وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَني آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُوني هذا صِراطٌ مُسْتَقيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْديهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)
وامتازوا اليوم أيها المجرمون... (امتازوا) اي انفصلوا وتميّزوا. وفي التقييد باليوم اشارة الى أن هذا الظرف ليس ظرف اختلاط. فان المؤمنين والمجرمين ربما يتعايشون في الدنيا بل يتناسبون ويتصاهرون ولكن الحال في ذلك اليوم حال جمع بين متفرقات وتفريق بين مجتمعات فيجمع هناك بين كل أحد وفريقه المناسب له، وان تباعدوا في الدنيا بمقتضى معاييرهم في هذه الحياة. ويلازمه التفريق بينه وبين من كان يجتمع بهم ممن لا يناسبونه في المعايير الالهية.
والإجرام قيل: انه بمعنى اكتساب الخطيئة وأصله من الجرم اي القطع باعتبار أن كل كسب اقتطاع لشيء، الا أنه لم يستعمل في كسب الحسنات بل في الآثام فقط. ولكن لا يبعد أن يكون الوجه في التعبير بالإجرام هو أن المجرم يقطع الصلة بينه وبين المجتمع ولذلك لا يعبر به في العرف عن كل مخالفة للقانون أو كل عمل مستهجن عرفا بل عن مثل القتل والإعتداء، ولعله في التعبير القرآني يستعمل في كل ما يقطع الصلة بين العبد وربّه. والعبارة هنا عامة تشمل من يدّعي الاسلام والإيمان أيضا.
ألم اعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان... الخطاب للمجرمين ولكن وصفهم ببني آدم لأن العهد كان عاما، والمراد العهد الذي أبلغهم بواسطة رسله، ومنها ما ورد في الكتاب العزيز في موارد كثيرة كقوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ) البقرة: 168.
والمراد بالعبادة، الإطاعة العمياء، كما قال تعالى في ذمّ اليهود: (وَعَبَدَ الطَّاغُوت) المائدة: 60، وإنما كانوا يطيعون الطواغيت طاعة عمياء، وهي أن يطيع الإنسان غيره من دون أن يعلم السبب الباعث للأمر وفي غير موارد الحاجة الى تخصص، والعمل وفقا لإرشاد المتخصص. ومثله قوله تعالى: (وَالَّذينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها..) الزمر: 17. وأما الإطاعة مع الإعتماد على معرفة الآمر كإطاعة أوامر الطبيب ونحوه، فليس عبادة ولا أمرا مستنكرا. والطاعة العمياء لا تجوز الا للّه تعالى ومن أمر اللّه بإطاعته.
وعداوة الشيطان لبني آدم، عداوة عريقة متأصلة متوغلة في القدم، كما يظهر بملاحظة قصته مع أبينا آدم عليه السلام حيث أمر بالسجود له، فامتنع ترفعا واستكبارا، فأخرج من السماء وأمر بالهبوط إلى الأرض، فآلى على نفسه أن يترصد لبنيه كل مرصد ويأتيهم من بين أيديهم وعن أيمانهم وشمائلهم، ويمنعهم من الخضوع للّه تعالى، ولقد صدّق عليهم ابليس ظنه فلم يسلم من حبائله إلا القليل. وهكذا العدوّ المبين. واللّه تعالى يخاطب البشر باستفهام انكاري: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُوني وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمينَ بَدَلا) الكهف: 50.
وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم... عطف على (ان لا تعبدوا..) وكلاهما تفسير للعهد، وقد عهد بوجوب عبادته تعالى في الأديان كلها، وفي يوم الهبوط أيضا حيث قال عزّ من قائل: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) طه: 123،مضافا الى أنه مما تدعو إليه الفطرة والعقل.
والظاهر أن (هذا) في الآية إشارة الى عبادته تعالى لا إلى مجموع العهدين. والصراط هو الطريق، وأصله السراط بالسين. والطريق إذا كان مستقيما فإنه أقرب الطرق إلى المقصد.
