الموعظة ليثير في السامع سؤالا: ما هي الموعظة الوحيدة التي تنفعني ولا ينفعني شيء لو لم تنفعني هذه؟ فيأتيه الجواب: أن تقوموا للّه.. فيأمر بدوا بالقيام والنهوض، فهذا أمر يستدعي قياما جماعيا ونهضة فكرية.
والقيام يعبّر به عن كل امر يعمله الانسان مهتمّا به باعتبار انه يكون اكثر تسلّطا عليه حال القيام فيقال انه قام بتأليف الكتاب مع انه يعمله جالسا في الغالب، فالقيام كناية عن الاهتمام بالامر.
ثم ليكن قيامكم للّه تعالى اي لوجهه الكريم فالنية الخالصة هو الشرط الاساس لبلوغ الهدف السامي، في إشارة الى انه لو كانت النية هي التوسل بالأعذار للتهرب من قبول الحق المرّ فلن توفقوا لمعرفة الحق وان كان ناصعا واضحا، فلا بد من إخلاص النية للّه تعالى ونبذ ما يمنع من التبصر كالكبر والحسد، ومعاندة الحق، وتقليد سنن الآباء والاجداد، ونحوذلك.
وكثيرا ما يحاول الانسان بفكره ان يصل الى نتيجة صحيحة فيخطئ بسبب انه لم يقصد بذلك مرّ الحق حتى لو كان بخلاف ما ارتآه، بل هو يتخذ موقفا مسبقا ويحاول اثباته مهما كان.
وهناك كثير من الناس يرون من اللازم ان يحاول الانسان الدفاع عن خطئه حتى وان كان بسبق اللسان، وهذا بذاته خطأ كبير يمنع من وصول الانسان الى الحق، فالآية الكريمة تحثّ بدوا أن يكون القيام للّه، لأنّ اللّه تعالى لا يريد الا الحق، ولا يدعو الا الى الحق، ولا يقول الا الحق.
ثم طلب منهم ان يكون قيامهم بوجهين: مثنى وفرادى. و(مثنى) بمعنى اثنين اثنين كما أن فرادى بمعنى فردا فردا. اي بأحد الوجهين تارة بتبادل الفكر مع آخر، واخرى بالتفكير منفردا.
ولهذا التقييد جهة ايجابية وجهة سلبية. فمن الجهة الايجابية يأمر بأن يكون القيام اما منفردا او بمشاركة شخص آخر ومن الجهة السلبية يمنع من الانحياز الى التفكير الجماعي.
اما الايجابية منهما فهي ان يتفكر الانسان مع نفسه او مع غيره، وذلك لاختلاف الناس فمنهم من لا يمكنه التعمق الا بانفراد، ولكن الغالب هو ان الانسان لا ينتبه لخطئه مهما دقق النظر الا اذا بيّن الامر لغيره حتى لو لم يشاركه في التفكير، فانّ مجرد البيان له ينبّه صاحب الفكرة على مواضع الضعف في فكرته، واذا شاركه في التفكير ودخل معه في نقاش فيكون الامر أجلى وأبين. ولذلك قدّم قوله (مثنى).
واما الجهة السلبية فهي عدم اللجوء الى التفكر الجماعي المبتني على الخطابات الظنية، والشعر، والدعايات، والشعارات، والاوهام، فان هذا من شأنه ان يلبّس الامر على الانسان ويدخله في متاهة لا خروج عنها.
وهذا أمر واضح نشاهده يوميا في تجاربنا فان التجمعات العامة لا يبتني التفكير فيها على أساس سليم غالبا بل دائما الا اذا كان تحت قيادة نزيهة.
ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد... ثم طلب منهم ان يجعلوا محور التفكر ان صاحبهم ليس به جنّة.
وعبّر عنه بانه صاحبكم، في اشارة الى طول مصاحبته صلى اللّه عليه وآله وسلم لهم قبل البعثة، الامر الذي يوجب لهم الوثوق بسوابقه وبحالاته النفسية وبعقله ودرايته. ومن الواضح تاريخيا انه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان معروفا لديهم برجاحة العقل، ونزاهة الضمير، وقوة المنطق، وسلامة التفكير، والامانة، والصدق، لا يختلف في ذلك اثنان.
وحيث ان طغاة قريش وكبراءهم كانوا يتهمون الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم بالجنون لإبعاد الناس عنه، وذلك لانه كان معروفا بالصدق والامانة، فكان اتهامه بالكذب لا يروج بين الناس، فجعل اللّه سبحانه محور التفكر نفي الجنون.
وهنا وجه آخر وهو ان القوم وعدوه صلى اللّه عليه وآله وسلم بكل ما يتمناه انسان بين قومه من مال وجاه ومصاهرة على ان يترك دعوته، فأبى الا إصرارا عليها. وهذا بذاته يجعل الامر دائرا بين امرين:
اما انه رسول حقّ يبلّغ عن اللّه تعالى فلا يسعه ان يرفع يده عن الدعوة او انه اصيب بالجنون حيث يرفض كل الاقتراحات المغرية فاذا وصلت نتيجة التفكر الى نفي الجنون عنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم بقي الشق الاول من الاحتمال.
ولذلك عقّبه بقوله: ان هو الا نذير بين يدي عذاب شديد. فهو معذور في رفضه كل هذه الإغراءات، لانه يرى ما لا ترون، وهو العذاب الشديد الذي ينتظر الظالمين.
وقوله تعالى (بين يدي..) اي أمامه. والتعبير يوحي بان العذاب قريب فكأنّ الدعوة مقرونة بالقيامة تتعقبها بلا فصل، كما ورد ذلك في بعض الروايات، وكما ورد في الكتاب العزيز (انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).
قل ما سألتكم من أجر فهو لكم... في هذه الجملة احتمالان:
الاول: أن المراد التاكيد على نفي المطالبة بأيّ أجر على الرسالة، فهذا التعبير يؤكّد انه يتخلى عن كل اجر طلبه منهم، ولا يطالب به، وهو لم يطلب شيئا، ولكنه مجرد فرض يقصد به نفي المطالبة رأسا.
الثاني: الإشارة الى ما طلبه من أجر الرسالة بأمره تعالى حيث قال: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...) الشورى :23، فيؤكّد في هذه الآية أن ما طلبه من أجر في تلك الآية انما يعود نفعه اليهم، فليس هذا الطلب لمصلحة ذوي القربى بل لمصلحة الامة، فان اللّه تعالى جعل الامامة فيهم وجعلهم أسوة للناس، وعلى الامة ان يقتدوا بهم ليهتدوا.
والاحتمال الثاني اولى لانه يشتمل على فائدة الاحتمال الاول ايضا، فان مقتضاه نفي كل اجر يعود بالمصلحة على الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم.
وربما يستبعد الاحتمال الثاني نظرا الى أنّ الخطاب للمشركين، ولا معنى لطلب الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم أجرا على رسالته منهم، فانه لم ينفعهم برسالته حسب زعمهم، بل ندّد بهم وبآلهتهم، وأبطل معتقداتهم.
ولو تمّ هذا النّـقد فإنّه يبعّد الاحتمال الاول ايضا، بل يوجب الاشكال في كل ما ورد في الكتاب العزيز من نفي الرسل طلب الاجر من الناس، وخطابهم دائما للمشركين ولأعداء الرسالات، وذلك لأنّ نفي الأجر ايضا إنما يصحّ في ما اذا كان متوقّعا، فلا معنى لمخاطبة من تلحق به ضررا وتنفي طلب أجر على الإضرار به.
والصحيح أنّ هذا الخطاب وان كان موجّها للمشركين الا أنّ معناه نفي الأجر على فرض الايمان. والهدف منه تبيين أنّ هذه الدعوة لا تتضمّن فائدة مادية للداعي، وانما الفائدة فيها ترجع الى المخاطبين، فلو فرض فيه طلب أجر يعود نفعه اليهم كما في آية المودّة فهو ايضا في فرض الايمان، فينتفي الاشكال في جميع الآيات.
وللكلام تتمّة تأتي في تفسير آية المودّة ان شاء الله تعالى.
إن أجري الا على اللّه وهو على كل شيء شهيد... حيث إنّ نفي الاجر يثير السؤال عن الباعث على هذا التفاني والتضحية في سبيل الدعوة أجاب تعالى عنه بقوله: (ان اجري الا على اللّه) فهو يطلب اجرا بعمله ولكنه لا يطلبه منكم، وقد وعده اللّه الاجر الجزيل في الآخرة وهذا خير باعث وداع للانسان، ولا يخاف أن يهضم حقه من الاجر او ينسى شيء من عمله العظيم لان اللّه على كل شيء شهيد.
قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب... المراد بالحق ما يطابق الواقع من قول وفكر، والباطل ما يخالفه.
ومقتضى الربوبية ان يصحح اللّه مسير الانسان كلما أوغل في الباطل والخطأ فيقذف بالحق اي يرميه على الباطل فيزهقه ويهلكه. وهذا تعبير ادبي يراد به سرعة انهيار الباطل امام الحق اذا كان واضحا صريحا، واللّه تعالى علّام الغيوب فيعلم مواضع الباطل من القول والفكر فيرميه بالحق فيصيب مقتله.
وهذه سنة اللّه تعالى في خلقه ولذلك جاء بالفعل المضارع لبيان الاستمرار.
قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد... الابداء هو الانشاء والخلق. ومن صفاته تعالى المبدئ.
وهذه الآية تخبر عن وقوع ما مرّ في الآية السابقة، ولذلك جاء بالفعل الماضي وأخبر أن الحق جاء بمجيء القرآن الكريم، وترتّب عليه زهوق الباطل اي الشرك والافكار الجاهلية فهي هالكة لا تبدئ، اي لا تأتي بشيء جديد، ولا تعيد ما اهلكه الحق، فالباطل ميت لاحياة له، فلا اثر له.
والواقع ان القرآن أبطل الفكر الجاهلي وأهلكه، وان جاء الانسان بافكار خاطئة اخرى، واذا أراد اللّه تعالى بعث بحق آخر ليبطلها.