والتنكير في (صراط مستقيم) للتعظيم اي انه من حيث الاستقامة وانتفاء اي اعوجاج وانحراف واصل الى مرتبة لا يمكن توصيفها، ولعله اكتفي بذلك عن الحصر فلم يقل: هذا هو الصراط المستقيم، لأن الصراط بصفة الإستقامة التامّة من كل أحد الى المقصود لا يمكن أن يكون إلا واحدا، وكل صراط غيره لا بد فيه من نوع من الإنحناء او الإعوجاج.
ولقد أضل منكم جبلّا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون... دعوة إلى التفكر في أمور الماضين الذين أغواهم الشيطان وأبعدهم عن إطاعة أوامر اللّه تعالى واتباع رسله، مما أدى الى نزول العذاب عليهم وهلاكهم؛ أفلا يكفي ذلك للإعتبار؟! بل إن النظر في أحوال المجتمع البشري وعواقب أمورهم عامة وفي جميع الأزمنة، يكشف لنا الكثرة الهائلة من البشر الذين يتبعون خطوات الشيطان في مختلف سلوكهم، وما يؤدي اليه من المفاسد الإجتماعية والسقوط في مهاوي الإثم.
والجبلّ يطلق على الجماعة العظيمة تشبيها لهم بالجبل، فالمعنى أنه أضلّ جماعات كثيرة.[1] وحيث إنّ الخطاب موجه يوم القيامة، قيل لهم: أفلم تكونوا تعقلون؟ أي أكنتم في الدنيا بحيث لا تعقلون؟!
هذه جهنم التي كنتم توعدون... خطاب توبيخ وتقريع، فهم يرون جهنم، ولكن الخطاب لتوبيخهم على عدم الإهتمام بإنذار الرسل ولم يقل (وُعدتم) بل قال: (كنتم توعدون) مما يدل على استمرار الوعيد واستمرار الرسالات ونزول الكتب.
و(جهنّم) اسم لنار الآخرة. قيل: ان معنى الكلمة بعيدة القعر. وقيل: انها في الاصل عبرية. والظاهر أنه الصحيح. وقيل غير ذلك.
إصلوها اليوم بما كنتم تكفرون... الصلي أصله إيقاد النار، ثم أطلق على الإحتراق والإشتواء بها. والتقييد باليوم للتنبيه على أنه اليوم الذي أنكرتموه. و(ما) في (ما كنتم) مصدرية يعني بكفركم، والكفر مقولة مشككة، فلا يختص بمن لم يؤمن باللّه ورسله، بل يشمل بعض المؤمنين، كما قال تعالى: (وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمينَ) آل عمران: 97. وقوله: (كنتم) يدل على استمرارهم على الكفر وإصرارهم عليه.
اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون... الختم على الأفواه كناية عن عدم تمكنهم من التكلم، إذ ليس هناك اختيار مفتوح، قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ..) هود: 105. ولعل المراد بتكلم الأيدي وشهادة الأرجل ونطق الجلود، هو ظهور الأعمال التي ارتكبت بواسطتها علانية. وهذه أوضح شهادة وأقوى نطق وأفصح بيان، لأنه لا يأتي بلفظ يدل عليه، بل يأتي بالعمل بنفسه.
ويشهد لذلك التفصيل الوارد في قوله تعالى: (حَتَّى إِذا ما جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللّه الَّذي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فصلت: 20 ــ 21، فإن التعليل بأن اللّه تعالى أنطق كل شيء، يدل على أنه ليس من النطق المتعارف.. والنطق بمعناه العام هو الإفصاح عما في النفس أو عن الواقع، وهذا يتحقق في يوم القيامة بأبلغ وجه.
ويشهد له ايضا قوله تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْديهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) النور:24، حيث يدلّ على أن الألسنة أيضا تخبر عن ما صدر منها، مع أن الآية هنا تصرّح بأنّ الألسنة مختوم عليها فلا بد من حمل شهادتها على ما ذكرناه ولا ينافي ذلك عدم التكلم الذي هو المراد بختم الألسنة.
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فانى يبصرون... الطمس هو المحو، فيمكن أن يكون المراد محو العين نهائيا، ويمكن أن يراد محو الإبصار، وهو أيضا طمس للعين حيث تبقى بلا أثر. والطمس قد يأتي متعديا بنفسه وقد يتعدى بـ (على).
والإستباق يحتمل أن يكون بمعنى الإبتدار والمبادرة، لا التسابق والمسابقة، كما أن قوله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) المائدة: 48، أيضا يحتمله فيكون المعنى بادروا الى الخيرات قبل انقضاء الفرصة. وهنا أيضا بمعنى أنهم بادروا إلى السير على الصراط. ويحتمل أن يكون بمعنى التسابق.
واختلفوا في المراد بالصراط فذكر بعضهم أن المراد به صراط اللّه تعالى.
وهو غير صحيح، لأن المشركين لا يبادرون اليه، بل لا يسلكونه أصلا. ومن هنا قال بعضهم: ان (استبقوا) بمعنى تجاوزوا وتركوا. ولم أجد له وجها.
وفي التبيان أن المراد به طريق النجاة. وهو بظاهره كالوجه السابق الا أنه يمكن توجيهه بأن الإنسان يحاول ــ بالطبع ــ أن يتجنب الوقوع في المهالك، فهم أيضا كان من ضمن مقاصدهم النجاة من الهلكة المحتملة في حياة أخرى، إلا أنهم لم يبصروا طريق الحق للنجاة لأنهم طمس على أعينهم.
ولكن هذا التوجيه أيضا لا ينفع في تصحيح هذا الإحتمال، لأن عدم إبصارهم طريق النجاة أمر حاصل فعلا، فلا معنى لتعليقه على مشيئة الطمس.
وذكر جمع منهم أن المراد به الطريق المألوف لهم إلى مساكنهم أو مقاصدهم، فالمعنى أنه تعالى لو طمس على أعينهم لم يتمكنوا من السير الى مقاصدهم. وهذا لا بأس به.
ويحتمل أن يكون الصراط كناية عن طريق الحياة المتعارفة في شؤونهم المادية. وعلى هذا المعنى يصح التسابق ايضا فان البشر يتسابقون في شؤون حياتهم في الدنيا. وعليه لا بد من اعتبار الطمس على العين ايضا كناية عن سلب البصيرة، لأن بعض شؤون الدنيا لا تتوقف المسابقة فيها على الابصار.
فأنى يبصرون؟ أي كيف يبصرون طريقهم وقد طمس على أعينهم، او كيف يهتدون الى الطريق الصحيح وقد سلبت بصائرهم. والنتيجة أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مقاصدهم.
ثم انه وقع الكلام في الغرض من هذه الآية وتاليتها وإرتباطهما بما قبلهما، وللقوم في توجيه ذلك كلمات شتى، والغالب منهم اعتبره تهديدا لهم، بأن اللّه تعالى لو شاء لجعلهم عميانا، فلن يبصروا طريقهم الذي يسلكونه عادة.. ولا علاقة حينئذ بينها وبين ما قبلها.
وبعضهم اعتبر مورد الآيتين ما سيحدث للمشركين في يوم القيامة! وهو غريب لأن ما يواجهه المشركون من العذاب يوم القيامة، أشد بكثير، فلا معنى لتهديدهم بطمس العيون والمسخ.
والظاهر أن ارتباط الآية وما بعدها بما قبلها من جهة ما ورد في الآية السابقة من شهادة الأعضاء، على ما كانوا يكسبون في الدنيا، فربما يتوهم من ذلك أن ما صدر منهم في الدنيا كان خارجا عن حيطة القدرة الإلهية مع أن كل ما فعلوه كان بإذنه وإرادته التكوينية، فأراد في هاتين الآيتين، أن يبين وجهين واضحين، مما يمكن أن يمنع اللّه تعالى به نشاطهم وحركتهم بصورة طبيعية، فضلا عن إنزال عذاب الاستئصال أو ما هو أخف وأخص منه، وليس ذكر ذلك إلا من باب المثال.. واللّه العالم.
ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون... المسخ تشويه الخلق. والمكانة بمعنى المنزلة والدرجة التي بلغوها في سلوك طريق الإنسانية والكمال، كما قال تعالى: (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ) الانعام: 135، أي على ما أنتم عليه من الفهم والإدراك، فليس بمعنى المكان كما قيل.
ولعل المراد أنهم يفقدون بهذا المسخ صفة التكامل والنمو بل يبقون على منزلتهم الحالية. وبذلك يظهر معنى قوله تعالى: فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون.. وان المراد انهم لا يتطورون ويمضون قدما في ما أهّلوا له بحسب النوع من درجات الكمال، ولا يرجعون فيبدأوا الطريق من نقطة الصفر حيث لا يمكن ذلك، فيبقون في مكانتهم ومنزلتهم، وهذا غاية السقوط.
ولكن المشهور بين المفسرين أن المراد تهديدهم بمسخهم أحجارا ونحوها وهم في مكانهم، فلا يستطيعون مشيا او حركة الى الأمام ولا يرجعون إلى مساكنهم. وقيل غير ذلك. والإرتباك واضح في العبارات، والمسخ لا يختص بتحولهم الى جماد كالحجر بل يشمل تحولهم الى حيوان مع أنهم لو تحولوا الى حيوان، لاستطاعوا التحرك الى الامام وكذلك الرجوع.
ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون... التعمير إعطاء العمر. والمراد به هنا على الظاهر العمر بعد الكهولة، لا مجرد إعطاء العمر كما توهم ومن ذلك التعبير عن من يطول عمرهم أكثر من المعتاد بالمعمرين. ولعل الغرض من بيان ذلك، الإستشهاد بمورد توقف في التطور، بل نكسة للتدليل على إمكان ما ورد في الآية السابقة بأن هناك مثله ما هو أمر طبيعي متعارف ولكنه في خلق الجسم، فكما أن الإنسان المعمر ينتكس خلقه ويتوقف عن التطور والتكامل، بل ينقص شيئا فشيئا، كذلك من مسخ اللّه نفسه وروحه، فإنه يتوقف عن التطور في الكمال البشري بل ربما يفقد بعض ما حصل عليه. أفلا يعقلون ويعتبرون بما يرونه؟
وأما على ما ذكره القوم في تفسير الآية السابقة، فلا بد من حمل هذه الآية على بيان أمر طبيعي واضح، وهو النكسة في الخلق مع تقادم العمر من دون أن ترتبط بالآية السابقة، ومن دون أن يكون لبيان هذا الأمر غرض خاص في سياق الآيات.
[1] ( لسان العرب )
الجَبْل والجِبْلة والجُبْلة والجِبِلُّ والجِبِلَّة والجَبِيل والجَبْل والجُبْل والجُبُلُّ والجِبْلُ، كل ذلك: الأُمَّة من الخَلْق والجماعة من الناس...
وقول اللّه عز وجل: ولقد أَضل منكم جبلاً كثيراً؛ يقرأُ جُبْلاً عن أَبي عمرو، وجُبُلاً عن الكسائي، وجِبْلاً عن الأَعرج وعيسى بن عمر، وجِبِلاًّ، بالكسر والتشديد، عن الحسن وابن أَبي إِسحق، قال: ويجوز أَيضاً جِبَل، بكسر الجيم وفتح الباء، جمع جِبْلة وجِبَل وهو في جميع هذه الوجوه خَلْقاً كثيراً. قال أَبو الهيثم: جُبْل وجُبُلٌ وجِبْل وجِبِلٌّ ولم يعرف جُبُلاًّ، قال: وجَبِيلٌ وجِبِلَّة لغات كلها.