وبذلك يظهر انه ليس المراد هلاك دولة الباطل كما ذكره بعض المفسرين وحاول الاجابة عن الاشكال بما لايفيد، بل المراد هلاك الفكر ووضوح الامر لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد، فالحق واضح بعد نزول القرآن، والباطل هالك لا يرتئيه عاقل.
قل إن ضللت فإنما أضلّ على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربي... المعروف في تفسير الآية الكريمة أنّ ضلالي لا يضرّكم وانما يضرّني، فان كنت ــ كما تزعمون ــ ضالا فلا يضركم ذلك وان اهتديت فانما أهتدي بوحي ربي. وفي بعض التفاسير أن مفادها كمفاد قوله تعالى (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا..) الزمر :41.
وانتبه القائلون الى أنّ هذا التفسير وان كان موافقا لظاهر قوله تعالى (على نفسي) الا أنه لا يخلو من اشكال من جهة المقابلة بين كون الضلال على نفسه صلى اللّه عليه وآله وسلّم، اي مضرّا به دون غيره وبين كون الاهتداء بسبب الوحي. وكان المفروض ان يكون التقابل إمّا بين السببين بأن يقول ان ضللت فانما أضل بنفسي اي بسببها، وان اهتديت فبهدايات ربي، وإمّا بين كون الاهتداء لمصلحتها والضلال مضرا بها.
قال في الكشاف: (فإن قلت: أين التقابل بين قوله (فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) وقوله (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) وإنما كان يستقيم أن يقال: فإنما أضل على نفسي، وإن اهتديت فإنما أهتدى لها، كقوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) أو يقال: فإنما أضل بنفسي. قلت: هما متقابلان من جهة المعنى، لأنّ النفس كل ما عليها فهو بها، أعنى أن كل ما هو وبال عليها وضارّ لها فهو بها وبسببها لأنها الأمّارة بالسوء، وما لها مما ينفعها فبهداية ربها وتوفيقه..).
وتبعه في ذلك بعض آخر وان اختلفوا في التفاصيل.
ولكن الظاهر أن الآية ليست من قبيل قوله تعالى (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا..) فان مفاد هذه الآية أن ضلال الانسان لا يضر الله تعالى وهدايته لا ينفعه وانما المستفيد والمتضرر هو الانسان نفسه. والمقام لا يناسب ذلك، وانما يناسب أن يكون المراد أنّ ضلالي لا يضركم بل هو أمر يخصّني، كما ورد في أكثر التفاسير.
ولكنّه لا يصحّ في مورد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم، وكذا غيره من الدعاة. وانما يصحّ في من لا يتبعه أحد، وأما من يقود المجتمع فانّ ضلاله يضرّ بمن يتبعه ايضا.
هذا مع أن اشكال المقابلة لا ينحلّ بما قيل، اذ يبقى الكلام في وجه الاتيان بما يدل على كون الضلال مضرا به خاصة، بينما كان المفروض أن يقول: (فانما اضل بنفسي).
فالظاهر بقرينة المقابلة أنّ المراد بهذه الآية بيان أنّ الانسان لو تُرك ونفسه ضلّ حتى لو كان مثل الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم في رجاحة عقله وقوة تفكيره، وأنّ الانسان لا بدّ له من هدايات اللّه تعالى ووحيه، وإلّا لم يهتد الى الصراط المستقيم، فلا يغترّنّ انسان بعقله وعلمه وخبرته.
ولعلّه لم يقل (اضلّ بنفسي) لأنّ النفس لا تضلّ بنفسها بل بعوامل خارجيّة، وهذا الضلال مستند الى اللّه تعالى ايضا فالذي يقابل الاهتداء بالوحي هو الضلال لو ترك ونفسه، ولو بسبب العوامل الاخرى التي تؤثر بأمره تعالى.
وليس المراد الاشارة الى سبب الضلال ولا كونه مضرا به خاصة بل المراد أن الضلال يصيبه لولا الهداية الالهية. ولعلّ (على نفسي) في مكان الحال اي حال كوني قد خلّيت ونفسي. واللّه العالم.
وأغرب ما رأيت في هذا الباب ما ورد في تفسير بعض المنحرفين حيث قال: (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي من خلال ما قد أخطئ فيه من وعي الوحي، فكرة و تطبيقا، وليس ذلك من الوحي نفسه، فهو الحق الذي لا يقترب منه الباطل..)
وهذا تصريح بعدم عصمة الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم حتى في عقيدته لقوله (فكرة وتطبيقا) الا في ما يحكي لنا من الوحي بذاته. ولعمري ان هذه العقيدة تنافي الاسلام فضلا عن التشيع، والرجل يدعى فيه أنه من علماء المذهب.
انه سميع قريب... لعله للتنبيه على أن اللّه تعالى لسمعه دعاءه بالهداية وقربه منه لا يتركه في ضلال ابدا، بل يوحي اليه ما يحتاجه من هداية دوما فهو معصوم من الضلال، ولكن بفضل اللّه تعالى وبرحمته الخاصة.